أسرار قصف المفاعل النووي السّوري الجزء الثالث… نهاية المطاف
قبل قرار الغزو إجتمع أبرز القادة والزعماء وأصحاب الخطط العسكرية وضعوا على الورق كل ما تختزنه العقول من خطط سريعة تحقق الظفر بأقل الخسائر ، ديك تشيني ودونالد رامسفيلد يفوران بالحماسة للحرب وكان القرار الخاطيء في تاريخ الولايات المتحدة ، الشروع بالحرب أثبت ان العالم غير قادر على ردع نوايا الهيمنة والعدوان .
وأيضا أثبتت الوقائع ان لكل فعل ثمة حدود وكوابح ، ويمكن القول هنا أن حدود الظاهرة العراقية أوصل القرار الأمريكي ليحصد النتائج العكسية في الهدف والنتيجة ، ذاك العامل شجع الدول الأخرى التي يطلق عليها لقب – الدول المارقة – هي أيضا صارت متيقظة وهي تحسب حسابات دقيقة للمنهج الامريكي العدواني المبيت ضدها ، وامريكا مصممة على العدوان فهي تمتلك القوة الهائلة في مواجهة قوات عسكرية تقليدية ، ووضعت خططها لتكون اقل كلفة لردع أي هجوم قد يشن بعد الهجمة ضد العراق.
وكانت تضع بين عوامل سلاح الردع – السلاح النووي – بما يتوفر ، في ملف الحرب ضد العراق كان المخطط الستراتيجي الأمريكي يخشىأن تعمد القيادة العراقية لتنفيذ هجمات مباغتة من خلال مجموعات قتالية مجهزة بالأسلحة الصغيرة والسترات الانتحارية والعبوات الناسفة ، لو تحقق ذلك في ساحة المنازلة لأربك الهجوم الأمريكي وحدّ من اندفاعه ولقلب وجهة نظر المجتمع الأمريكي لكن القيادة العراقية كانت اقل من مستوى المواجهة الميدانية ، لم تتمكن تلك القيادة من نقل العركة بثقل محسوب ، وتجعلها تدور في فضاء عسكري آخر ..
الأقوى دائما ..
في نوفمبر من العام 2007 إثنين من ثلاثة امريكان يعتقدون دون تردد ان حرب العراق تمثل كارثة كبيرة والمهمة هناك رديئة ولا تستحق ان ترسل القوات للقتال – كان الرئيس – جورج دبليو بوش – قد أثرت عليه تلك الحرب وصار أقل الزعماء في تاريخ الولايات المتحدة شعبية كما صار التندر يتعاظم حول سلوك الجمهوريين الذي يوصف بالشذوذ وعدم العقلانية وبدأت اسهمهم تهبط والانتخابات موعدها يقترب ، وظهر فقدان سيطرتهم على مجلس النواب والشيوخ وتصاعدت حالة الصراع بين أقطاب وقيادات الحرب وفجأة صار – رامسفيلد – يطلق التصريحات النارية ضد – ديك تشيني – الذي كان يصفه في فترات سابقة بأنه معلمه …
إعتراضات كثيرة ومهمة بدأت تظهر وكان رامسفيلد الشاب القادم إلى البيت الأبيض في العام 1960 والذي حقق صعودا هائلا وسريعا في المدار السياسي ، وكان يُعد من الشركاء لتشيني ، ومن هناك ورغم القوة والغطرسة كان العراق يهيمن وهو كابوس كبير ينشر ظلاله على الجميع ، حتى – بوش – لم يكن يستطيع ان يقول ما الذي يحاصره ، ثم قابل سرا – روبرت غيتس – واتخذ على عجل قرار استبدال – رامسفيلد – في مكتبه في كروفورد من ولاية – تكساس – وهو جالس في مزرعته بدى محطما كاليائس وقد مزقت احلامه تلك الحرب العبثية وهي تهيمن على روحه وعقله وسلوكه – حرب العراق – الفخ الكبير – بدت حكومته ووجودها محفوف بالمخاطر وصارت هزيمة الجيش الأمريكي قاب قوسين أو أدنى – هي تلوح في الأفق – والعراق المقيد – المحتل – المحاصر – المطعون من العرب – هو الأقوى ….!
” يتبع “