في أطروحة دكتوراه حول حرائق غابات خمير: بحث أكاديمي مختصّ حول إسترجاع أنفاس الاشجار بعد الحرائق
وإذ تتنزّل هذه الاطروحة في هذا الاطار فإن صاحبها اهتم بمخلفات الحرائق على الثروة الغابية وخاصة منها الزان والفلين ليقف على حقيقة مرّة وهي أن الحرائق ظاهرة معقدة من حيث انتشارها وطريقة فعاليتها وآثارها على البيئة وخلال دراسته للوضع الحالي لغابات البلوط المحروقة بجهة خمير أشار الباحث الى أن هذا الوضع نتجت عنه ديناميكية جديدة تتمثل في القدرة على تجديد الأشجار المقطوعة حسب العمر وحجم الجذمة فأشجار الفلين والزان المحروقة مثلا وحسب ما أشار”إما أن تستأنف بسرعة أو تتلف نهائيا “.
كما اعتبر ان الحريق يمثّل عاملا أساسيا في تنشيط القدرة على إحياء الأشجار الصغيرة كما أن الأنواع التي تتكاثر بواسطة البذور هي الأولى التي تنبت إثر الحريق ثم تعوض تدريجيا بتكاثر بواسطة الجذمات في أجل لا يتجاوز 10سنوات إذ تنمو أشجار طبقة الشجيرات والأعشاب تحت أشجار الزان وعلى العكس فإن نسبة تغطية طبقة الأشجار التي تساعد الحرائق على الانتشار السريع للنباتات المتسلقة حتى في حالة تكرر الحرائق.
كما جاء في هذا المبحث الأكاديمي المختصّ ان الأنواع التي تتكاثر بسرعة بعد الحرائق والتي تنتج بذورا كثيرة تمكنها من الانتشار وتغطية المساحات هي الأنواع الشمسية وأكثرها يعتبر من خصائص الغابات الأصلية للفلين أما الأنواع الأخرى فهي حمضية شمسية تنتشر بقوة بعد الحريق .
و بيّن الباحث أيضا أنه عند تحليل طبقة الشجيرات هناك أنواع لها حساسية ضعيفة للحرائق وأنواع تتكاثر بالجذامات ولها إمكانية سريعة في النمو من جديد وأخرى تتكاثر بالبذور وتتمكن من تغطية المساحة المحروقة, ذلك أن النار تساعد على انتشارها أما بالنسبة للطبقات العشبية فان النتائج المتحصل عليها بين غابات الزان والفلين متقاربة ويعتبر نموها متميزا بصفة خاصة بعد الحرائق كما بين الباحث يوسف سعيدي أن نوعية التربة لا تتغير كثيرا بعد الحرائق .
فالحرارة المنبعثة من ألسنة النيران لا تدمر المواد العضوية بالطبقات الأرضية ولا تمس بنسبة النتروجين أو تغير دينامكية تكوينه كما أن الطبقات العميقة أغنى بقليل من الطبقات السطحية فالتسميد المعدني للتربة بعد الحريق يتجاوز الطبقة السطحية ونسبة النتروجين المعدني للتربة مرتفع فيها واختتم الباحث رسالته بالإشارة الى أن الاتجاه العام يبين أن الحاصل كربون- نتروجين في الطبقات السطحية والطبقات غير المحروقة هو أفضل من التي حرقت .
أما النشاط البيولوجي في طبقات أرض غابات الزان فهو نوعا ما أضعف من تلك التي سجلت في غابات الفلين وهي أقل من 3% في كل الطبقات.