طبرقة:الدورة الرابعة للمهرجان المغاربي للشعر الشعبي
حيث تهتم هذه الدورة بمحور “الشعر الشعبي في انتروبولوجية الذاكرة الجماعية” وذلك من خلال مجموعة من الفقرات .
سيفتتح المهرجان بتدشين معرض للكتاب ثم كلمتي مديره ووزير الشؤون الثقافية الدكتور محمد زين العابدين فلقاء شعري مغاربي بمشاركة عدد من الشعراء من كل من الجزائر،المغرب،ليبيا وتونس فسهرة شعرية متوسطية بمشاركة الفنان أمين الشارني والشعراء الحبيب الميساوي،معاوية الصويعي،نصر الدين العوني،عمار الذيبي،محسن الخماسي،الهادي جاء بالله والطيب الهمامي.
تنتظم يوم 8 جويلية ندوة علمية تحت عنوان”الشعر الشعبي في انتروبولوجية الذاكرة الجماعية”وذلك بمشاركة الاساتذة جلول عزونة،رياض المرزوقي،أمين الشارني،بلقاسم بن جابر،مبروك المناعي،مراد الضويوي وبسام الشارني .
لتنتظم إثر ذلك أمسية شعرية موسيقية بمشاركة الشعراء فرج منصر،محمد صالح ثليجاني،لطفي خليفة،بشير عبد العظيم،شكري الغزواني وحنان العياري .
ليختتم المهرجان بتكريم ضيوفه بعد تقديم بيانه الختامي وقد أكّد الملحق الاعلامي لهذا المهرجان الزميل منصف كريمي أن المناهج المعاصرة في مجال العلوم الانسانية ساهمت في إعطاء أهمية بالغة للدراسات والمقاربات المتعلّقة بالأدب الشعبي، لما تضمنته من أبعاد جمالية شكّلت بعدا من أبعاد الشخصية الحضارية والهوية الثقافية لمجتمعاتنا العربية الاسلامية بل لعلّها نشأت في بيئة ثقافية غاب فيها المسرح ولم تهتم بالتأصيل لتقاليد العمل المسرحي.
كما عرفته الثقافة الاغريقية والحضارة الرومانية ولا أدلّ على ذلك من انتشار نمط من الكتابة الشعرية متعددة الأوزان فمن ذلك “القسيم”و”الموقف”و”الملزمة”التي تشبه في شكلها الموشحات في أغراض متنوعة أشهرها الغزل ويسمّى عندهم”الأخضر”وهو لوصف مظاهر الطبيعة و”الضحضاح”وهو السراب في الصحراء و”البرق”وهو تباشير المطر و”النجعة”وهي السفر في طلب الكلء والماء و”الكوت”وهو وصف الفرس والجمل والنجع وهو القافلة وشكوى الزمان والمعكوس.
كما ان الدراسة الانتروبولوجية الاثنولوجية لأنماط الأدب الشعبي تنظر الى هذه الفنون في تطورها التاريخي من خلال ذلك الارتباط المتين منذ البداية بعالم العقائد والطقوس التي تهدف الى إشباع الحاجات النفسية والروحية والاجتماعية ومن هنا يتوجّب النظر الى العلاقة الوطيدة بين الشعر الغنائي الذي ارتبط بدوره بالرقص والموسيقى والطقوس الاجتماعية،فالشعر وكذلك الأغاني ترتبط بالمجتمعات ارتباطا وثيقا بالعالم الروحي والطقوسي والسحري والاستيتيقي .
ومن هنا نلحظ ذلك الانتشار الواسع للشعر الشعبي في بلاد المغرب ذلك الذي انبثق من أشعار بني هلال الذين تفرقوا في أنحاء البلاد ونشروا أشعار نجد وترجمت في أنماط من الكتابة الشعرية الزجلية ذات النفس الصوفي من ذلك أدب الرقائق وأشعار المديح والابتهال لتدوّن في الغرض قصائد ومطوّلات وموشّحات وأزجال على نحو ما نقرأ في مدوّنة القاضي عياض والشيخ أبي مدين شعيب الأنصاري وعبد القادر الجيلاني وانتشرت الأوراد والأشعار والابتهالات والأدعية في سائر حلقات الصوفية ومجالس الذكر.
وقد اضطلع كل من الإمام أبي الحسن الشاذلي المتوفى سنة 656 هجري والشاعر أبو الحسن السشتري المتوفى سنة 668 هجري بمهمة الحفاظ على تقاليد الاجتماع والذكر ليشكّل ذلك كله متنا مهمّا ومدوّنة جامعة للأدب الشعبي.