التليفزيون الإقليمي والميدياَ الجديدة… تحول أم إحتواء ؟
وقد شهد التلفزيون فترة ذهبية في العقود الثلاثة الأخيرة، إلا أن بداية انحداره وانحسار إشعاعه قد بدأت بالفعل مع ظهور وسائل الإعلام الجديدة المرتكزة أساساً إلى الإنترنت، فمثلمَا تهدد المواقع الإخبارية الإلكترونية الصحف الورقية والتي أنهتا تقريباً، فإن الإعلام الجديد يمثل تحدياً جديا أمام التليفزيون ,الذي لن يقاوم إمتداد تلك الإعلام وانتشارهاَ السريع بين المُستخدمين، بل سوف يحاول احتواءهاَ وهضمهَا للظفر بعمر إضافي في حقبة الانفجار الاتصالي .
كمَا يقول الباحث الاتصالي الكندي سيرج برو. فهل سينجح التلفزيون في احتواء وسائل الإعلام الجديدة وتطويعها للحفاظ على استمراريته المادية والرمزية أم سيضم حل تحت تأثير السرعة والقدرة التفاعلية التي يوفرها الإعلام الجديد ؟ وهل سيفرض غزو وسائل الإعلام الجديد إنشاء مُؤسسات مُتخصصة في مرافقة التلفزيون ودعمه وسط هذه المُنافسة الحادة؟ .
وبالرغم من أهمية الدور الذي كانت تقوم به وسائل الإعلام التقليدية إلا أن تطبيقات الإعلام الجديد أعادت تشكيل خارطة العمل الاتصالي والإعلامي في المجتمعات المعاصرة بما تحمله من خصائص كعالمية الانتشار وسرعة الوصول والتفاعل وقلة التكلفة، فقد بقيت وسائل الإعلام التقليدية لفترة ليست بالقليلة مسيطرة على المشهد الاتصالي في المُجتمعات البشرية المعاصرة.
وكانت النظرة التقليدية لوسائل الإعلام بأنهاَ وحدة مركزية للتواصل داخل المجتمع لا يمكن تجاوزها. فكل من يرغب في التواصل بشكل مُجتمعي (أفرادًا ومؤسسات) كانَ يجب عليه أن يصل لهذه المُؤسسات لكي يستطيع العبور من خلالها للجماهير العامة.
يُشير القسم الخامس من التقرير السنوي لسنة 2016 الذي صدر عن اللجنة العليا للتنسيق بين الفضائيات العربية التابعة لاتحاد إذاعات الدول العربية بعنوان التحدي الأكبر: أن وسائل الإعلام التفاعلي وخاصة التلفزيون التفاعلي مكنت العالم من ملامسة عصر الشاشة بامتياز وهو العصر الذي أطلق عليه بعض الفلاسفة والمُفكرين بـالقرية الكونية وعصر الحرب على المباشرة ) في إشارة إلى نقل أحداث الحرب على العراق سنة 1991 عبر البث الفضائي المباشر الذي أمّنته قنوات مثل CNN وBBC لكن طبيعة التطور الإنساني حتمت على تلك اللحظة السحرية أن تنتهي لتبدأ لحظة أخرى في تاريخ الإعلام والاتصال وهي اللحظة السيبيرية الافتراضية.
وقد استغلت القنوات الإقليمية المصرية تطبيقات الإعلام الجديد في بث مضامينهاَ التفاعلية علي الشبكة وإخراج البرامج التفاعلية المُختلفة للقنوات الإقليمية وفتح مجالاً واسعهاً للتواصل مع جمهورهاَ، حيث أصبحت القنوات الإقليمية المستخدمة لتطبيقات الإعلام الجديد أكثر تميزاً في إخراج الصور الرقمية، كمَا استفادت من تلك التطبيقات في مراحل العمل الإعلامي المُتعدد بداية من مرحلة جمع الأخبار مروراً بمرحلة الإعداد والكتابة والتحرير، والتصميم والمونتاج والبث، وانتهاءً بمرحلة التخزين والأرشفة للمعلومات، حيث أسهمت في تلك التطبيقات على الخروج من نمط العمل الإعلامي التقليدي إلى نمط العمل الإعلامي الجديد.