تنظيم “منتدى وطني للإتّصال الحكومي”:ضرورة ملحة للتطويروالتفاعل مع الرأي العام
إن صحّت العبارة، وبصلاحه تصلح الأوضاع وتنجز البرامج والمشاريع ودونه تتعطّل الأمور وتسوء الحال، والدليل متا نعيشه من كبوات اجتماعيّة وتدهور اقتصادي، وهلّم جرى.
فمن المفترض أن تكون إدارات الإتصال الحكومي هي منصّات تواصل وحوار على اعتبارها حلقة وصل بين الحكومات المتعاقبة والصحفيين وإدارات مؤسساتهم الإعلاميّة ومسؤوليها وكذلك مع الرأي العامّ التونسي وشرائحه المختلفة، فإدارات الاتصال الحكومي تتحمّل مسؤوليّة كبرى في تبليغ المعلومات الصحيحة والدقيقة وبصفة حينيّة وبأسلوب حيادي وموضوعي لا يميل للألوان السياسيّة ولا ينزلق في الترويج للإيديولوجيات ولدعاية لها وإنّما خدمة الصّالح العامّ بوازع وطني، أو هكذا يفترض أن يكون.
فالمكلفون بالإعلام والإتصال في هذه الإدارات هم في نهاية المطاف يتقلّدون مسؤوليّات جسيمة وأعباء ثقيلة تخصّ حمل أمانة “التوفيق بين الضّمير المهني الإتصالي وبين التأثير المباشر وغير المباشر للألوان السياسية والحزبيّة ضمن التشكيلات الحكوميّة المتواترة، والمسؤوليّة أكبر أمامهم للإسهام في تحقيق طموحات واحتياجات شعب برمّته.
وعلى كلّ حكومة ترغب في النجاح وتطمح إلى تجسيد ما قطعته من التزامات ووعود وتعهّدات أن تدرك أنّ أهم ما يميز “الاتصال الحكومي الناجح” هو فسح المجال للمهنيين من الإعلاميين والإتّصاليين العموميين المشتغلين في الإدارات الحكوميّة والرسميّة، أيّا كانت رتبهم وأصنافهم الوظيفيّة، وتشجيعهم على المبادرات الإبداعية والتفاعلية وتقديم المقترحات البنّاءة والأخذ بأنجعها على محمل الجدّ وتحويلها من “مرحلة النّظري” إلى دائرة “التنفيذ الفعلي” خاصّة في ما يتعلّق بتحديد أبرز القضايا التي تستقطب اهتمام الرأي العام بما يطرح فرصا متعددة لتدارس المشاغل والإشكاليّات من خلال استخدام الأساليب الصحيحة لمعالجتها. كما أنّه على كلّ حكومة أن تعي ضرورة تركيز مكاتب اتصال وإعلام بشكل يسمح ببناء نظام متكامل للاتصال الدّاخلي والخارجي للحكومة وللدّولة ومؤسساتها الرسميّة عموما الحكومي، ويقتضي ذلك بالخصوص تحسين مناخات العمل في إدارات الإتصال الحكومي والنهوض بالقدرات المهنيّة للقطاعيين وتعزيز إمكانات كوادرها وخبراتهم عبر ضبط رزنامة دوريّة لدورات تأهيل وتكوين متواصلة، وذلك بالتوازي مع إيلاء العناية الملموسة بالأوضاع الماديّة والإجتماعيّة للمهنيين.
لأنّه دون توفير أبجديات مهنيّة ولوجستيّة سيستمّر فشل الإتّصال الرسمي في أداء واجبه وفي تأدية رسالته وخاصّة في تبليغها للصحافة وبواسطتها للرأي العامّ.
ولا سبيل لنجاح الإعلام الاتصال الرسمي سواء في إنجاز مهامّه أو تحقيق أهدافه لا سيما إرساء علاقة ايجابيّة ، تفاعليّة ومتينة مع الصحفيين والرأي العام إلاّ بإعداد إدارات ومكاتب الإتصال إعدادا جيّدا يكفل حقوق المشتغلين .
ويتيح الآليات والإمكانيّات الشغليّة اللاّزمة تكون نتيجتها الاستجابة السريعة والشفافة لمختلف الأحداث المحلية والاقليمية التي تشغل بال الرأي العام وللتعليقات الإعلامية التي تصاحبها، فاليوم إرسال بلاغ أو خبر رسمي وحصوله على تغطية إعلامية كبيرة لا يعني، البتّة، نجاح الاتصال الحكومي فلابد من معرفة إلى أي حد وصلت الرسالة التي تريد المؤسسة الحكومية إيصالها إلى الجمهور.
الكثير أمام المسؤولين على ملف الإعلام والإتصال الرسمي والعمومي وكذلك الفاعلين فيه من نقابة وجمعيّات، وأهمّها وأعجلها تنظيم “منتدى وطني للإتّصال الحكومي”.