النصف ديكتاتور ” الجزء الثالث “
صحيح هناك خلافات عميقة بين الشيعة والسنة وأنا في كتابي عن بغداد دوّنت الكثير منها كباحث في مصادر التاريخ ، والصحيح أيضا أن تلك الخلافات القديمة لم تكن ظاهرة قبل حصول الإحتلال ،هذا الصراع الطائفي المتعاظم الآن يكاد يعيد الجميع إلى مناخ القرن السابع الميلادي ، في بداية دخول ” داعش ” وسيطرتها على محافظة الموصل – صور الإعلام الغربي الذي حصل على أنه أنتصار وفرصة أكيدة لصفع وجه النصف ديكتاتور – الماكي – ثم تمددت داعش نحو تكريت والفلوجة والأنبار وحصلت في ذاك التمدد على دعم وتأييد وحاضنة هي أغلى ثمار ذاك الإنتصار – تابعنا مجاميع كبيرة أفرادا وعشائر بفعل الفقر والغضب من سياسة المالكي يقدموا الولاء وساندوا ذاك التطور الدراماتيكي – مشهد كاريكاتوري ذاك الذي جعل حكومة المالكي في وضع محرج داخليا ودوليا – بات ذاك النظام الكريه ومعه قواته مهزوما ومأزوما.
رغم الوضع المدهش الذي لف تلك البلدات التي خرجت من قطار الحكومة ، ظلت الخشية والحذر من حصول الانتقام على يد أطراف الصراع ماثلة في أذهان المجتمع السني ، حيث ظهر ان السنة في تلك البلدات هم في حالة خوف كبير مما ستؤول إليه الأوضاع .
وظل السؤال الذي يؤرق الجميع ماذا ستفعل حكومة – المالكي – بعد استيعاب الصدمة القاسية ، كان مكمن الخوف يتلخص كيف يتم تفسير التأييد وحالة الفرح وهل تتمكن الميليشيات السنية من الدفاع عنهم وحماية أرواحهم وممتلكاتهم وهل يتطور الحدث ليظهر للوجود أقليم سني مستقل ، السنة بعد الاحتلال كانت لديهم الكثير من الأزمات ، أولها ان الحكومة تنظر إليهم من واقع الأعداء ، لذا مرتعليهم سنوات مابعد الاحتلال قاسية فيها التهميش المقصود ، كما سلط ” النصف ديكتاتور ” تاعه ورجال مخابراته فصنعوا وضعا في غاية التعقيد ، برزت فيه حالات القمع الشرسة والاعتقال وغياب القانون وتفشي الفساد ، كل ذلك نتج عن ممارسات حكومة ” المالكي ” وبتوجيه مباشر منه.
هو وصل إلى الحكم وظل أسير عقده الطائفية حيث باشر حكم العراق وكأنه يعيش في القرن السابع الميلادي أو كما لو أنه جاء ليرد على أفعال الخليفة العباسي الذي خوزقه الشعب فيما بعد ، تلك دون شك حكومة فشلت وقدمت النموذج السيء للذهب الجعفري الذي ظل قادته وأنصاره يتحدثون عن ” المظلومية ” حتى وجدوا أنفسهم قد أنخرطوا في بناء الظلم هو أكثر بشاعة من الظلم الذي تسلط عليهم في فضاء الخلافة الأموية والعباسية والعثمانية ، ما يحدث الآن في العراق وحتى مرحلة قادمة سببه المباشر الاحتلال ورعونة – نوري المالكي – ومن معه ….!
” يتبع “