المنشّط رمزي العمدوني يسير على خطى”نجيب الخطّاب”
فلئن نهج البعض طريقة ما يسمى “البوز ” وسعى إلى تجريح عدد من المبدعين في مجالات فنية مختلفة مسرحيين كانوا أو مطربين أو سنمائيين أو رسامين وغيرهم ،فإن عددا آخر من الإعلاميين تعامل وبطريقة مميزة و حضارية مع المبدعين فبجل ضيوفه و أكرمهم مقدرا فنهم وإبداعهم ملتزما بذلك البيت القائل ” يا جارنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت ربّ المنزل ” وهذا ما لا حظناه في بحر الأسبوع الفارط في “إذاعة تونس الثقافية” التي تجتهد يوميا من أجل نشر الثقافة الجادة.
ففي استضافة نوعية للمسرحي المتميز عاطف بن حسين لاحظنا نوعية جديدة في التنشيط قامت أساسا على حوار نقدي يسعى الى فكّ “شفرة” ملف المسرح التونسي الذي تنتابه عديد الاشكاليات المسكوت عنها وفي هذا نلمس عملا راق فيه إبداع و تجديد و اجتهاد من الإعلامي الأستاذ رمزي العمدوني وهو صحفي من طينة كبار الإعلاميين .
ففي كل لقاء يشدنا بأسلوبه الحواري ، و ثقافته العميقة و طريقة تواصله مع الضيوف من المبدعين و كذلك انحنائه للمستمع ليخلق بذلك دفىء العائلة الواحدة .
ويندرج هذا التمشي ضمن آليات التواصل الحديثة،فبقدر ما لاحظناه محافظا على رقي المعجم اللغوي لخطابه لاحظنا أيضا تواضعه في التواصل مع الضيوف و كذلك مع المشاركين من المستمعين الذين اختاروا تونس الثقافية للإستماع وذلك بانتهاج أسلوب حواري راق و اختيار فيه انتقاء لضيوف مميزين .
ربما تكون هي رغبة من الأستاذ رمزي العمدوني لرسم معالم توجه إذاعي جديد قد يكون الأروع مستقبلا وهذا تنبؤنا لأننا لاحظنا التميز و الروح العبقة بأخلاق الكبار و بدفء هذا الإعلامي الي عشنا معه و مع ضيوفه الذين صحبوا الممثل عاطف بن حسين أجمل اللقاءات و أروعها.
وقد حضر هذه المساحة الإذاعية لمدة قاربت الثلاث ساعات مريم بن حسين وزوجته الممثّلة المسرحية والتي هي الآن بصدد السير على خطى زوجها في الإبداع الفني كما حضرت الحصة الفنانة درة البشير التي تعمل منذ سنوات و تجتهد من أجل النجاح في مسيرتها الفنية وهكذا إذن يمكننا الإطمئنان على التنشيط الإذاعي في مؤسسة الإذاعة التونسية خاصة عندما نستمع لهذا الإعلامي اللبق الذي ذكرنا بالإعلامي نجيب الخطاب في مسيرته الاعلامية المتألّقة والمتميّزة بفتح “شفرات” الملفات الثقافية المحيّرة والمسكوت عنها.