حوار مع الدكتور محمد حسن كامل حول الإعلام الإلكتروني و تأثيره على المجتمع
إلا أننا نشاهد تحرك معاكس من أصحاب العقول وأصحاب الفكر لتكون البصمة المميزة لهم،فالجميع يبحث عن تواصل ولكل هدف وغاية وفكر ،فهل سيحدث تغير لمجتمعنا نحو الطريق الصحيح أو ستهزم أمام السلبيات التي يحاول البعض بتر أيديهم من خلال ترويج أفكار تشوه العالم العربي والإسلامي؟
الجميع يتطلع إلى مستقبل أفضل لأوطاننا وأجيالنا من خلال الإعلام الإلكتروني الذي وصل لأيدي الجميع دونإستثناء ولجميع الأعمار.
نحلم بواقع أجمل وحياة تعيد حضارتنا والتحدي كبير لكثرة السلبيات ولأننا أمام سباق مع العالم الآخر الذي يسبقنا ،فهل لنا القدرة لنحول مجتمعنا إلى منتج بدل مستهلك ؟
ونرسم الطريق السليم للعقول لتنهض ونشعل مشعل التنويرمن خلال الإعلام الإلكتروني؟
حوارنا يحتاج لبحث عميق ولهذا اخترت ضيف بعد حصوله على دكتوراه جديدة في الإعلام من المانيا بالأسبوع الماضي عن أطروحته
دور الإعلام المعاصر في تنمية الشعوب وبعد أن أشعل مشعل التنوير من خلال اتحاده ليضم المبدعين والمثقفين وضيفي هو…. السفير المفكر العالمي البروفيسور الدكتور محمد حسن كامل رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب .
أبدا بالتعريف الشخصي الموجز محمد محمد حسن كامل ولد بالإسكندرية …مصري الجنسية كاتب ومفكر بباريس رئيس جمعية تحيا إفريقيا بفرنسا وسفير سلام في فيدرالية السلام العالمي التابعة للأمم المتحدة ومؤسس ورئيس إتحاد الكُتاب وا لمثقفين العرب.
فهو أول من إستخدم نظرية فيثاغورس في القرآن الكريم في أكبركشف علمي رياضي في العالم لعام 2010 في موضوع (( مثلث فيثاغورس )) في القرآن الكريم بين ضلعي التوحيد ووتر الوحي
أهلا وسهلا بك سفير اتحاد الكتاب والمثقفين العرب وأشكرك لقبول الدعوة دكتور محمد حسن كامل
ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته سيدتي , يسعدني أن أكون ضيفا على مائدة حوارك الثري الغني وأتمنى من الله التوفيق أن تكون الإجابة بدقة التحقيق والتدقيق.
ـ وأنا أسعد دكتور محمد حسن كامل سفير السلام ويشرفني الحوار معك وأشكرك لقبول دعوتي
ماهي أفكارك ووجهة نظرك بالنسبة للإعلام الإلكتروني من حيث ما يقدمه كوجه لحضارة الشرق؟
أفكاري عن الإعلام الإليكتروني …دعيني سيدتي أن أفسر كلمة إعلام كلمة إعلام مصدر من أعلم , والإعلام هو الإخبار , أي يكون على علم ومعرفة , ووسائل الإعلام هي وسائل تواصل وتبادل المعلومات والمعرفة , وقد تطورت وسائل الإعلام منذ العصور السحيقة .
حيث كانت في صورة أصوات أو أعلام أو رايات أو نيران تُشعل في الظلام ..مهمة الإعلام توصيل الخبر أو تبادل الأخبار
تطور الإعلام عبر العصور حتى عصر الطباعة ثم إنتقل إلى عصر الإعلام الرقمي أو الإليكتروني الذي يتميز بسرعة الإنتشار في ثواني للعالم كله.
الإعلام الإليكتروني جعل هناك وحدة فرضتها تكنولوجيا التواصل الرقمي ومن ثم أصبحت المعرفة حق وفي متناول العالم كله في آن واحد
هل إعلامنا الإلكتروني استطاع أن يبرز وجه حضارتنا العريق أم شوه هذا الوجه من خلال وسائله المختلفة؟
الإعلام هو الإعلام والذي تغير هو الأداة وسرعة وصول المعلومة في أي مكان , في الماضي كنا نسعى لشراء الجرائد أو نبحث عن محطات الاخبار عبر أثير الراديو أو قنوات التليفزيون , الأن وانت مستلقىي على ظهرك في سريرك تأتي لك المعلومة والخبر وأنت على وسادتك
إذاً لم يتغير سوى السرعة بوجهة نظرك وسرعة تلقي المعلومة بجهد أقل
هل امكانياتنا العربية والشرقية تتوقف إلى هذا الحد من التطور لمواجهة العالم لمواكبة النهضة العلمية ؟
هناك فارق بين اسم الآلة في الإعلام وبين القائمين عليه , الإعلام الإليكتروني له جيشه من البشر , الذي نوجه إليه السؤال هم البشر القائمين على الإعلام الإليكتروني لإظهار الحضارة من عدمها , ويبقى الإنسان دائما هو سيد الحدث
صحيح أن الإنسان هو سيد الحدث دائماً ؟
ولكن هنالك فرق بين ما يقوم به الإعلام الغربي والإعلام الشرقي واستغلال لهذا التطور الالكتروني إلى أي حد نجحنا لنتواصل ونجمع أصحاب التنوير والنهضة العلمية؟
نحن مستهلكين لحضارة الأخر , نحن لسنا من منتجي الحضارة وبالتالي نكون في الصف الثاني والثالث , هناك صانع للحضارة وهناك مستهلك , للأسف نحن مستهلكين اكثر من مبتكرين , النهضة العلمية قوامها العلم , والعلم يترجم القدرة والطاقة , والصراع العالمي صراع طاقة , من يملك الطاقة يملك القوة , حتى على مستوى البترول , الدول العربية التي تنتج البترول تبيعه خام وتعود إستيراده منتجاته اضعاف مضعفة لسعر البيع
ماهي السلبيات في الاعلام الالكتروني التي لها الاثر الاكبر لهدم الفكر العربي برأيك وكيف تتم علاجها؟
للإعلام الإليكتروني إيجابيات وسلبيات , ومن ثم يجب علينا الحديث عن النقيضين , الجانب الإيجابي والأخر السلبي حتى تتوازن كفتي البحث ولاسيما وأن كان سعينا وحديثنا لا يرنو إلا لرصد الحقيقة دون سواها , الإعلام في في الأساس هو النشر , نشر الأخبار والأفكار لأكبر قطاع مكاني وزماني ومن ثم كانت الألة الإعلامية من أخر الألات في السلم والحرب , تطورت الألة الإعلامية من النقش على الحجارة والعظام والجلود حتى إختراع الورق والطباعة ثم العالم الرقمي والإعلام الإليكتروني الذي يصل كل أطراف العالم في أقل من الثانية , سرعة النشر في الزمن ومساحة النشر في المكان وطبيعة النشر باللغات والثقافات واللهجات , نحن نعيش زمن الغزو الرقمي عبر الإعلام الإليكتروني , وليست القضية في الكيفية ولكن القضية في المعلومة والمحتوى , قضية ضمير لا نها قضية مصير .
ماهي الحلول لتدارك التلوث الرقمي برأيك ؟
التلوث الرقمي سرطان العصر وقد تناولت هذه القضية في عدة مقالات ودراسات أطالب فيها كل الأجهزة المعنية بالتصدي للفوضى الرقمية , الكل ينشر ويكتب , والناس كسالى لا يتحققون من سلامة المعلومات , لابد من تدريس أليات التفكير من جديد , كيف نقرأ؟ وماذا نقرا؟ وكيف نححق ما نقرأ ؟ ولمن نقرأ ؟ العالم الرقمي حافل بالقرصنة والسرقة بالقطع واللصق , لابد من إعادة صياغة العقل العربي ليكون قادراً على البحث والفكر والتحيق والإستفادة والإفادة , والأخلاق والأمانة ….نحن فقدنا في عصرنا هذا الأمانة سواء في عدم ذكر مصادر المعلومات أو سرقة المعلومات دون تحقيق ولا تدقي
ساعدنا الإعلام الإلكتروني على التواصل مع العالم الخارجي وبالمقابل سرق البعض من عالمه الحقيقي
هل هروب أو بحث عن الذات من خلال أبواب العالم المفتوحوالمتاح أمام الجميع؟
الجيل الجديد من الشباب , التحق بقطار الحضارة الرقمية من حيث انتهى له الاخرون ولكن ضاعت منه السبل التي تؤهله للتعامل مع أليات العصر , شباب لدية طاقة ولكن دون بوصلة صحيحة للتوجيه , في أوروبا الشباب يدرك قيمة المعلومة الصحيحة من خلال الموسوعات العالمية العلمية المتاحة إليكترونيا ً مجاناً , اما شبابنا كسلان ينقش دون تدقيق ولا تحقيق وتلك هي الطامة الكبرى .
الإعلام الإلكتروني كسر الحدود وبالمقابل جعلنا نشعر بالعجزنا أمام الواقع العربي والواقع الغربي
هل سيكون هذا دافعا للأجيال لتواكب التطور أم سيزيد من معاناتهم من خلال الإنخراط بالثقافة الغربية ؟
أطلق الغرب علينا لقب ( العالم الثالث ) أي مؤخرة الأمم لأننا مستهلكين للحضارة ولسنا من مبدعيها ومنتجيها , العالم الثالث لأننا نسئ حتى إستخدام الحضارة بما تعود على الإنسان بالنفع , نحن غير منتجين بالمرة , وبالتالي لابد من إعادة صياغة العقل العربي ليكون منتجاً قبل أن يكون مستهلكاً , القلة من العقول العربية العبقرية هاجرت للعالم بحثاً عن مناخ الإبداع ….ياليتنا نعي تلك الحقيقة المرة
حجم المعلومات كبير ومعرفة الصحيح أمر لا يملكه الكثيرين وأصبح كالمستودع الذي يرمي الجميع به
كيف يمكننا الفرز بين هذا الكم الهائل؟
الأطفال في الصف الأول الإبتدائي في المدارس الفرنسية يتعلمون البحث في القواميس اللغوية والمعاجم , البحث عن أصول المعلومات , مبدأ الشك مطروح أولا واليقين دائما بعد البحث , هذه التربية تجعل الطفل مستقلاً بذاته وبفكره , قادر على البحث وقادرٌ ايضا على النقاش والحوار , ديمقراطية الحوار بين الأستاذ والتلميذ , أساس البحث العلمي في أوروبا , الذكاء في قراءة المعطيات وتفصيلها وفصلها وإعادة تركيبها بشكل عبقري من أولويات البحث العلمي في العالم المتقدم .
زاد الإعلام الإلكتروني من العنف والإرهاب وانتشار الفساد ونحن لانزال عاجزين حتى عن التصدي له من السبب برأيك؟
زيادة الإرهاب ترجع إلى (( هو )) ضمير مستتر أو منفصل أو متصل , مذكر أو مؤنث أو جمع ….لكل من أشترك في تلويث الفكر , سواء من تراث موضوع ملوث أو غياب القدوة الحسنة , غياب الحب بين الناس , إنتشار فوضى الفتاوي , ضياع القيم , التطاول على القامات , الحوار الشجاري , عدم الإصغاء للأخر , التسفيه من عقل الأخر , الفجوة الحضارية بين جيل الأباء والأبناء , الغربة التي تعيشها الأسرة الواحدة بسبب العالم الرقمي , كل فرد له عالم الخاص عبر جواله ….قضايا شائكة يعيشها البيت العربي لتردي الأوضاع الإقتصادية في العالم العربي , فضلا عن الفراغ الفكري والثقافي والعاطفي الذي يعيش فيه شباب العصر .
هل أصبح الإعلام الإلكتروني هروب من الفراغ للضياع لأن شعوبنا لا تملك الأفكار وليس لديها الإ الفراغ دون النظر إلى الجهة الأخرى من حالة التطور الكبير للعالم الآخر؟
هنا السؤال يبدو خاطئاً سيدتي , هناك فارق بين الاعلام الإليكتروني الذي هو جزء من الفضاء الرقمي , القضية ببساطة ان لكل طائرة تطير أو مركب في البحر لها بوصلة , شبابنا لا يملك البوصلة التي تتناسب مع الفئات العمرية لكل شاب وبالتالي يكون الضياع , العالم الرقمي لها محاسن وكذلك مساوئ , ولكن لابد من وجود بوصلة تحدد الهدف والإتجاه وأيضا تأمين العودة والرجوع .
في هذه الفوضى الكبير كيف يختار دكتورنا واين يجب صناع الدهشة والابداع ؟
بالنسبة لي , أدرك تماماً منهج البحث العلمي , من حيث قراءة المعطيات جيداً على الأقل ثلاثة مرات , ثم رصد الظواهر وطرح الفرضيات ودراسة النظريات والتحقق من ثبوت الحقائق دون تبديل ولا تغيير وبالتالي أكون منصفاً لنفسي وعقلي وفكري , لابد من التحقق بمصادر وحقيقة كله شئ , مهما كلفني هذا من جهد ووقت .
نجد جهوداً متفرقة من أصحاب الفكر والعلم والمعرفة هل سيحقق لنا الاعلام الالكتروني وحدة للفكر والثقافة من خلال التقاء هؤلاء ؟
أزمتنا الفكرية متعلقة بنقاط القياس والإستدلال , حتى الأن لسيت لدينا نقاط للقياس والإستدلال ثابتة للإنطلاق منها , العلم يفرض على العقل وجود نقاط للقياس والإستدلال , لكلا منا منطقه الخاص , لابد من إحترام العلم أولا حتى يستقيم المنهج الفكري , حينما نتفق على نقاط القياس في كل بحث علمي تكون لنا بادرة البداية نحو غد أفضل
أين تجد حسنات الإعلام الإلكتروني من خلال المتابعة لها وأين تصب هذه الحسنات من خلال التقاء الفكر العربي ؟
الأمانة وسرعة رصد الخبر دون تقصير ولا زيادة , فهم الخبر بشكل مجرد دون ميل أو هوى , إعطاء كل ذي حق حقه , تحرر الإعلام من عصا السلطة , الإلام هو لسان الشعب بكل طوائف الشعب .
أخيرا ماذا يعني لك دكتورنا الإعلام الإلكتروني للغد ؟
الإعلام الإليكتروني سفر في الماضي وغوص في شعاب المستقبل , أقول دائماً , الذكي من يرى الغد ولكن العبقري هو الذي يعيش مشاكل الغد ويحلها الأن , العظماء يعيشون المستقبل الأن , الغد قد يحمل الكثير من المفاجأت ربما تكون سارة وربما غير ذلك , الإستعداد لها لابد أن يكون من قراءة معطيات الأمس البعيد أو القريب , وايضا فهم الواقع , والسفر في المستقبل , ربما نرى الغد بكل ما يحمله لنا إن شاء الله الغد.
كم سعدت بتلك الجدارية الحوارية الثقافية عن موضوع شائك نعيش فيه الأن , وافر التحية والتقدير لشخصك الكريم الزميلة والأديبة الشاعرة روعة محسن الدندن مع مودتي وتقديري.