آراء

كلام في الإعلام :التعيينات في مؤسسات الإعلام

 تعيينات عديدة رافقت الثورة وتواترت بعدها، خلطت الأوراق وخلقت فوضى عارمة زادت الأوضاع صلب مؤسسات الإعلام الرسمي والعمومي تأزّما وتشرذما خاصّة وأنّ المعينين هم من أصناف “الأداني” وجماعة الصفوف الخلفيّة والرّاسبين، وبعض منهم لم يحصل وأن عرف أهل المنهة أنّه حرّر مقالا أو أدلى برأي أو كان له أثر في أيّة وسيلة إعلاميّة كانت لا عموميّة ولا خاصّة.

بل الطامّة الكبرى أنّ منهم من لا يحذق لا العربيّة ولا الفرنسيّة ولا الإنجليزيّة، فقط لغة ” العر-فر-زيّة” نسبة إلى “الرزيّة” التي لحقت أبناء هذه المؤسسات من الذين جاؤوا بهم من كلّ القطاعات وكافّة الأجناس والأنماط التي تشبه كلّ شيء وتعبّر عن كلّ شيء وتستجيب لكلّ شيء وتعمل وتفعل كلّ شيء وتشتغل في كلّ شيء إلاّ الصحافة والإعلام.

والمشكل أنّ البعض من “المجلوبين” حوّلوا مؤسسات إعلامنا العمومي والرسمي إلى “لوبيّات” ضدّ أخرى ثمّ أشعلوا بين أبناء الدّار فتيل الفتنة والبغضاء ثمّ جلسوا على الربوة يحبكون السيناريوهات التالية، فالتي تليها ليغرق بعدها الجميع في وحل “اللاّمنتوج” واللاّإبتكار” و”اللاّإبداع”، كيف لا والسّادة الجدد الذين من المفروض تقديم الاضافة والحضّ على تكريس الافضل غيّروا العمل الصحفي ليحل محله “التكمبين” و”العثكلة” و”التنسنيس” الفارغ و”الصبّة” و”أشغال ثانوية” من “خدمات خارج الخدمة”.

رئيس الحكومة قال إنّ “الإعلام والإتّصال” فيه اختلال وأداؤه ضعيف، وأجزم أكاديميّون ومختصون أنّ إعلامنا يلزمه هيكلة ورسكله عمومه وخاصّه، والرأي العام التونسي طبقه الرئيسي اليومي انتقاد مؤسستي الإذاعة والتلفزة وكثيرون طالب بسحب تعريفة المؤسستين من فاتورة الكهرباء لإعتبارات كثيرة منها العطل و”الإعادات” واللاّمنتوج مما جعل التونسي لا يهتم لما يقدّم خاصّة تلفزيّا إلاّ في ما يتعلّق بنشرة “الثامنة” الرئيسيّة أو بـ”مسلسل رمضان”، هذا إن حظي بالمشاهدة.

المشكل حلّه سهل ويسير جدّا، ويجنّب إعلامنا ما تردّى فيه من علل وأسقام ووباء، وهو التعويل على كفاءات القطاع من أهل المهنة، وليس على أشخاص من هنا وهناك، يتطلّبون تكوين يتجاوز الـ 4 سنوات في معهد الصحافة وعلوم الإخبار.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق