شيفرة النّجاح
النجاح يدعم الاستقرار النفسي و المادي للفرد
النجاح في الحياة مطلب أساسي لدى الانسان, وهو ليس هدفاً مجردا, إنما له قيم وآثار تنعكس على صاحبه حين يبلغه ويستمتع بكل خطوة قضاها في بناء أحد أهم المطالب الانسانية حيث يعزز ثقته بنفسه و ينمي قدرته على الانجاز و يقوي شعوره بالأهمية و الفاعلية وهو مصدر فخر وسعادة للكثيرين, حيث أن متعة الوصول الى القمة و تبوء أعلى مراتب النجاح حلاوة لا يعادلها الا حجم السعي و الاجتهاد و اكتشاف الطريق المختصر لتحقيق خلافة الله في الأرض و التمتع بجنة الدنيا.
قبل البدئ
إعرف نفسك و تبين ما تريده بوضوح، وحدد النتيجة التي تريد الوصول إليها.
ان معرفة البيئة الداخلية و مكمن القوة و الضعف فيها و اكتشاف مجالات التميز و الابداع تدعم و تساهم في دعم و نجاح البيئة الخارجية و تسخير كل الظروف لصالحك و من أجل خدمة أهدافك لذلك حدد ماذا تريد بالضبط و أين تريده و متى ذلك فعندما تعرف وجهتك فقد قطعت نصف الطريق نحوها ” انما الأعمال بالنيات و انما لكل امرئ ما نوى”
الدافع
” تتحكم قوة رغباتنا في دوافعنا و بالتالي في تصرفاتنا” دينيس ويتلي
عندما يتولد عند الانسان الدافع يكون عنده حماس أكثر و طاقة أكبر و يكون ادراكه أعلى والدافع هو محرك السلوك الانساني و بدونه لا يكون لدى الانسان رغبة في العمل و الانجاز فيتجه نحو الخمول و الانهزامية.
الطاقة
في كثير من الأحيان, تشعر أنك تمتلك قوة كبيرة, تستطيع من خلالها أن تحقق أي هدف تريده, وبمجرد شعورك بهذه القوة تكون قد شحنت نفسك بملامح الثقة, ويكون باستطاعتك تحقيق أي هدف تريده. لذا فنحن مطالبون بالتحرر من الأفكار السلبية التي نحملها بداخلنا وفي وعقولنا, وأن لا نلقي بالا الى الأشخاص و الأحداث التي تحبطنا وتخفض طاقتنا وتحد من عزيمتنا.
الاهتمام بالطاقة الجسمانية و العقلية و العاطفية أمر ضروري بجعلك تشع بالطاقة الايجابية و أولى خطوات اكتساب الطاقة الجسمانية هي الاهتمام بالرياضة وتمارين بالتنفس و اعتماد نظام غذائي سليم و تجنب لصوص الطاقة.
” ان الأوكسجين ضروري لتكوين خلايا صحية سليمة و ان نوعية الحياة التي نعيشها يحددها نوعية خلايا جسمك” دكتور ووبر(جائزة نوبل في وظائف الخلايا)
اكتساب المهارات
عندما سُئل نابليون كيف زرعت الثقة في عقول أفراد جيشك؟ قال: «كنت أرد بثلاث على ثلاث، من قال: لا أستطيع قلت له: حاول، ومن قال: لا أعرف قلت له: تعلم، ومن قال: مستحيل، قلت له: جرِّب».
تتركز الحاجة الى اكتساب المهارات و المعارف الحياتية في رغبة الانسان في أن يعيش حياته بشكل أفضل فكلما زادت المعرفة عندك و تنوعت مهاراتك تكون قد حققت أهم ركائز التقدم و الازدهار وكلما زادت فرصك لتكون محظوظ, فالحظ في قاموس النجاح يساوي فرصة مع استعداد.
” البحث عن المعرفة هو احدى الخطط للوصول الى السعادة و الرخاء” جيم رون.
التصور و التخطيط
” لقد تعلمت منذ مدة طويلة أن أكون الشخص على درجة عالية من الكفاءة ليس كافيا, ولكن لابد أن يكون عنده خيالا خصبا و أحلاما” محمد علي كلاي
“يرى بعض الناس الأشياء كما هي ويتساءلون لماذا…أما أنا فأتخيل الأشياء التي لم تحدث و أقول لم لا” … “التخيل هو بداية الابتكار” برناردشو
ان التطور الكبير و الانجازات المبهرة التي نراها اليوم كانت مجرد أحلام وتخيلات لأصحابها بالأمس وقع ترجمتها الى واقع عبر وضع الخطط المحكمة و تطويرها و تعديلها عند الضرورة, فالتخطيط هو تحديد الأولويات و البدائل المتاحة.
الفعل و الإنجاز
ما من أحد لا يريد لنفسه التقدم و التطور و تحقيق أهدافه, لكن الذي يميز الناجحين أنهم يمرون من الفكرة الى الانجاز, فالاكتفاء بالتخيل دون العمل قد يغرقنا في أحلام اليقظة و يجعلنا نسبح في بحر الأوهام و التقصير أمام الله, حيث أن الاسلام قد رفع من قدر العمل, بل جعله اذا اقترن بالايمان من أحب الأعمال الى الله التي ينال بها الانسان من خير الدنيا و الآخرة و يكون الاخلاص في العمل من أسباب اجابة الدعاء.
قال تعالى: “من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون“
عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال :”إن قامت الساعة و بيد أحدكم فسيلة فان استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل”
” بعد عشرين عام من الآن، ستندم على كل الفرص التي أهدرتها وكان بإستطاعتك أخذها وتغير حياتك بها، لذا إنطلق ولا تخف، إكتشف، إحلم و انطلق” مارك تواين
التقييم و الاستفادة من الأخطاء
تقييم الأداء و تبين مكامن القوة و الضعف, وتحديد احتياجات التطوير و الوقوف على ما تم انجازه سعيا لمعرفة السبل الملائمة لتقويم الأداء وتصحيح الأخطاء التي يعتبرها البعض” فشلا” بينما في علوم التطوير ليس هناك ” فشل” بل هناك استفادة من تجارب وخبرات و يكون النجاح أكثر صلابة و قدرة على الاستمرار عندما يكون نتيجة لعدة اخفاقات وقع الاستفادة منها.
” النجاح هو أن تمر بفشل وراء فشل دون أن تفقد حماستك ” ونستون تشرشل
الإلتزام بالتميز و الإصرار
الالتزام ببساطة لا يتحقق بعمل ما هو مطلوب فحسب، بل بعمل ما هو أعلى وأكثر من المطلوب عمله. كما أنه يعني عدم الرضا بأي شيء إلا الأفضل على الإطلاق, فالذين يتوقون إلى اكتشاف الاختلاف بين ما هو عادي وما هو مميز أو فوق العادي, يضمنون لأنفسهم ليس فقط النجاح بل التألق.
” الالتزام هو القوة التي تدفعنا لنستمر حتى بالرغم من الظروف الصعبة, وهو القوة الدافعة التي تقودنا لنجاز أعمال عظيمة” ابراهيم الفقي
المرونة
يقول دينيس واتلي في كتابه *متعة العمل*: ” ان العلماء لا يعرفون على وجه التحديد ما الذي حدث للديناصور, ولكنهم متفقون على أنه لم يستطع التأقلم مع متغيرات من حوله, بعكس ما يقولون عن وحيد القرن * الخرتيت* من أنه موجود معنا منذ حوالي سبعة ملايين سنة و ذلك بسبب قدراته الممتازة على التأقلم مع الغير”
اذا المرونة هي التلائم السريع مع المتغيرات و التحسن المستمر و الاستفادة من التجارب,الشخص المرن كالسائق الماهر يكون دائما مستعدا لتعديل مساره و تجنب كل المطبات.
إبدأ الآن
لكى تستطيع أن تحول برمجتك السابقة من سلبية إلى إيجابية كى تبنى مستقبلا مشرقا و تمتلئ بالطاقة اللازمة لادراك النجاح يجب أولا أن يحدث تنظيف تام للماضى وتحويله إلى معرفة ومهارات وقوة و اتباع المراحل و الخطوات التي حددناها سابقا, ولا تهتم من أين بدأت, المهم أين ستصل وتسلح بالصبر و الانظباط اللازمين لبلوغ الهدف.