نداء إلى السيد رئيس الجمهوريّة ورئيس الحكومة :مطلوب التعجيل برفع المظالم وإعادة الإعتبار لـ”الصحفيين الرّسميين “
ربّما لا تعلمون وأنتم على رأس السّلطة في البلاد اليوم أنّ “الكتبة الصحفيين والمستشارين والملحقين الصحفيين” المرسمين حديثا وقديما ،أنّهم مهمّشون وهضمت أعوام من جهدهم وتضحياتهم وذهبت سدى ولم يتمّ احتسابها، وفئة واسعة منهم مازالوا وظيفيّا وإداريّا في رتبة “المؤقّت”، ربّما لا تعلمون أنّ هؤلاء الذين عملوا على مدار السّاعة وحتّى في الثورة لم يغادروا مواقعهم مثل ما فعل الكثيرون، وتحمّلوا أهوال وأخطار تلك الأيّام وشدّوا الرّحال إلى مراكز أعمالهم، رغم أنّ حياتهم كانت على المحكّ، ربّما لا يعلمون أنّ “الصحفيين والإتصاليين” سليلي “الإدارة العامّة للإعلام” المنضوين صلب “وزارة الإتصال والعلاقات مع مجلسي النّواب والمستشارين” المنحلّة وأيضا “وكالة الإتصال الخارجي” سابقا وكذلك مؤسستي رئاسة الجمهوريّة والحكومة، وبقيّة الوزارات والهياكل والمنشآت الرّاجعة بالنظر، هؤلاء الذين غلّبوا مصلحة الوطن وخافوا على مؤسساتهم وبلدهم، ووصلتكم أعمالهم الصحفيّة والإتّصاليّة إلى مكاتبكم ومكاتب الذين سبقوكم في جميع مؤسسات الدولة.
السيّدان رئيسا الجمهوريّة والحكومة،
“الصحفيّون الرسميّون” هم “إعلام الدّولة” الذين يؤمّنون نشاطات المسؤولين في الدولة، على مستوى “الصحافة المكتبيّة” أو “المواكبة الميدانيّة”، سواء داخل الوطن أو خارجه، وهم يزاولون مهنتهم الصحفيّة والإتصاليّة في الرئاسات الثلاث “الجمهوريّة والحكومة ومجلس نواب الشعب”، إلى جانب الوزارات وكتابات الدولة والإدارات الجهويّة والمحليّة من ذلك الولايات والبلديّات، وعديد الهياكل التّابعة للدولة التّونسيّة، هؤلاء هم اليوم خارج دائرة الإهتمام ومهمّشون ولا أحد يلقى لهم بالا حتّى المطالب التي تقدّمت بها “النقابة الوطنيّة للمكلفين بالإعلام والإتصال العمومي” طيلة سنوات لم تجد آذانا صاغية، ولا ردّا ولا حتّى لفتة.
السيّدان رئيسا الجمهوريّة والحكومة،
إنّ عدم علمكم بما يعانيه أهل “الإعلام الرسمي” وعدم إلمامكم بمشاغل أهله أو تركها وعدم تبليغها من جانب المعنيين بالأمر هو الذي أوصلنا إلى إعلام رسمي حالته الراهنة لم ترضيكم، إعلام رسمي كما قال عنه “رئيس الحكومة السيّد الحبيب الصّيد يشهد اختلالا كبيرا”، وكلامه “عين الصواب” وعلى وجه من الدقّة على اعتبار أنّ عديد المشاريع الرّائدة وكثير من البرامج والمخططات الوطنيّة في عديد المجالات فشلت جرّاء عدم تمكّن الإعلام الرسمي من تبليغ الرسالة كما يجب وفي الوقت المناسب، وكذلك عدم مسايرة “الإعلام الرسمي” للتّطورات التي تمرّ بها مختلف القطاعات الوطنيّة وأيضا لقصور في مكوناته وفي موارده وفي إمكانياته.
السيّدان رئيسا الجمهوريّة والحكومة،
إذا رغبتم في معرفة قليل من كثير عمّا يكابده أبناؤكم، أبناء الدّولة التونسيّة من “صحفييها واتصالييها الرسميين والحكوميين” فعليكم برواتبهم وحجم أعمالهم والإمكانيات الشغليّة المتاحة لهم وطبيعة معاملتهم والتصرّف معهم، وعليكم بالسنوات التي أمضاها العديد منهم بعقود اختلفت صيغها لكنّها تشابهت جميعها في كونها لم تحتسب تلك الأعوام، لا في الترسيم ولا عند الترقية، وإذا رغبتم، في المقابل، في الإطلاع على غيض من فيض حرفيتهم ومهاراتهم فأمعنوا في الأعمال الصحفيّة التي تصلكم من مختلف المصالح خاصّة اليوميّة والدوريّة، وهكذا كان دأبهم منذ تمّ إنشاء المهنة رسميّا بعد استقلال الوطن.
السيّدان رئيسا الجمهوريّة والحكومة،
ندعوكم نحن معشر “الصحفيين والإتصاليين” بالمؤسسات الرسميّة إفرادنا بقانون خاصّ يوضح مهنتنا ويضبط مهامّنا ويعطينا الحقوق البسيطة فقط مثل ما يتمتّع بها زملاؤنا في بقيّة المؤسسات الإعلاميّة ذات الصبغة العموميّة بالنظر إلى أنّها في نهاية المطاف هي بإشراف الدولة التّونسيّة وبتمويل من خزينتها العامّة، ونأمل في التعجيل بنظر سيادتكم والأخذ بما ورد في فحواها، هذه الرسالة التي نرى تجاوبكم معها بمثابة بصيص النّور الذي سيحقّق فعلا ذاك التوازن في “الإعلام الرسمي” الذي نبحث عنه جميعا، والذي من شأنه أن يحوّل كلّ الكبوات في طريق الإنجاز إلى نجاحات باعتبار أنّ ما يعيشه من “متاعب” هو “حجر عثرة” أساسي في طريق ما نصبو إليه في إطار بناء دولتنا المدنيّة.
رئيس النقابة الوطنيّة للمكلفين بالإعلام والإتصال العمومي