إحتفال ” ترامب ” بمئويّة وعد بلفور
و رغم ثورة الفلسطينيين التي بدأت سنة 1935 و انتهت بعد سنة فان اليهود خرجوا بمزيد من الدعم من بريطانيا و من المنظمات الصهيونية الداعمة بالمال لشراء الاراضي الفلسطينيّة و للتسلح و ربما هزيمة هذه الثورة كانت مقدمة لهزيمة 1948 و لقرار عصبة الامم تقسيم فلسطين و الت الضفة الغربية و القدس للرعاية الاردنية و آل قطاع غزة للرعاية المصرية .
و منذ ذلك الحين تآمر المتآمرون و تكالب المتكالبون على وأد القضية الفلسطينيّة فمنذ أن تكونت منظمة التحرير الفلسطينيّة على يد ابن يافا المحتلة الأسعد الشقيري رفع شعار تحرير الاراضي المحتلة الى حدود 48 لكن بعد نكبة 1967 سقط الاسعد الشقيري في منطق الابتزاز بعد استثنائه من اجتماع القادة العرب بالخرطوم و هدد بتأليب الرأي العام عليهم من خلال منابر المساجد و قاموا بدعوته ليهدد مرة اخرى باختزال القضية في الدعوة لتحرير الاراضي المحتلة الى حدود 1967 و هكذا بدأت تطفوا على السطح تنازلات اهم الفصائل المقاومة في فلسطين .
و رغم ان قيادة منظمة التحرير آلت لياسر عرفات لتجديد الثقة فيها كمنظمة راعية للقضية الا أن منطق التنازلات صار أقوى و صار تحت رعاية دوليّة و دخلت القضية في مسار التفاوض بالمنطق الرمادي خاصة و أن العديد من الدول العربية تخلت عن دور المقاومة من اجل استعادة الاراضي المحتلة.
و اكتفت بمشاكلها الداخلية التاريخيّة و التي يطول الشرح فيها وقتها كانت حركة حماس ترفع شعار المقاومة مستغلة تراجع ثقة الرأي العام العربي في منظمة التحرير الا أن ارتماءها في حضن ايران و اتخاذها للفكر الاخواني المغضوب عليه مرجعية جعل عديد الدول خاصة الخليجيّة تكف عن الدعم المادي لفلسطين .
و عملت حركة حماس على تقسيم الشعب الفلسطيني و اتخذت من الأيديولوجيا خنجرا مسموما غرز في خاصرة فلسطين خاصة بعد وفاة قائدها الرمزي أحمد ياسين و بدأت العديد من الدول العربيّة تتخلى عن واجبها المقدس تجاه القضية المقدسة و بل اكثر من ذلك هرولت العديد منها للتطبيع مع الكيان الصهيوني في العلن و في الخفاء .
و بدأت اسرائيل ككيان غاصب تتنفس السعداء خاصة بعد حصار العراق و دخوله في دوامة المشاكل السياسية مع امريكا و تأكدت من ضعف الدول العربية و وهنها خاصة منذ 2001 عند العودة للمفاوضات تحت رعاية امريكا و بترتيب من كلنتون و اتضحت رؤية تفريط الدول العربية في الواجب المقدس تجاه فلسطين بعد دخول مصر في مسلسل التفاوض و صارت هي الراعية له بعد أن كانت لها رمزية الدولة المقاومة من أجل رفع الاحتلال على فلسطين .
ثم سقط الظهير العربيّ و تم اعدام صدام و هو يلهج باسم فلسطين و بان كل ما دبر بليل من طرف الفصائل الفلسطينية و الدول العربيّة و هذا ما جعل ترامب اليوم يحتفل بمئوية وعد بلفور و يعلن أن القدس هي عاصمة لدولة اسرائيل في حين أن شرفاء العالم يعلمون و يعون جيّدا أنه مجرد كيان غاصب لا دولة له كي يعلن أن عاصمتها القدس و اليوم الرهان الحقيقي هو على اشتعال جذوة المقاومة من جديد و على دعم كل شرفاء العالم للقضية الفلسطينيّة .