مسرحية “نهيّر خريف” في الدورة الثانية لـ”مهرجان المسرح الإفريقي” بالمغرب
كما يسجّل المهرجان مشاركة مسرحيات “المرهوج” لفرقة التعاونية الثقافية لمسرح سطيف من الجزائر،”الانسة جوليا” لفرقة اصالة المسرحية من مصر،”صراخ الجثة ” لفرقة رحالة الامارات من الامارات العربية المتحدة أما المشاركة المغربية فستكون من خلال مسرحيات “أغفير ” لفرقة شمس للمسرح الحساني ،” نوض و نوض ” لفرقة الفضاء المسرحي ،”عقد مع الشيطان ” لفرقة يس للفنون كما تؤثث سهرات المهرجان مجموعة من العروض الموسيقية التونسية .
جدير بالتذكير أنه وحسب الملحقة الصحفية لمسرحية “نهيّر خريف” الزميلة حنان قم ،هذا العمل المنتج من قبل شركة خديجة للانتاج لصاحبتها وداد العلمي هو عمل مدعّم من وزارة الشؤون الثقافية وهو عن نص للكاتب الانقليزي هارولد بنتر الحائز عل جائزة نوبل 2005 وترجمة الدكتور رضا بوقديدة اخراج محمد علي سعيد وقد قام باداء الادوار كل من توفيق البحري ونورهان بوزيان وتصور المسرحية المندرجة ضمن الدراما الاجتماعية ومسرح الغرفة.
الذي اشتغل عليه بنتر في اغلب نصوصه حياة زوجين داود وباء تعرفا عند مشغلهما، لكن لم تجمعهما الا غرفة ضيقة في دلالة على ضيق المكان ومغلقة ترجمة لقطيعة ابستيمولوجية واجتماعية مع العالم الخارجي وهذه القطيعة التي امتدت الى حياتهما .
حيث تسترجع المراة الحالمة الباحثة عن نصفها المطمئن المريح الامن دون جدوى ذكرياتها عل شاطئ البحر في حين يهذي الرجل المثقل بهموم الواقع وحده ليسرد حكاياته مع كلبه وقد تميز ايقاع المسرحية بالتدرج البطيء والصمت في عدة مواقع .
اضحت اللغة أن تكون عاجزة عن ايجاد سبل التواصل او كان البطلين هنا اخفقا في استخدام اللغة فعمدا الى لغات بديلة مثل الحركة وتقاسيم الوجه والجسد مع نبش متواصل في الذاكرة للبحث عن نقطة مضيئة قد تجمعهما او جمعتهما.
لكنهما يعودان ال نقطة الصفر في عبثية واضحة المعالم ويتواصل الاضطراب وتغيب الطمأنينة مفسحة المجال ال الشكوك وتنفجر العقد ليتلاشى البطلان في نهاية المطاف من خلال الغياب الجسدي.
ثم غياب الصوت لتظل حياتهما مجرد ذكرى مثل لوحة زيتية او منظر طبيعي غيبه المناخ المتقلب ويذكر كذلك ان الممثلة الشابة نورهان بوزيان قد أبدعت في تجسيد دور المرأة الوحيدة التائهة الحالمة .
كما تميز الممثل توفيق البحري بدور خرج عن المألوف من ادواره القديمة ذات الطابع الكلاسيكي .
كما ان اخراج المسرحية كان نقطة مضيئة تحسب لمنتجة العمل باختيارها للمخرج الشاب محمد علي سعيد الذي نجح في اضفاء مسحة ابداعية على اجواء نص بنتر وبوقديدة وعلى اداء الممثلين باستعمال ادوات مسرحية معاصرة تتعالى عن مجرد المنطوق الكلاسيكي ساعدته في ذلك براعة محمد علي خليفة في توظيف الاضواء وسلامة الذوق المعرفي لجليلة مداني في اختيار الملابس .
للتذكير فان هذا العمل قد سبق له ان شارك فعاليات الدورة السابعة للمهرجان الدولي «مسرح بلا انتاج» في نوفمبر2016 بجمهورية مصر الشقيقة حيث عرض بمكتبة الاسكندرية ولقد حصد عديد الجوائز في هذا المهرجان منها جائزة الكبرى للعمل المتكامل وجائزة أحسن اخراج واحسن ديكور وجائزة أحسن تمثيل لكل من توفيق البحري ونرهان بوزيان.