قطارات تتحوّل إلى مكتبات رقميّة في فرنسا :المركز التونسي للكتاب يبادر، فهل من دعم رسمي مناسب؟؟؟
واعتباراً من منتصف ديسمبر المقبل، يمكن قراءة 5 آلاف كتاب مجاناً أما البقية فلا يمكن تحميلها إلا مقابل اشتراك شهري يبلغ حوالى 10 يورو، ويمكن أن يجد المسافر في هذه المكتبة الرقمية كتب (بلزاك) أو (فولتير) أو (دو غيوم موس) أو (هارلان كوبين)، فالمشروع يركّز بشكل كبير على روائع الأدب الفرنسي الكلاسيكي، وعلى كتب شبابية وعلميّة.
ويعتمد هذا المشروع على فكرة اساسية، وهي أن الفرنسيين يقرأون دائماً وهم داخل وسائط النقل العام، ووفقاً لدراسة، اجرتها شركة السكك الحديدية الفرنسية، ظهر أن 75 بالمائة من الركاب يقرأون عندما تدوم الرحلة أكثر من ساعة، و 33 بالمائة منهم يستخدمون لهذا الغرض اجهزة الكترونية مثل الكومبيوتر أو الأيباد او الهواتف الذكية، وبالطبع تقل هذه النسبة كلما كانت الرحلة اقصر، غير أن النسبة المسجلة تتراوح، بحسب الدراسة، ما بين 25 بالمائة و 58 بالمائة، كما وذكرت الدراسة أن 58 بالمائة من المسافرين لمسافات طويلة أكدوا انهم يأخذون معهم الآيباد أو الكومبيوتر.
وتقول “آن بانيس لولونغ”، من ادارة الاتصالات في شركة السكك الحديدية: (تبقى القراءة ذات أهمية بالنسبة للركاب)، وتضيف: (أغلب الاشخاص الذين يستخدمون شبكة القطارات لديهم هواتف ذكية والواح كومبيوتر).
الى ذلك، تضم المكتبة الرقمية، حالياً، كتباً كلاسيكية لا تسبب مشاكل من ناحية حقوق النشر والاستخدام، اضافة الى كتب علمية، وقالت ماري آلافينا، المديرة العامة لدار نشر ايرول التي تنشر اعمالاً ترفيهية ذكية وكتباً نفسية او كتب تصميم: (بالنسبة لنا، هذه فرصة للوصول الى قراء جدد).
في المقابل، تتضمن هذه المكتبة عدداً قليلاً من الروايات او الدراسات الحديثة، والسبب هو تردد دور النشر في عرض منتجاتهم بهذه الطريقة، ولكن يمكن توفير مقتطفات منها، ما بين 10 الى 20 صفحة.
يذكر أن 65 بالمائة من المبالغ المتحصّل عليها من الركاب ستسلم لدور النشر، الذين سيتقاسمون المبلغ وفقاً لعدد الصفحات التي تتم قراءتها، لكن العديد من المعنيين بصناعة الكتاب يفضلون بيع المنتجات في المكتبات، أو على الاقل بالنسبة للكتب الحديثة.
المركز التّونسي للكتاب :تجربة رائدة في ساحة القطارات ببرشلونة
التجربة الفرنسيّة ليست سابقة من نوعها لأنّ تونس تحتكم أيضا على بعض الرجالات الغيورين على الثقافة والحريصين على حياة الكتاب وأهميّة دور القراءة في حياة التّونسيين، من ذلك المبادرة الرّائدة لمؤسّسة “المركز التونسي للكتاب”، وذلك بالإتجاه نحو إضاءة ساحة محطّة القطارات بتونس العاصمة، الأمر الذي كان له أثره الإيجابي والطيّب على نفوس حرفاء القطار على مدار السّاحة.
وتنظم هذه الأيّام “خيام ألف ليلة وليلة” بمحطّة برشلونة لتضفي حركيّة وإلهاما لزوّار المحطّة من المسافرين عبر قطارات “الشركة التونسيّة للسكك الحديديّة، هذه الخيام التي أضاءت حقيقة ليالي وأمسيات المحطّة، وهي اليوم تجربة تضاهي ما سبقتنا إليه فعلا دول متقدّمة وكذلك بلدان خليجيّة أعطت حظوة كبيرة للكتاب والقراءة.
ويذكر أنّ عديد عواصم العالم تتحلّى محطات النقل فيها خاصّة القطارات بمكتبات ورقيّة وأخرى الكترونيّة، جعلت منها فضاء حقيقيّا لمتعة السّفر رفقة الكتاب، هذه التمبادرة التي يمكن وصفها بـ”الثقافيّة الوطنيّة” حريّ أن تحظى بمتابعة ومرافقة ودعم أعلى السلطات في تونس، وأن يتمّ إيلاؤها الأهميّة التي تستوجبها من قبل “رئاستي الجمهوريّة والحكومة” ومن طرف وزارة الثقافة، وكذلك من سائر مؤسسات وهيكل السّلط المحليّة وفي مقدّمتها ولاية تونس، وبلديّة المكان.