تظافر جهود الأسرة و الإطار التربوي لنجاح أبنائنا
**أهمية التهيئة النفسية للطفل
تهيئة الأبناء على اختلاف أعمارهم, لاستقبال العام الدراسي, من أوكد الأمور و أكثرها الحاحا من ناحية تحقيق التفوق, بدأ من تغيير العادات السلوكية اليومية المتبعة خلال فترة العطلة, مرورا بالاستعداد النفسي, الذي يعتبر من أهم التحضيرات على الاطلاق, فالطفل يتعلم قبل سن السبعة سنوات بالفطرة,عبر سلوك الأسرة وعاداتها, في حين يتعلم بعد سن السابعة بالرغبة كما أن الطفل يبحث عن تقدير الذات و الالتحاق بعالم الكبار عندما يذهب للمدرسة أول مرة, ومن هنا تبدأ مسؤولية الاطار التربوي في تنمية هذه الرغبة و تطويرها, أما دور الأسرة يبقى هو الأساس في غرس حب التعلم و المثابرة من أجل التفوق لا مجرد النجاح و يكون ذلك من خلال اتباع الخطوات التالية:
- الابن يحب المدرسة وأرددها على مسامعه, و أذكره باستمرار بأجمل ذكرياته خلال السنة الماضية
- تشجيع الالتزام بينه و بين أصدقاءه في القسم.
- المشاركة في الأنشطة الترفيهية للمدرسة.
- بث العبارات الايجابية و التحفيزية لدى الأبناء.
ترك الابن يأخذ راحته المناسبة خلال اليوم دون ضغوط.
مساعدته على النوم بهدوء و ترك التفكير و القلق.
تجنب اقحام الطفل في المشاكل الأسرية أو سعي أحد الاطراف لكسب تأييده أثناء الخلافات.
تجهيز المستلزمات المدرسية و الملابس كاملة و التأكد من ذلك
** دور المدرسة في بناء شخصية الطفل
للمدرسة دور كبير في نحت هوية التلميذ في مرحلة الطفولة ووضع أساسات و دعائم الشخصية التي سيواجه بها الحياة في المستقبل, فأما أن تساعده على بناء شخصية متزنة, واثقة, قادرة على الفعل و البناء, و تحقيق الازدهار على المستوى الشخصي, و تحقيق الاضافة للمجتمع, وخلافة الله في الأرض على الوجه الذي يرضيه سبحانه وتعالى, و أما أن تحوله الى شخصية سلبية, يملؤها الاحباط و الفشل وتدني تقدير الذات, فينتج عن ذلك الجموح والتمرد على قيم المجتمع, و تنبع أهمية دور المدرسة من تعدد أدوارها فالمدرسة ليست فضاء للتعليم فقط, بل هي فضاء للتربية:
التربية الايمانية و غرس قيم العقيدة الوسطية المعتدلة.
التربية الأخلاقية عبر تنمية قيم مثل الصدق و الاخلاص, ….
التربية الاجتماعية من خلال القدرة على التواصل الفعال و بناء علاقات ايجابية.
التربية النفسية و هي الأساس في تقوية القدرة على التحكم في الانفعالات مثل الخوف و بناء الثقة بالنفس و المرونة وغيرها من مقومات الصحة النفسية.
التربية الفكرية بتنمية المكتسبات العلمية و المعرفية و التحصيل الدراسي للطفل.
التربية الجسمية بممارسة الأنشطة الرياضية و نبذ الخمول و الكسل.
لذلك على الاطار التربوي تبني الترغيب كوسيلة للتربية و التخلي عن الاجبار و الترهيب وقمع ملامح نمو الشخصية وترك الفرصة سانحة للتعبير عن الآراء المخالفة في كنف الاحترام المتبادل و تشجيع المبادرات الفردية و اكتشاف التلاميذ المتميزين و دعم ابداعهم و جعل المدرسة فضاء جاذب.
**التكامل بين الأسرة و المدرسة دعامة لنجاح أبناءنا
التكامل و التنسيق بين البيت و المدرسة و العمل على بناء سياسة تربوية موحدة لا تعارض فيها أو تضارب مع احترام كل طرف لدور الطرف الآخر مع التعاون وقت اللزوم لعلاج بعض المشكلات التي تواجه التلميذ, ذلك بغية رفع مستوى الأداء و تحقيق المردود المطلوب من العملية التربوية و حماية ابناءنا من الفشل و مايتبعه من انحراف يصبح بموجبه الطفل عبئا ثقيلا و حجر عثرة في طريق نمو و ازدهار المجتمع.
** دور المعلم
يبذل المعلم جهدا كبيرا في تأدية رسالة التعليم النبيلة, رسالة تنشئة أجيال من أبناءنا تربويا و علميا, حيث أن نجاح العملية التعليمية يعتمد بشكل مباشر عليه, لذلك وجب الانتباه لهذه النقاط:
- التعرف على خصائص التلاميذ الذين سيتعامل معهم و تحديد قدراتهم العقلية و ميولهم و مهاراتهم و خلفيتهم التربوية و الاجتماعية
- تحديد الطرائق التعليمية المناسبة لكل فئة
- مراعاة الفروق الفردية
و ختاما…
– اذا تعثر التلميذ….
– اذا أخفق في امتحان ما ….أو في مادة ما …
– اذا تغير سلوكه للأسوأ … أو لاحظت شروده داخل القسم
فعالج ذلك بالحب و التشجيع و الثقة و التقبل, و تفادى النقد و التوبيخ و الاهانة خصوصا أمام زملائه, وحاول البحث فيما وراء السلوك, وكن ذلك المعلم العظيم الذي يلهم تلاميذه ليستخرج أفضل ما فيهم ويكون من صناع قادة المستقبل.