إعدام مرسي عقاب أم مكافأة ؟؟؟
صديقي الحائر و القارئ عامة لنعد بالتاريخ إلى عصر العدل لنرجع إلي سنوات وعهودا ولت ففي التاريخ عبر والأيام دول فإذا رجعنا لعصر الخلفاء الراشدين إلى أعدلهم بالتأكيد تعلم من هو ؟؟ نعم عمر بن الخطاب ولكن هل تعلم أنه قتل اتهاما له بالظلم وهو أعدلهم… ترى أين سياج العناية الإلهية لتحميه من القتل وهو في المدينة عاصمة الخلافة ،، لكن ماذا إذا عرفت أن عمر كان يدعو قبل وفاته بأيام أن يرزقه الله – عزوجل – الشهادة وهو آنذاك بعيد عن جبهة القتال الدائرة مع الفرس من ناحية ومع الروم من ناحية أخرى أتراه اختار مكان الشهادة لتكون نعم العاقبة حتى يقتل بالمسجد في المدينة وسط رعيته .
هذا الرجل الصامد خلف قضبان الطغاة دائما ما كان يرددها ( الموت في سبيل الله أسمى أمانينا ) فما أدراك ربما كانت دعوته في العشر الأواخر أن يرزقه الله الشهادة فيكافأ بالموت في سبيل الله ، حينها أيكون الإعدام عقاب له أم تكريما ومكافأة
إن تأخر الإجابة يكون لحكمة ربما لا نعلمها أو نعلم جزءا منها لنعد مرة أخرى للتاريخ ففيه الحكمة لمن كان له قلب .. حوصر النبي وأصحابه في شعب أبي طالب حتى جهدوا جهدا شديدا حتى كانوا يأكلون ورق الشجر فهذا سعد بن أبي وقاص يقول: جعت حتى إني وطئت ذات ليلة على شيء رطب فوضعته في فمي وبلعته وما أدري ما هو إلى الآن . هذا الحصار الاقتصادي والنفسي الظالم استمر ثلاث سنوات .
ثلاث سنوات والصحابة يدعون والنبي – صلى الله عليه وسلم – يدعو ربه ويبلغ دعوته ( فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا ) فتأخر الفرج والنصر إلى هذه المدة ترى ما السبب ؟؟ ما أراه إلا إعادة تأهيل وصقل لنفوس هؤلاء الرجال وليعلموا أن سلعة الله غالية وانظر بقلبك لقول الله تعالى : (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون )
في الأخير يا صديقي أنت لا تدري ماذا يكون بين الله وعبده في غياهب السجون ربما كان هناك شيئا ربانيا لا نعلمه شيء لا يشعر معه بفراق الأهل أو تباعد اللذات أو هموم الحياة .
لا يقلقني ما يعانيه الرئيس مرسى ورفاقه فهم في طريق رأوه حقا وجميع الدلالات الكائنة بمصر تشير أنهم على حق ولكن ما يقلقني هو أن هنالك فئة من الإعلام المصري تحاول أن تثير الضوضاء و مغالطة شعب يامل السلام والسكينة في ظل الأحداث المريبة .
فاحذر من هؤلاء يا صديقي واقرأ هذه الكلمات التي قيلت عام 1959م للشاعر هاشم الرفاعي وأراها تحكي حالنا نحن المصريين الآن
أما حكايتنا فمن لون الحكايات القديمة
تلك التي يمضي بها التاريخُ دامية أليمة
الحاكم الجبار ، و البطش المسلح و الجريمة
و شريعة لم تعترف بالرأى أو شرفِ الخُصومة
ما عاد في تنورها لحضارة الإنسان قيمة
الحر يعرف ما تريد المحكمة
و قُضاته سلفا قد ارتشفوا دمه
لا ترتجي دفعا لبهتان رماهُ به الطغاة