قرطاج:نشاط فكري متنوّع واصدارات مختلفة بـ”بيت الحكمة”
وفي اطار ذاته نظّم قسم العلوم الإنسانية والاجتماعية بـ”بيت الحكمة” وبالتنسيق مع حلقة خير الدين لقاء قدّم خلاله الأساتذة محمود بن رمضان والهادي العربي والصادق بلعيد مداخلات حول “التحديات التي تواجهها تونس في دعم البناء الديمقراطي وهي تمر بأزمة اقتصادية واجتماعية”ومن جهته نظّم قسم الفنون بالمجمع ندوة حول “المصطلحات والمفاهيم في الفنون بتونس”.
كما نظّم قسم العلوم الطبيعيّة والرياضيات بالمجمع المذكور ندوة وطنية حول “تكوين الفكر العلمي والبيداغوجيّات التجريبيّة”ومن خلال ملتقى علّمه يتنزّل في ما اعتبره رئيس المجمع الدكتور عبد المجيد الشرفي “في سياق ما يعيشه عالمنا المعاصر من تحوّلات كبيرة وعميقة نظرا لتطوّر الوسائل الاتّصالية ممّا يحتّم التفكير في ملائمة وسائل التبليغ لهذه المعطيات الجديدة،ليؤكّد وجود أزمة على مستوى الوعي الدّغمائي والذي أضحى متحكّما في نمط التفكير السائد لذلك يرتهن إصلاح النظام التربوي حسب الدكتور عبد المجيد الشرفي بدعم الحس النقدي والروح العلمية للقطع مع الازمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية .
لأن “الشأن التربوي محدّد لكافّة أزمات النسيج الاجتماعي”وخلال هذا اللقاء وفي نفس السياق أبرزت الأستاذة سعاد كمّون شوك رئيسة قسم العلوم الطبيعيّة والرّياضيات بالمجمع ومنسّقة النّدوة أهميّة المناهج التعليميّة ذات المنزع النقدي والاشكالي منطلقة من مقاربة غاستون باشلار المسلّمة بحتميّة الروح العلمية باعتبارها إنعتاقا من فخاخ الأسئلة سيّئة الطرح .
فالروح العلمية حسب باشلار هي التي تمكّننا من إثارة الإشكالات وعليه تكون الجسور التي عبرها نمرّ إلى مرافئ الأجوبة المنشودة وقد اتسمت الندوة بسجالات عميقة لخبراء البيداغوجيا والتكوين والقاسم المشترك بين جلّ المداخلات الإقرار بأزمة نظامنا التربوي وبالتالي حتمية إعادة النظر في أساليب التكوين وتكوين المكونين إن كانت لدينا إرادة إصلاحيّة حقيقيّة .
كما انتظمت مجموعة من الانشطة بالمجمع ففي إطار اهتمامه بالأقاليم المختلفة نظّم قسم العلوم الإنسانية والاجتماعية و بالتعاون مع معهد المناطق القاحلة بمدنين ندوة حول “الجنوب الشرقي: أيّ تحوّل وأيّ صيرورة؟” وذلك بمعهد المناطق القاحلة بمدنين .
كما نظّم نفس القسم بمقرّ المجمع لقاء فكريا قدّم خلاله الأستاذ مصطفى كمال النابلي محاضرة بعنوان” أيّ آفاق للتقدّم الاجتماعي في القرن الحادي والعشرين؟”،الى جانب هذا نظّم قسم الفنون بالمجمع أمسيّة فنيّة حول تجربة الفنان لطفي الأرناؤوط بإشراف الأستاذين الناصر بن الشيخ وحسين التليلي.
ومن جهة أخرى أصدر مؤخرا المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة” مجموعة من الكتب وهي “دراسات أدبيّة: مواضيع، أشكال وشخصيات أدبيّة”، “الدماغ والديانات”و “رحلة اليوسي لمحمّد العياشي بن الحسن اليوسي” وهي ثلاثة مؤلّفات افتتح بها المجمع سلسلة منشوراته لسنة 2018، وتتعلّق هذه الأعمال الأكاديميّة بقضايا أدبيّة وتاريخيّة وعلميّة .
حيث اهتم الدكتور محمّد رضا بوقرّة في كتابه “دراسات أدبيّة”الصادر باللّغة الفرنسيّة بإشكالات وأشكال نصوص لأعلام أدبيّة كونيّة فخصّص الجزء الأوّل للآداب الفرنسيّة والمغاربيّة الفرنكوفونيّة وتناول في الجزء الثاني دراسات حول الأديب والناقد الفرنسي مارسيل بروست الذي عاش أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين وذلك من خلال مقاربة أكاديميّة حول الدراسات البروستينيّة والفن الأدبي .
ومن جهته انطلق الباحث في شؤون الطب والبيولوجيا رفيق بوخريص في كتابه “الدماغ والأديان”من أسئلة تجمع بين غموض الميتافيزيقا وجرأة الحفريات العلميّة وكان شعاره في ذلك التمييز النيتشوي نسبة الى الفيلسوف الألماني نيتسة بين “أولئك الذين يريدون أن يفهموا وأولئك الذينيرغبون في أن يؤمنوا”، هذاهو الدكتور بوخريص المزعزع عبر بحوثه العلميّة لعديد المسلّمات و لقد ورد الكتاب باللّغتين الفرنسيّة والعربيّة .
إذ عرّبه الدكتور أحمد ذياب وفي إطار سلسة الدراسات التاريخيّة يتنزّل كتاب رحلة اليوسي، الذي أشرف على تحقيقه أستاذ التاريخ والآثار الإسلاميّة بكليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة بجامعة القيروان، الأستاذ أحمد الباهي، يعرض الكتاب صورة تترجم الواقع السياسي والاقتصادي، إلى جانب الخصائص الثقافيّة والاجتماعيّة لدرب الحج في نهاية القرن الحادي عشر للهجرة.