أحلام العرفاوي : إمرأة إخترقت الظّلال من بلدي
وقد وجد في لباس نساء إفريقية ذي البياض النّاصع ما يبهر ويدعو إلى الحياء والتبجيل لأنّ قامات نساء هذه البلاد تبدو منتصبة شامخة.
وليس من الغريب حينئذ أن يرسم دي لكروا المرأة بعناية فائقة في لوحة » ثلاث جزائريات في مخدعهنّ« ، وأن يجعل منها قائدة الثّورة وملهمتها في» لوحته العالمية الحرّبة تقود الشّعب« التّي خلّد فيها تاريخ الثّورة الفرنسية . ولقد استلهم هذا الفنّان في رحلته إلى عالم الشّرق أدرك أنّ للظّلال معنى تنبعث منها أسرار الأضواء المستقيمة ، كذلك كانت المرأة في لوحاته تتألق من الظلام المحيط بها فكانت صانعة للثّورة رائدة لها.
والنّاظر في لوحات الثّورة التونسية التي أبدعها جيل من الفنّانين يدرك أنّه كان للمرأة في مجتمعنا الحديث دور مؤثّر فاعل برهنت فيه على جدارتها بالتّكريم والتّبجيل. فقد قادت الاحتجاجات والمظاهرات وحضرت النّدوات كاتبة ومفكّرة وباحثة وسياسيّة.
والسيدة أحلام العرفاوي امرأة أينعت حياتها من تفاصيل حياة أشبه ما تكون بلوحات الشّرق الفاتنة في تربة تونسية خصبة. هي امرأة من هذا الجيل الذي استبشر بالحرّية منذ سنة 2011 فاندمجت مع أبناء جهتها بمدينة تستور في ذلك الحراك الاجتماعي الذي جمع الشّباب والشّيوخ أملا في بناء واقع جديد.
مسيرة علمية متألقة
تحصّلت السيدة أحلام العرفاوي صاحبة 35 سنة على البكالوريا علوم سنة 1998 بتميّز لتلتحق بالجامعة التونسية وتتحصّل بعد أربع سنوات تألقت فيها تباعا على الأستاذية في التصرّف سنة 2002 من المعهد الأعلى للتصرّف بتونس.
وعلى الدّراسات المعمّقة في التّدقيق سنة 2006 ، ولم تثنها مشاغل الحياة على الترقي في سلّم المعارف لتنال شهادة تكوين مستمر في الحوكمة المحلية والتشاركية سنة 2012.
مسيرة مهنية مشرّفة :
استطاعت السيّدة أحلام العرفاوي أن تكرّم عائلتها وخصوصا والديها الذين ما فتئت تفخر بجهودهما وفضلها عليها في كل المناسبات ، اعترافا بالجميل بخطط وظيفية هامّة في اختصاصها فشغلت خطّة متصرّف مستشار بوزارة الدّاخلية وكاتبة عامّة لبلدية تستور وقد شهد لها أهالي تستور سنة 2011 بحنكتها وقدرتها على حسن التواصل مع المواطنين في ظروف استثنائية. وقد استطاعت بمثابرتها وجديتها أن تتحمّل مسؤولية إدارية وسياسية بتعيينها معتمدة بباجة الشّمالية حيث انبهر متساكنو باجة المدينة بأدائها المتقن لوظيفتها ، وقد كلفت في ذات الوقت برئاسة النّيابة الخصوصية لبلدية باجة المدينة وهي خطة تشريف وتكليف لا تقلّ أهمية عن الخطط السّابقة . وهي إلى ذلك كلّه مكوّنة معتمدة لدى مركز التّكوين ودعم اللامركزية بوزارة الدّاخلية في الديمقراطية التشاركية والمحلّية.
تمثلّ السيّدة أحلام العرفاوي نموذجا للمرأة النّشيطة سياسيا واجتماعيا في مجتمعنا وهو ما جعلها أهلا لرئاسة مكتب باجة للاتحاد الدّولي للمرأة الإفريقية وهو لعمري أرقى مظاهر التّكريم لامرأة تختزل صورة مشعّة لنساء تونس اليوم.
نعم صدق دي لاكروا ، إنّ مجدنا الآتي في قبضة امرأة تحيط بها الأنوار والأحلام .