جندوبة:خطأ طبي يجني بحياة “نوران” …وقضية في الأفق ضدّ المستشفى الجهوي

 حيث رقدت هناك على أمل تحسّن وضعيتها الصحية حسب تصريح الطبيب المباشر الذي أكّد لعائلتها أن وضعيتها الصحية عادية ولا تبعث على القلق باعتبارها مصابة بنزله برد .

ولكن بعد 3 أيام من دخولها للمستشفى أصابها نفخ على مستوى بطنها وأضحى وجهها أزرق اللون لتؤكّد الطبيبة المباشرة خلال حصة الاستمرار الليلية ضرورة اخضاع الطفلة المريضة للتحاليل الطبية من قبل طبيبها المباشر الذي رفض ذلك في البداية ولمدّة 4 أيام كان يباشر حالتها عبر عدد من الادوية لترتفع حرارتها الى ما يفوق الـ40 درجة وهو ما اضطر طبيبها المباشر الى اخضاعها الى التحاليل التي بيّنت أنها مصابة بجرثومة ممّا عجّل بنقلها الى مستشفى الاطفال بباب سعدون بالعاصمة .

الذي استغرب وصول هذه الحالة متأخرة جدا وحاول اخضاعها لعملية جراحية ولكن يد الموت طالت الرضيعة يوم 11 ديسمبر الماضي وأكّد الاطار الطبي لعائلة الرضيعة أن موتها ناتج عن خطأ طبي على مستوى المستشفى الجهوي بجندوبة نتيجة إهمال هذه الحالة وعدم معرفة أسباب مرضها منذ البداية ووعد العائلة بتمكينها من تقرير طبي عن هذه الوضعية بعد 3 أيام باذن من النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بجندوبة .

التي رفضت تمكين عائلة الضحية من مبتغاها لتضطرّ هذه الاخيرة الى عرض القضية على أنظار محام ورفع شكوى الى وزير الصحة.

 وأكّدت محدثتنا أن العائلة حاليا بصدد مقاضاة المستشفى الجهوي بجندوبة بتهمة اهمال الاطفال حيث أكّدت وجود أشغال بناء بجانب قسم الاطفال بالمستشفى ممّا يهدّد حياة الاطفال المرضى والمقيمين نظرا لوجود عديد الأوساخ والرمال وبقايا هذه الاشغال الخطرة على حياتهم يذكر أن عائلة الرضيعة نوران الرحموني نظّمت يوم 29 ديسمبر الماضي وقفة احتجاجية داخل مقرّ المستشفى الجهوي بجندوبة للمطالبة بتمكينها من التقرير الطبي الخاص بأسباب وفاة ابنتها وللتعبير عن استيائها ممّا اعتبرته “عدم التعامل بجديّة مع الحالة الصحية لنوران التي تلوّث دمها بسبب الزائدة الدودية ” كما عبّر المحتجون عن شكوكهم في اهمال الحالة المرضية للرضيعة ومردّ هذه الشكوك عدم تمكين عائلة الضحية من التقرير الطبي عن أسباب وفاتها رغم طول انتظارهم الحصول عليه وعبّروا من جهة أخرى ومن خلال احتجاجهم المذكور عن استيائهم من الوضع الصحي بالمستشفى الذي يفتقر للتجهيزات وللإطار الطبي المختصّ ويعاني مرضاه من الاهمال الطبي ولمعرفة موقف الادارة من هذه الوضعية إتصلت”الاعلام الجديد” بعمر بوستة مدير المستشفى الذي عبّر في البداية عن أسفه مما حصل وقدّم تعازيه لعائلة الرضيعة مؤكّدا أن هذه الاخيرة دخلت للمستشفى للعلاج منذ يوم 3 ديسمبر ولكن تعكّرت صحتها بعد 4 أيام .

وقد حاول الاطار الطبي في الأثناء وحسب تصريحه معالجتها بكل اهتمام لكن الحالة الصحية للمرحومة لم تستقر مما أجبر ادارة المستشفى على التدخّل بالإسراع بتحويلها لمستشفى الاطفال بباب سعدون، لكنها توفيت هناك وأكّد أن وزير الصحة سعيد العايدي أذن منذ يوم 23 ديسمبر بإجراء تفقد عن هذه الحالة حيث باشرت التفقدية العامة بالوزارة التحقيق في الموضوع وهي تتحفّظ الى حد الان عن البحث .

وأضاف محدّثنا أنه من جهتهم كادارة يهمهم الوقوف على الحقيقة وحريصين على معرفة نتائج التفقد بهدف الوقوف على الأخطاء ان وجدت وتجاوزها وإنارة الحق وإنتظارات الرأي العام حيث تسببت هذه الوضعية في إثارة بلبلة بالجهة خاصة وعلى المستوى الوطني عامة وذلك لتبرئة الذمّة خاصة أن هذه الرضيعة حسب رأيه تلقت العلاج المطلوب والعناية اللازمة ،في انتظار ظهور معطيات أخرى قد تبدو مختلفة.

 يشار الى أن المستشفيات المحلية والجهوية بولاية جندوبة شهدت مؤخرا تعزيزها ببعض التجهيزات من ذلك مثلا تركيز الة الكشف بالصدى لأمراض القلب و الشرايين بالمستشفى الجهوي بطبرقة وذلك بعد 3 سنوات من الانتظار .

وهو ما قد يخفّف عن المرضى بمناطق طبرقة،عين دراهم وفرنانة معاناة التنقّل الى المستشفى الجهوي بجندوبة أو مستشفيات العاصمة لمجرد اجراء صورة للقلب كما أنه رغم توفّر عدد هام من الاقسام الطبية بهذا المستشفى على غرار قسم الجراحة مع 3 قاعات للعمليات مجهزة بمختلف التجهيزات الطبية المتطورة و قسم طب الأطفال المجهّز هو الآخر بكامل التجهيزات الطبية وقسم التوليد وعيادة طب أمراض العيون وعيادة طب أمراض الأنف و الحنجرة وقسم الإنعاش وهي مجهّزة كلها بأحدث التجهيزات الطبية، إلاّ أن هذا المستشفى وغيره من مستشفيات الجهة مازالت في حاجة ضرورية ومتأكّدة لطب الاختصاص.