أسطورة من كتاب – حزقيال – دمرت العراق..!
يتسائل كاتب تلك المقالة المنفلتة والغريبة ، هل سيتم إعلان – توني بلير – كمجرم حرب بعد منح الصلاحيات لفتح ملفات التحقيق في تلك الحرب – حرب بوش وبلير والسعودية – هناك معالجة جادة للوصول إلى الحقيقة المغيبة ، ولماذا شرع أولئك العرب ومعهم قوات بوش وبلير بتلك الحرب المبنية على الأكاذيب والآن يكشف الستار عن القضية الأساسية التي قامت عليها الحرب هي مجرد ، أسطورة قديمة ..! ، يقول السفير – ما يلز – نحن فقط نريد البحث للوصول إلى حقيقة الأفكار والاتفاقات السرية .
حرب العراق ونتائجها تطارد جميع الذين شاركوا بتلك الجريمة اللعنة ..! ، مسئولية – بلير – عن حرب الأكاذيب صارت تطارده وتعمل ضده وتسببت برفض ترشيحه لمنصب رئيس المجلس الأوروبي ، الفكرة التي استندت إليها قوى الرفض ” عدم جدوى انتخاب شخص تطارده تهمة جريمة حرب كما حصل –لكورت فالدهايم – الذي أصبح رئيسا للنمسا في العام 1986 ” ..
الصدمة الأمريكية
في الولايات المتحدة تكبر الصدمة وحالة الرهبة من الذي جرى ، حيث قسوة الخسائر البشرية والاقتصادية ، التي نتجت عن الحملة الحربية التي شنت على العراق في العام 2003 بتفويض من الأمم المتحدة وبتجميع لقوة عالمية وبدفع من حكومات عربية في مقدمتها حكومة مصر والأردن والسعودية وشيوخ الكويت ، الآن الشعب الأمريكي يخرج من حالة الصدمة الكبيرة ويبحث في الأسباب على ضوء معطيات النتائج القائمة ، حيث صار السؤال يكبر في العقول لدى رجال السياسة الموصوفين بالاتجاهات المحايدة والنظيفة وكذلك لدى أصحاب الأفكار المتصادمة مع العنف والنزوع إلى الحرب ومبدأ الاستغلال ونشر الدمار والفساد ، رجال الدولة في الكونغرس الأمريكي بشقيه ، وكذلك أساتذة الجامعات ورجال الصحافة الحرة والمنظمات المتحدثة عن نشر الديمقراطية والحرية والمساواة ورجال العدالة والقضاء ، إلى جانب المهنيين المتنورين في أجهزة المخابرات من الذين يشعرون بمسئولية وأهمية عملهم في حماية المجتمع الأمريكي بشكل عام من الكوارث والنكبات ، أصحاب مظاهرات الاحتجاج ضد الحرب رافعوا شعارات المطالبة بالأمن لكل دول العالم والسلام العالمي ، تلك الشرائح العديدة استفاقت من حجم الصدمة الآن وهي تستذكر بغضب قول جورج دبليو بوش أو شعاره الذي غلف قضية الحرب ” أنني استلهم ذلك الفعل المبارك والتوجيه من العهد القديم ” ولكن التحقيق في حرب العراق كشف عن تفاصيل وأسرار مهمة وقبل بداية الجلسات المكرسة لذلك فقد استبقت الدول والشخصيات إطلاق أقوالها للقفز خارج دائرة النار ، ومن تلك المعلومات ما كشفته فرنسا وشخصيات لها علاقة بحكومة بلير التي قادت الحرب وتفاصيل تتعلق برئيس الولايات المتحدة – جورج بوش والتعارض بينه وبين – كولن باول – والكثير الكثير ….!
جلسات محكمة مفتوحة
المحكمة المفتوحة بدأت جلساتها في سماع الأدلة المتوفرة خلال الجلسة الأولى ، وقامت وسائل الإعلام بتغطية جلسات النقاش على العكس من تلك الجلسة التي حصلت في مجلس العموم البريطاني والتي تجاهلت تواجد وسائل الإعلام ، الدعوة وجهت لمن لديه معلومات مهمة وقد وجهت الدعوة رسميا للذين خدموا في أجهزة الدولة والقوات العسكرية ، بعض المسئولين الذين قدموا استقالتهم احتجاجا على حدوث تلك الحرب ، وأيضا الذين واصلوا العمل في حكومة – توني بلير – شخصيات عديدة لديها معلومات موثقة وبعضهم قد تمكن من تسريب بعض الوثائق المهمة عن تلك الحرب البشعة ، كما أعلن عن موقف قوي معارض وكانت لديهم الكثير من الأدلة والمعلومات المهمة ، وأيضا أعلنوا رفضهم لأسباب صحيحة ومنطقية ، وكما صرح أحد الدبلوماسيين ” أتمنى أن يكون زملائي السابقين قد ابتعدوا عن الخجل والتردد واقتربوا من فضاء الحقيقة أكثر ” …
الوضع في العراق كارثة رهيبة
السفير البريطاني السابق ومعه أصحاب المواقف المماثلة ينظرون إلى الوضع في العراق على أنه ما زال مرّوعا خطيرا ، كل يوم تكبر فيه حالة الانتهاك لحرية الناس وحياتهم ، أكثر من 400 إنسان ماتوا في الحوادث التي وقعت في الشهر الماضي ، كما جرح أكثر من 1400 إنسان ، كذلك هناك ملايين العراقيين مازالت تعيش في المنافي القريبة والبعيدة في سوريا والأردن ودول أخرى وهي موضع استغلال دائم من تلك البلدان التي تتاجر بوجودهم فيها ، جميع أولئك اللاجئين المرحلين من بلادهم قسرا يحلمون بالعودة إلى بيوتهم ، يتوقون للعودة إلى وطنهم للعيش مع ذويهم ، الحياة في العراق كما يراها أولئك الساسة في بريطانيا معطلة تماما ، كما الحال المعيشي في العراق يمر بالضنك والمكابدة وثمة حفنة تدر عليهم الأيام بالمنافع ، الماء والكهرباء يترنحان أو في الكثير من الأوقات ينعدم وجودهما ، بينما يتحدث الاختصاصيون في مجال الصناعة النفطية في بريطانيا عن أن صناعة النفط التي تعتبر شريان الحياة الحيوي للعراق قد دمرتها الحرب وتحتاج إلى إعادتها إلى سابق عهدها وذلك يتطلب العمل عدة سنوات والكثير من الموارد للإنشاء الحديث والتصليح والخطط البديلة ….!
فضائح بريطانيا في العراق
في الآونة الأخيرة تصاعدت عملية الكشف عن ملفات تمثل في الغالب تجاوزات كثيرة غير مبررة إرتكبتها القوات البريطانية في العراق ضد الشعب وخاصة في مدينة البصرة ، حيث تم الكشف عن الكثير من الحالات منها الوفيات من خلال التعذيب للسجناء في المعتقلات التابعة للقوات البريطانية ، ويواجه الكثير من الجنود التابعين للقوات البريطانية تهم جرائم الحرب ، تلك الجرائم الخطيرة ألحقت بسمعة القوات البريطانية إساءة كبيرة وقد نشرت الكثير من التفاصيل عن الذي حدث ، كما بدء التحقيق في تلك الجرائم الخطيرة ولكن جلسات الاستماع إلى الحقائق المتعلقة بمجريات حرب العراق يبدو مختلفا عن ملفات الاتهام الجاهزة التي لاحقت أفراد القوات البريطانية ، حيث ركزت التحقيقات السابقة على دعاوى ملف أسلحة الدمار الشامل العراقي والذي توضح بعد سقوط نظام صدام حسين أنه مجرد أكذوبة وغير موجودة حاليا ….! وكذلك هناك قضية يتم الآن التركيز عليها تتعلق بسوء ورداءة عمل أجهزة المخابرات البريطانية في تجميع المعلومات المضللة التي قامت على أساسها الحرب ، وتوصف بالملفات الكاذبة المخادعة استخدمت في تلك الحرب ، كما توجد الكثير من الملفات التي تثير أسئلة غريبة وقاسية جدا ، ولكن السؤال الدرامي الكبير والهام هو الذي يدور تماما في الذهن ، هل الذي جرى ضد العراق هو حرب عدوانية …؟ ، هل ما أرتكبته حكومة بلير يمثل جريمة حرب ….؟
لاتوجد مشروعية للحرب
سادت في بريطانيا في مرحلة حرب العراق وجهتا نظر حول مشروعية الحرب ، ولكن المدعي العام وكذلك الرأي العام البريطاني لم يعد ينظر إليهما باهتمام ، تماما تمّ تجاهلهما ، كما أن الحديث عن وجود صللات مشبوهة بين القاعدة وصدام حسين والذي روجت له حكومة بلير كثيرا هو الآخر ثبت أنه مجرد أكذوبة غير حقيقية حيث لا توجد صلات ، جانب من الجريمة أو الخطأ القاتل ماهي الخطط التي وضعت للتخطيط للحياة المدنية في العراق بعد انتهاء القتال ، يكشف المقال الذي كتبه السفير- مايلز – عن معلومات مهمة تتعلق في تلك الفترة القصيرة التي أعلن فيها عن خطط للعمل ، ثم جاءت تعليمات الإلغاء كل تلك الخطط والسبب عدم وجود الكهرباء ثم هناك خطط من الخداع لاستمرار حالة الحرب والفوضى .. كانت هناك حجج واهية كما أن أجهزة المخابرات البريطانية قيمت الأوضاع بشكل مختلف عما كان يجري في العراق على أرض الواقع ، كما ابتعدت وزارة الخارجية البريطانية عن النصائح المعتدلة التي قدمت لها عن تلك الحرب ، كما كشفت التقارير والوثائق أن الوزراء ورئيسهم بلير في اجتماعاتهم المكرسة لمناقشة تفاصيل تلك الحرب كانت عبارة عن دردشة لم ينتج منها مناقشة للخيارات أو البدائل المتعلقة بإصلاح الوضع العام بعد حدوث الحرب ، هل صحيح أن – بلير – دعا أثنان من الخبراء المختصين بالشأن العراقي في 1/ نوفمبر/ 2002 والذين اتخذا في مذكرة وضحت الرأي بعدم العمل على فكرة الحرب والاحتلال وقد راودهما الظن أنه – أي بلير – لم يستمع لتلك النصيحة ، لقد سمعنا الكثير من الافتراض في العمل الحكومي البريطاني حول وجود حرية للخبراء أو الذين يقومون بتقديم النصيحة ، هل أن الحكومة البريطانية في تلك الفترة كانت لديها خطط ثابتة ولا تحبذ ذلك ، إذن لماذا الرقابة الذاتية شرط من شروط العمل في أجندة الحكومة … ؟ ذلك السؤال يقود إلى الكثير من المعلومات المغيبة في ردهات وأقبية المخابرات البريطانية …!
أخطر الأسرار وأكثرها تفاهة
كما يضيف كاتب المقال السفير السابق في ليبيا ، فيقول ” نحتاج إلى معرفة الأمور الحقيقية التي كانت سائدة في الوضع المتبدل والمتغير بين – بوش وبلير – وطبقا للمعلومات التي كشفها وزير الخارجية السابق – باول – ومعه – جاك سترور – حيث حاول كل منهما العمل على دفع بلير لإيقاف – بوش – وتحجيم خططه – هو يعترف صراحة فيقول ” أنا وجاك كنا ننفخ بلير لكي يلفت نظر بوش ، كان دائما مستعدا ليقول له – جورج أنظر هنا – لكن الرئيس كان قد فقد بخاره ، كان يردد هل هذا يمكن أن يكون حقيقي …؟! وهناك قصة هي تعتبر من أخطر الأسرار وأكثرها تفاهة تتعلق بمحاولة – بوش – إقناع الرئيس الفرنسي – شيراك – لدخول الحرب ضد العراق ، عندما استعمل – بوش – فكرة أسطورة قديمة لمقارنة – صدام حسين – بأقوام – جوج وماجوج – حيث عرض معلومات أسطورية ثبتت في كتاب – حزقيال – العهد القديم – وأضاف الناس في العراق هناك أعداء منذ بداية التكوين لشعب إسرائيل ” تلك كانت الفكرة الأسطورية التي أنطلق منها – جورج بوش – تبدو مثل – نكتة – ولكن في الحقيقة هي عصب الحرب هي القضية الأولى في تلك الحرب ، يضيف السفير البريطاني السابق الكشف عن سرّ آخر عندما يقول ” الذي حصل ، شيراك وقع في الحيرة الكبيرة وعمل بموظفيه على استشارة أستاذ في علم ألاهوت الذي عمل على إفشاء السرّ وما يراد منه ، ويتطابق ذلك مع قيام – بلير – بتحذير خبرائه بقوله ” أن في العراق يكمن الشر الاستثنائي ، هو موجود بوجود صدام حسين ” ذلك السر الذي يعتبر مرجل الحرب قد يكون أحد علامات التحقيق الذي سيجري لاحقا سيسأل عن موضوع – يا جوج وماجوج – نبوءة حزقيال – وهل تم تمرير تلك المعلومة له من جورج بوش – …؟ تلك تبدو قضية غريبة وبعيدة عن ملف أسلحة الدمار الشامل التي كانت بمثابة الذريعة الكاذبة ، الدعوى دينية ورد على عمل نبوخذ نصر ، ولكنها أسطورة قادت وستقود إلى دمار كبير سيلحق بجميع الذين ألبسوا تلك الأسطورة ثوب الحياة …..!