دراسات وأبحاث

دراسة حديثة لمدينة بغداد

كانت مشهورة بالأراضي الزراعية وحدائقها وبساتينها الخصبة ، ذروة اشتهارها في أوائل سنوات القرن التاسع ، تعتبر من المدن العظيمة الفريدة ، هي مقر للتجار الأغنياء أصحاب الأساطيل التجارية الواسعة وكذلك هي الفضاء الكبير والمقر الدائم للعلماء ولطلاب العلم .. في هذا الكتاب يتناول الكاتب الحضارة التي ولدت بين أفياء تلك المدينة العظيمة الرائعة ، أدون تفاصيل الحضارة التي نشأت في أماكن تتكون منها حيث شواهد البناء العمراني الموجود حتى الآن بتصاميمه المختلفة ذات التكوينات المذهلة وكذلك التقسيمات الإدارية للضواحي والمناطق وحشد الناس الذين كانوا يسكنوها بشكل يثير الحياة والصخب وتبرز من خلال ذلك النواحي الإبداعية والعلمية وظهور عدد من الخلفاء المتميزين وآخرين وسمتهم مراحلهم بالضعف والتهور حيث اتهمت حكوماتهم بالسوء والفساد والظلم وفقدان هيبة الخلافة ، الكثير من الأحداث التي رصدتها وهي تؤرخ لفترات انحطاط كبيرة في سجل الخلافة العباسية عصفت ببغداد في تاريخها مثل الفيضانات والحرائق والمجاعات المتكررة ، مع انها تمثل الجزء المهم في بلاد أرض السواد ، في مراحل عديدة تفشت الأمراض وسادت الإضطرابات والفتن وتعرضت المدينة الدائرية لحالات حصار متكررة من قبل قوات غزو تندلق عليها من دول مجاورة وأخرى بعيدة ، كما هي الحال في حادثة الغزو المغولي ، وبعد كل حالة تدمير ينخرط أبناء المدينة في إعادة الترميم والبناء والعمل لإنجاز مرحلة جديدة في التقدم ، بغداد هي أهم المدن التي شجعت الشعر والعلم واهتمت بالعلماء وجمعت مكتباتها أندر الكتب وفي شتى المجالات ، ظهر فيها علماء وفنانين وكتاب وشعراء ورجال دين وسياسة وقادة لقبوا دائما بالعظماء ، تلك المسيرة وفواصلها جعلت بغداد مشهورة في كل بقاع العالم ، منها خرجت الف ليلة وليلة وحكايات شهرزاد وفي أروقة مبانيها تدور ولا تتوقف قصائد المتنبي وأيضا تصعد ابتهالات المتصوفة نحو السماء ، في كل التفاصيل المتاحة في التوثيق والكتب نجد ان بغداد لها موقع مهم وتعتبر مدينة عظيمة لها أرث حضاري وفيها تكونت ثقافة متنوعة مهمة ومؤثرة ..

عندما يحضر اسم بغداد تبرز الى جانبها اسماء مشهورة نقشت في التاريخ السياسي العالمي ، ويشار لهم بما صنعوا من مجد وانتصارات كما هي لدى الخليفة العباسي ” المنصور ” الذي تم إنشاء المدينة بفكره واختياره وهو المؤسس للدولة العباسية ، كما نجد في الكتب صور موصوفة للثراء والتطور على يد الخليفة ابوجعفر المنصور وعندما نقترب من فترة حكم الخليفة ” هارون الرشيد ومغامراته التي انتشرت في الغرب كما انتشرت الف ليلة وليلة التي قرأتها كل شعوب العالم واهتمت بها .. ترك السلاجقة علامات في تاريخ المدينة كما ترك المغول ، وفي كلا الحالتين بغداد كانت تحت الاحتلال تخضع للتدمير وأيضا في مرحلة المدّ العثماني على يد الملك ” سليمان ” الذي دخل بغداد في العام 1534 وطرد الفرس منها وفق احتفال مهيب لم تشهده بغداد حتى في أيام الدولة العباسية. ..

ينشر هذا الكتاب وبغداد ترسف في قيود احتلال جديد وفوضى لاحدود لها ، ويشرع كاتب ينتسب إلى بغداد ليكتب عنها مع أنه مجبر للعيش بعيدا عنها ، ضمن حالة اغتراب شأن الكثير من أبناء بغداد الذين ابتعدوا عنها ، نشر الكاتب الكثير من الكتب في المثيولوجيا والتاريخ المعاصر والأدب والفن ، يأتي هذا الكتاب تتويجا لمسيرة طويلة في جهود البحث التاريخي عن مدينة الكحل والزعفران والعيون الواسعة ..

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق