برنامج “منح المحافظة على البيئة 2017” من فورد يقدم 100 ألف دولار لعشرة مؤسسات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
وعقب الاستحسان الذي لاقته في الدورات الأحدث من برنامج المنح، حصلت فئتان إضافيتان على الدعم المالي للمشاريع الفائزة وهما: فئة “الأفضل في البحوث” المخصصة للمشاريع التي تسخّر البحوث بشكل واضح في سبيل إيجاد وتطبيق الحلول على قضايا بيئية محددة، وفئة “الأفضل في المشاركة المجتمعية” للمشاريع التي تظهر أفضل مستويات المشاركة المجتمعية في مرحلة التنفيذ.
التعليم البيئي
على مدار السنوات، طوّرت “الجمعية الملكية لحماية الطبيعة” برنامجاً مبتكراً للتعليم البيئي لطلابها تحت اسم “حماة الطبيعة”.
بفوز بالمركز الأول وبمنحة مالية قدرها 15 ألف دولار من برنامج منح فورد للمحافظة على البيئة، تعتزم الجمعية مواصلة تطوير هذا المشروع. ويضمّ البرنامج خمسة حلقات تعليمية تؤهل الطلاب ليكونوا حراساً للطبيعة في المستقبل، ويفخر باحتضانه أطفالاً من المجتمعات المحلية المحيطة بالمحميات ليكونوا رواداً في تغيير وجهات نظر المجتمع والالتزام بالمحافظة على البيئة.
واستحق الفائز بالمركز الثاني منحة قدرها 10 آلاف دولار، وهو أيضاً مشروع موجه للشباب الأردني من تصميم “جمعية الأسرة الريفية” ويهدف إلى غرس حس المسؤولية لدى الشباب اتجاه بيئاتهم المحلية في إطار جهود حماية الموارد الطبيعية.
وواصلت الأردن هيمنتها على فئة التعليم البيئي من خلال فوز ” جمعية الجيل الاخضر البيئية ” بالمركز الثالث وبمنحة قدرها 7 آلاف دولار سيتمّ تسخيرها لتدريب أفراد المجتمعات حول ظاهرة التغير المناخي، وذلك عبر المشروع التجريبي الذي يهدف إلى حشد القدرات وتعزيز الوعي بالتغير المناخي في أنحاء المملكة.
حماية البيئة الطبيعية
تؤثر عمليات الصيد الجائر على السلاحف البحرية التي تعتبر من الحيوانات المهددة بالانقراض في المياه التونسية، لذلك بادرت مؤسسة “نوتر جراند بلو” Notre Grand Bleu إلى تقييم التأثير المدمر لشبكات الصيد وعمليات الصيد بالخيوط الطويلة على أعداد هذه السلاحف. واستحقت المؤسسة عن مشروعها هذا منحة المركز الأول عن هذه الفئة وقدرها 15 ألف دولار، حيث تعتزم المؤسسة العلمية المتخصصة في علوم البيئة تسخير المنحة المقدمة من “برنامج منح المحافظة على البيئة” من فورد لابتكار نماذج أولية محلية مصنوعة يدوياً لتجهيزات الصيد سعياً للحدّ من الصيد العرضي للسلاحف البحرية الذي يسبب إزهاق حياتها، وبالتالي تقليص تأثير معدات الصيد على هذه الكائنات.
وبدوره، حاز مشروع مؤسسة “بيوسفير اكسبيديشنز” الذي يتخذ من سلطنة عمان مقراً له على منحة المركز الثاني وقدرها 10 آلاف دولار. وكان المشروع قد قام حتى تاريخه بتدريب 14 عمانياً على مهارات الشعاب المرجانية، كما قام بتأسيس برنامج للمراقبة المجتمعية للشعاب المرجانية، مما أثمر عن تأسيس “مؤسسة عمان للشعاب المرجانية”. وتعدّ هذه رابع مرة تحصل فيها مؤسسة “بيوسفير اكسبيديشنز” على منحات من برنامج منح فورد للمحافظة على البيئة تقديراً لعملها المتفاني في شبه جزيرة مسندم، والذي بلغ مجموعها الإجمالي 42 ألف دولار على مدار الأعوام الستة الماضية.
وفاز بجائزة المركز الثالث وقدرها 7 آلاف دولار، “فريق الغوص الكويتي” الذي يضمّ مجموعة من الشباب المتطوعين الكويتيين تقديراً لجهوده في تنظيف البيئة البحرية من النفايات. فمنذ تأسيسه عام 1993، نجح الفريق باستخراج أكثر من 15480 طناً من النفايات من المياه والأراضي المحيطة بالكويت. وسيحرص الفريق على الاستفادة من المنحة في الحملات التطوعية لتنظيف الشواطئ والأراضي في أنحاء الدولة.
هندسة المحافظة على البيئة
بالتعاون مع منظمة “الطلاب في المشاريع الحرة” (ENACTUS) العالمية التي تعنى بدعم الطلاب أصحاب المشاريع الريادية المجتمعية، فازت مؤسسة “جو إنرجي ليس” التي تتخذ من المملكة المغربية مقراً لها بمنحة قدرها 15 ألف دولار من برنامج “منح المحافظة على البيئة” من فورد عن فئة هندسة المحافظة على البيئة، تقديراً لنجاحها في ابتكار براد مصنوع من الطين ومواد طبيعية أخرى، وقد أكدت المؤسسة على أن ابتكارها بوسعه المحافظة على الأغذية والأدوية مبرّدة لفترة تزيد عن أسبوعين.
واستحوذت المملكة المغربية أيضاً على المركز الثاني ضمن هذه الفئة، حيث حاز مشروع “حماية الممرات المائية” الذي تديره “جمعية واورينت للتنمية والتعاون” على المنحة البالغة 10 آلاف دولار، وتقوم الجمعية برصد العوامل الملوثة للقرى الصغيرة على طول الممرات المائية التي تعتمد على مياهها. وعبر توظيف تقنيات الاستهلاك الرشيد لا سيما في العمل الزراعي، وحماية الممرات المائية من جميع مصادر التلوث، يمكن للأنهار وروافدها أن تواصل جريانها رغم اعتماد القرى عليها.
الفئات الخاصة
إضافة إلى الفئات الثلاث السابقة، قدم برنامج “منح المحافظة على البيئة” من فورد وللمرة الثانية منحتين قيمة كلّ واحدة منهما 5500 دولار لاثنين من الفائزين في الفئات الخاصة، حيث حازت “الجمعية العلمية الملكية الأردنية” على منحة “أفضل مشروع لمشاركة المجتمعات المحلية” لاهتمامها بالتعليم والتدريب من أجل حماية البيئة بشكل فعال، ونهجها الموجه تحديداً إلى المشاركة الشاملة مع المجتمعات المحلية التي تستضيف اللاجئين.
وجاءت الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت في المركز الثاني عن فئة “أفضل البحوث” لعام 2017 وحصلت على منحة قدرها 5500 دولار عن مشروعها “علوم المواطن لتحسين إدارة النفايات الصلبة المتكاملة”. وتشير الجامعة إلى أن الأزمة الحالية التي يواجهها قطاع إدارة النفايات في لبنان ألقت ضغوطاً غير مسبوقة على البلديات والمنظمات المجتمعية في الدولة لإدارة مكبّات النفايات الخاصة بهم. ومن خلال مشروعها هذا، تهدف الجامعة إلى تذليل هذه العقبات والضغوطات.
ونجح فريق مشروع “علوم المواطن لتحسين إدارة النفايات الصلبة المتكاملة” في غرس فهم واضح لأساليب الإدارة السليمة للنفايات الصلبة في قريتي بر الياس وعبيه، كما قام بتصميم وتقييم مجموعة من السبل الإبداعية التي تستهدف جوانب متعددة ضمن هذه القضية. وقام الفريق بتصنيف النفايات بين السكان اللبنانيين واللاجئين، وإجراء تقييم شامل للمواصفات الهندسية، واقتراح التوصيات لمنشأة معالجة النفايات الصلبة في بر الياس.
وبهذه المناسبة، قال جاك برينت، رئيس شركة فورد موتور كومباني في الشرق الأوسط وأفريقيا: “تعمل فورد في إطار إلتزامها المتواصل تجاه المحافظة على البيئة لأجيال المستقبل وتقديم الحلول البيئية المبتكرة التي من شأنها المساهمة في استدامة كوكب الأرض. فالمبادرات البيئية على غرار ’برنامج منح فورد للمحافظة على البيئة‘ تسهم في تعزيز إلتزام الأفراد والجماعات والمنظمات غير الربحية بتحقيق أهداف حماية البيئة إضافة إلى تشجيعهم ودعمهم لمواصلة جهودهم ومكافأة أعمالهم”.
وقد أصبح برنامج “منح المحافظة على البيئة” الذي يحتفى هذا العام بالذكرى السابعة عشر لتأسيسه، واحداً من أكبر المبادرات المؤسسية من نوعها في المنطقة، والتي تسعى لتمكين الأفراد والمنظمات غير الربحية ممن يبذلون الجهد والوقت للحفاظ على السلامة البيئية وتحقيق الرفاه لمجتمعاتهم.
ومنذ انطلاقته، حظي البرنامج في منطقة الشرق الأوسط بالدعم والتقدير من مختلف الهيئات البيئية الحكومية وغير الحكومية في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها الصندوق العالمي للطبيعة، وجمعية الإمارات للحياة الفطرية، والمنتدى العربي للبيئة والتنمية.
وتقوم لجنة مستقلة مؤلفة من أكاديميين وخبراء من الهيئات البيئية الإقليمية باختيار المشاريع الفائزة. وتنظر لجنة التحكيم، التي تم اختيارها استناداً إلى عوامل التوزع الجغرافي والعمر والمساواة بين الجنسين، إلى المبادرات التي تسهم في نشر الوعي البيئي العميق، ووضوح الأهداف المستقبلية، والتزامها بدعم وتنمية الموارد الحالية، وقدرتها على تحقيق غاياتها المنشودة، وتقديم خدمات وبرامج مدروسة ومنظمة.