الأرض تحتضر
كما أن النشاطات البشرية مثل حرق الوقود الإحفوري كالفحم والنفط والغاز الطبيعي تزيد من نسبة ثاني أكسيد الكربون، وهو الغاز الرئيسي المسؤول عن الاحتباس الحراري والذي بلغ خلال السنوات الأخيرة نسبة تقدر ب410 جزء في المليون وهي حسب الخبراء خطوة اللارجعة.
ظاهرة الإحتباس الحراري هي ظاهرة تهدد وجود الإنسان وبقائه ،حيث أن نصيب الفرد من المياه العذبة في تونس مثلا تراجع إلى حدود 387 م³ مع العلم أنه تحت 600 م³ تعتبر الدولة فقيرة.
حتى تعاقب الفصول من خريف وشتاء وربيع فصيف بدأنا نفقده شيئا فشيئا ،حتى أمسى الخريف شبه مفقود والحرارة الملتهبة هي كحمم بركان لن تترك مستقبلا لأخضر مكانا على سطح الأرض وقد نستفيق يوما ما حسب الخبراء على مدن تغمرها المياه وأخرى قاحلة لا وجود فيها لغير موت يتربص بكل بذرة حياة كوحش نهم، لن يشبع ولن يثنيه يومها سعينا المستميت لإيقافه ففي العقود القليلة الماضية، زاد متوسط ارتفاع منسوب ماء البحر بسرعة، بما يهدد عددا من الجزر والدول المنخفضة و في انحسار ألواح الجليد القطبي عامل مساهم في هذه الزيادة.
ثلج بحر القطب الشمالي يتقلص أيضا بسبب درجات الحرارة المرتفعة لذلك إعتبر العلماء وخبراء البيئة أن الكارثة قد وقعت وعلينا الآن اجترار ماستخلفه لنا من ويلات.
الأرض تنزف ونحن نبارك دمها المنسكب كأنها به تتطهر من خطاياها .
لكننا ننسى أننا المجرم الذي طعنها في مقتل وأننا أيضا الضحية، ربما نحتاج وعيا أكبر، وعيا يليق بإنسانيتنا لنستمر في حياة أفضل، لكن هذا لا ينفي أن كل الأطراف اليوم من خبراء في مجال البيئة وسياسيين ومثقفين ومجتمع مدني وإعلاميين وباحثين يحتاجون تكاتفا عملاقا لينتشلوا الأرض من الواقع السحيق الذي سيحملنا معه إلى الهاوية.
حياتنا أثمن من أن نزهد فيها والمحافظة على كوكبنا هي مسؤولية الجميع فالإنسان إبن بيئته وهي الإنعكاس لوعيه.