حسن التأطير و الرعاية النفسية يحولان دون الإستقطابات الموجهة للتلاميذ
مثلت هذه الورشة مناسبة للتلاميذ و الاولياء الحاضرين للتعبير عن المشاكل التي يتعرض لها التلاميذ في المحيط التربوي و الخارجي ،منها الصعوبات التي يتعرضوا لها في الايام الدراسية خاصة مسالة الدروس الخصوصية و العلاقة مع المعلمين التي يسودها التوتر في الغالب, و اتصال بعض الشبان معهم من الخارج و طالب الأولياء من جهتهم عن ضرورة تخصيص فضاء للتلاميذ المضطرين للوصول مبكرا للمدرسة نظرا للظروف العملية للأولياء و التي يحكمها ضيق الوقت , في الاطار, اعلن مدير المؤسسة التربية بالمصيدة السيد صلاح التيزاوي انه خصص لهم فضاءا يتمثل في قاعة مكتبة تكون يتوفر لها الظروف الملائمة ليستطيع التلميذ من خلالها المكوث و المراجعة و مطالعة الكتب المتوفرة و هي مجالا سيمنح التلميذ فرصة البقاء صلب المدرسة في اوقات الفراغ بين الساعات الدراسية دون ان يكون له علاقة بالوسط الخارجي , هذه البادرة لقت الترحيب و الدعم من الاولياء الذين عبروا عن ارتياحهم النفسي ازائها و عدم التفكير فيما يمكن ان يتعرض له التلميذ خارج المدرسة في غياب الاولياء.
اكدت مندوب حماية الطفولة السيدة لبنى الوكيل, على ضرورة الانتباه لسلوكيات الطفل داخل المدرسة, في الوسط التربوي و المحيط الخارجي قصد حمايته قبل التعرض للتأطير الخارجي و انسياقه الى مكروهات او التأثير عليه ليصل الى مرحلة الانحراف او يقع استغلاله للتسول, ترويج المواد المخدرة, الهجرة الغير الشرعية هذا ان لم يقع استقطابهم لتشغيلهم ضمن ورشات و محلات مختلفة .
هذا و نددت السيدة لبنى الوكيل بضرورة الاتصال باهل الاختصاص من قبل الولي او التلميذ في حال تعرضه لأذى او محاولة الاستقطاب او معاناته من مشاكل او ضغوطات نفسية قصد المساعدة و التدخل السريع لحل الازمة قبل تفاقمها, كما اكدت ان ملف التلميذ يبقى سريا و لا يقع الطلاع عليه الا من قبل الجهات المعنية بالتدخل كخلية الانصات, الخلية النفسية, و مندوب حماية الطفولة حيث يقع تأطير التلميذ و معالجة و ضعه مع تقديم الدعم اللازم بالتعاون مع المجتمع المدني.
وأكدت السيدة إيمان عويشاوي السايحي الاخصائية النفسية بأهمية توثيق العلاقة الاسرية و مصادقة الابناء ومنحهم فرصة التعبير الذاتي و مشاركتهم الاعمال و التمارين التي يقومون بها و خلق مجالا نفسي ملائما والابتعاد عن سياسة الصد او الرفض القطعي بل حلق مجالا للحوار و التشاور لتتوافق اراء الولي مع ابنائه.
اشار الأولياء من جهتهم ان ابنائهم يتميزون بالحركة الدائمة و السريعة مما يخال اليهم انه يعانون من امراض ربما تكون عصبية خاصة مع ميلهم الى الآلات الالكترونية و الولوج ساعات مطولة في الانترنات حتى باتت لا تفارقهم.
كما أشارت السيدة بشرى بالطيب رئيسة جمعية تلامذتنا ان هذا المشكل بات يغزو جل البيوت التونسية فلا بد من المتابعة و المراقبة المستمرة للأبناء و خاصة التعرف على مواقع الابحار و التعرف غلى الاصدقاء المحيطين بهم و عدم الانشغال بالمسائل الحياتية والروتينية و تناسي محيط اطفالهم, هذا و دعت السيدة بشرى الى ضرورة الاهتمام بدور الشباب و الرياضة باعتباره متنفسا ايجابيا للطفل و مجالا لصقل موهبة ابنائهم و تهذيب ذوقهم و الابتعاد بهم عن الاستقطابات الموجهة مؤكدة على السعي الدؤوب لا رجاع التلاميذ المغادرين للمقاعد الدراسية و انه لا بد من تضافر الجهود و التعاون و المجتمع المدني لتحقيق مستقبل افضل لجيل خلاق في اطار العولمة و التطور التكنولوجي.