اﻟﻠﻘﺎء الإﻗﻠﯿﻤﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺣﻮل:” ﺟﻮدة و إﺗﺠﺎﻫﺎت ﺑﺤﻮث ” اﻟﺪﻛﺘﻮراه” ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم الإﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ
1- ﺿﻌﻒ اﻟﺒﻌﺪ اﻟﺘﻄﺒﯿﻘﻲ ﻟﻠﺒﺤﺚ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم الإﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ:
أن ﻣﻦ أﺑﺮز ﻣﺨﻠﻔﺎت ﻋﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار واﻟﻨﺰاﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ، ﻫﻮ ﺗﺮاﺟﻊ ﺣﻀﻮر واﺷﻌﺎع ﻫﺬه اﻟﻌﻠﻮم واﻟﺬي ﯾﺒﺮز ﻣﻦ ﺧﻼل ﻏﻠﻖ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻜﻠﯿﺎت وﻣﻦ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻟﯿﺒﯿﺎ وﺳﻮرﯾﺎ واﻟﯿﻤﻦ. ﻛﻤﺎ ﯾﻨﻌﻜﺲ ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ أﯾﻀﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﺎﻻت اﻟﻌﺰﻟﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ﻣﻦ ﺑﻠﺪ اﻟﻰ اﺧﺮ، اﻻﻣﺮ اﻟﺬي أدى أﯾﻀﺎ اﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻣﻦ ﻋﺪم اﻟﺪراﯾﺔ ﺑﻤﺎ ﯾﻨﺘﺠﻪ ﻃﻼب اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ وﻃﻼب اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﺑﻮﺟﻪ ﺧﺎص.
ان اﻟﺴﺆال ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ﻛﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﺑﺎﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ﻓﻲ اﺗﺠﺎه ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت و اﻟﻤﺰﯾﺪ ﻣﻦ ﻓﻬﻢ رﻫﺎﻧﺎت اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻊ ﺿﻤﺎن ﺟﻮدة ﺗﻠﻚ اﻟﺒﺤﻮث.
2- ﺗﻄﻮر ﻛﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻟﻨﻮﻋﯿﺔ:
ان ﻣﻨﺘﺠﻲ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻫﻢ ﺻﻨﺎع ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻐﺪ و ﻣﻦ ﺛﻤﺔ ﻓﺎن اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻄﯿﺎت دﻗﯿﻘﺔ ﺑﺨﺼﻮص ﻣﺎ ﻫﻢ ﺑﺼﺪد إﻧﺠﺎزه ﯾﻌﻄﯿﻨﺎ ﻧﻈﺮة اﺳﺘﺒﺎﻗﯿﺔ ﻷوﺿﺎع اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺧﻼل اﻟﻌﺸﺮ او ﺣﺘﻰ اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ ﺳﻨﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ وﺛﻤﺔ اﻟﯿﻮم، أﺛﺎر واﺿﺤﺔ ﻟﻠﺘﻨﺎﻣﻲ اﻟﻌﺪدي ﻟﻄﻼب اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻟﻨﻮﻋﯿﺔ اﻟﺠﯿﺪة .
ﻟﻘﺪ أدت اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ اﻟﻰ ﺗﺰاﯾﺪ اﻋﺪاد ﻃﻼب اﻟﺪﻛﺘﻮراه واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ رﺳﺎﺋﻞ اﻟﺪﻛﺘﻮراه رﻫﺎﻧﺎ ذو ﻗﯿﻤﺔ ﻋﺎﻟﯿﺔ.
و اذا ﻛﺎن ﻣﻔﺘﺘﺢ اﻻﻟﻔﯿﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻗﺪ ﺗﻤﯿﺰ ﺑﻈﻬﻮر ﺗﺸﺨﯿﺼﺎت ﻣﺘﻘﺎرﺑﺔ ( ﻣﺤﻠﯿﺔ و دوﻟﯿﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ) ﻧﺘﯿﺠﺔ أوﺿﺎع اﻟﻔﺠﻮة اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻠﻮم ( ﺑﯿﻦ ﺧﺮﯾﺠﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ و اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت اﻷﺟﻨﺒﯿﺔ ، ﺑﯿﻦ اﺳﺘﻌﻤﺎﻻت اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ و اﺳﺘﻌﻤﺎﻻت اﻟﻠﻐﺔ اﻷﺟﻨﺒﯿﺔ) ﻓﺎن ﺳﻤﺔ اﻟﺘﺸﺨﯿﺺ اﻟﺬي ﺑﺎت ﺳﺎﺋﺪا اﻟﯿﻮم ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﺻﺒﺢ ﯾﺘﺴﻢ ﺑﺎﺑﺘﻌﺎد ﻣﺨﺮﺟﺎت ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻠﻮم ، ﻻ ﻓﻘﻂ ﻋﻦ اﻟﺤﺪث اﻟﯿﻮﻣﻲ و اﻧﻤﺎ أﯾﻀﺎ ﻋﻦ ﻃﻠﺒﺎت اﻟﺘﻄﺒﯿﻖ اﻟﻤﻠﺤﺔ ، رﻏﻢ ﻣﺎ اﺻﺒﺢ ﻣﺘﻮﻓﺮا ﻣﻦ ﻣﺠﺎل ﻟﻠﺤﺮﯾﺎت ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﻠﺪان .
3- ﻇﺮوف وﻣﺸﻜﻼت وﺳﯿﺎﻗﺎت اﻟﺘﺄﻃﯿﺮ واﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺆﻃﺮ واﻟﻄﺎﻟﺐ :
ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ وﻓﺮة اﻟﺠﻤﻌﯿﺎت واﻟﻤﻠﺘﻘﯿﺎت اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ و اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺘﻐﻞ ﺿﻤﻦ ﺷﺒﻜﺎت ﻣﺴﺒﻘﺔ اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ و وﻓﻖ ﻣﺤﺪدات ﻟﻐﺎت اﻟﺘﺪرﯾﺲ ﻣﺜﻼ ( ﻋﺮﺑﻲ، ﻓﺮﻧﺴﻲ، اﻧﺠﻠﯿﺰي… اﻟﺦ) او ﻣﺤﺪدات اﻟﺠﻐﺮاﻓﯿﺎ ( ﺷﻤﺎل اﻓﺮﯾﻘﯿﺎ و اﻟﻤﺸﺮق و اﻟﺨﻠﯿﺞ ، ﻓﺎﻧﻪ ﺗﺒﺪو اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻣﻠﺤﺔ ﻹدﻣﺎج اﻟﺒﺎﺣﺜﯿﻦ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻨﺘﻤﯿﻦ ﻟﺸﺒﻜﺎت اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ اﻟﻤﺆﺳﺴﻲ.
ان اﻟﻌﺪد اﻟﻤﺘﺰاﯾﺪ ﻟﻬﺆﻻء اﻟﺒﺎﺣﺜﯿﻦ ﯾﻌﻄﻲ اﻧﻄﺒﺎﻋﺎ ﻏﯿﺮ ﺑﻌﯿﺪ ﻋﻦ اﻟﻮاﻗﻊ وﺗﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻇﻬﻮر ﻓﺌﺎت ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﯿﻦ اﻟﻤﻌﺰوﻟﯿﻦ وﻏﯿﺮ اﻟﻘﺎدرﯾﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﻣﺎ ﯾﺼﺪر او ﯾﻨﺠﺰ ﻣﺤﻠﯿﺎ وإﻗﻠﯿﻤﯿﺎ ﻧﺎﻫﯿﻚ ﻋﻦ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ اﻟﺼﻌﺐ.
4- ﺻﻌﻮﺑﺎت اﻟﺘﻮﺛﯿﻖ واﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻤﻌﻄﻰ اﻟﺮﻗﻤﻲ:
ﻻ ﯾﻤﺘﻠﻚ اﻟﺒﺎﺣﺚ او اﻟﺨﺒﯿﺮ اﻟﻤﺘﻄﻠﻊ اﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺗﻜﻮن اﻛﺜﺮ دﻗﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻻ ﻣﺎ ﯾﺼﺪر ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻻت او ﺗﻘﺎرﯾﺮ دوﻟﯿﺔ او ﻛﺘﺐ ﻣﻨﺸﻮرة ﻋﺎﻟﻤﯿﺎ او رﺑﻤﺎ و ﺑﺄﻗﻞ درﺟﺔ ﻣﺤﻠﯿﺎ. و ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺤﺎﻻت ﻓﺎن اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﺪوﻟﻲ او اﻟﻤﺸﺘﻐﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘﺎرﻧﺎت ﻻ ﯾﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻣﻊ ﻣﺎ ﯾﻨﺘﺠﻪ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن اﻟﻤﺤﻠﯿﻮن ﻓﻲ ﺑﺪاﯾﺎت ﻋﻤﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ.
ان ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻛﺒﯿﺮا ﻣﻦ ﻫﺬه اﻻﻋﻤﺎل ، ﺧﺼﻮﺻﺎ اﻣﺎم ﺻﻌﻮﺑﺎت اﻟﻨﺸﺮ و ﺻﻌﻮﺑﺎت اﻟﻘﺮاءة و ﻏﯿﺎب اﻟﺴﻮق اﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﺬﻟﻚ ، ﯾﻀﻞ ﻣﻐﻤﻮرا و ﻏﯿﺮ ﻣﻌﺮوف ﻟﺪى اﻷوﺳﺎط اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ .
5-دور ﻣﺪارس اﻟﺪﻛﺘﻮراه وﺗﻘﯿﯿﻢ ﻗﯿﻤﺘﻬﺎ اﻟﻤﻀﺎﻓﺔ:
ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻨﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﺪارس دﻛﺘﻮراة ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ، ﻓﺎن ﺗﻘﯿﯿﻢ ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﺎ اﻟﯿﻮم ﻫﻮ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻠﺤﺔ ﻟﺘﺤﺴﯿﻦ اﻟﺠﻮدة .
6-ﻣﺸﻜﻼت اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﺧﺎرج اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ:
ﻟﻌﻞ ﻣﻦ اﺑﺮز اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮض اﻟﺒﺎﺣﺜﯿﻦ اﻟﯿﻮم ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع ﻗﻠﺔ و ﻧﺪرة اﻟﻔﺮص ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺨﺺ اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ ﺧﺎرج اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ، و ﻟﺌﻦ ﻛﺎن اﻻﻣﺮ اﺳﻬﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﻰ ﺑﻌﺾ اﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎت اﻷﺧﺮى ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻨﻬﺎ” اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ” ، و اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻌﺐ ﻣﺨﺎﺑﺮ اﻟﺒﺤﻮث و اﻻﺗﻔﺎﻗﯿﺎت ﺑﯿﻦ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ و اﻷﺟﻨﺒﯿﺔ دورا ﻛﺒﯿﺮا ﻓﻲ ﺗﺴﻬﯿﻞ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ و اﺳﻨﺎد اﻟﻤﻨﺢ، ﻓﺎن ﻃﻠﺒﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﯿﻮم – اﻻ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﻨﺎدرة- ﻻ ﯾﺴﻌﻬﻢ اﻟﺘﻮﺟﻪ ﺑﻜﻞ ﺳﻬﻮﻟﺔ اﻟﻰ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت اﻷﺟﻨﺒﯿﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺗﺰاﯾﺪ اﻹﺟﺮاءات اﻷﻣﻨﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺸﻬﺪﻫﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﯿﻮم.