الكاف:إحياء ذكرى ستينية وفاة الفنانة”صليحة”ببرنامج ثقافي فني متنوّع
كما أضاف الاستاذ نعمان الحباسي “بكائن متفرد من نبت ربوع ولاية الكاف تختزل في صوتها الشادي تفاصيل سفر مليء بالفن و الانغام و العبقرية تشرعها حلما و أملا يقودها الى ضفتي الأتي” ولأن “صليحة هي كل الزخم الفني المخضب بأسلوب منفرد يحاكي التاريـخ و يتماهى مع الجغرافيا ليتآلفا في لحن خالد زاده زخرفا شذى هذه الربوع .
إذ تعدّ سيدة الغناء في بلادنا كم شربت الاجيال من كأس فنها كزهرة أينعت و فاح أريجها فتلقفته الأمصار عنوانا راسخا للانبهار و الدهشة و العجب و نصبوها على عرش الطرب الاصيل تبهرهم بفنها و تغزو مشاعرهم بصوتها و تفيض على أحاسيسهم بوجدانها”.
برنامج هذه الذكرى سيكون ثريّا ومتنوّعا وفي مستوى ثراء موقع المرحومة صليحة وبصمتها في الموسيقى التونسية خاصة وفي التراث الموسيقي المغاربي عامة ليفتتح برنامج هذه الذكرى من المركّب الثقافي بالكاف بعرض لفرقة زرياب للأطفال والأشبال وبمشاركة مجموعة من العازفين الاطفال من مدينتي السرس وساقية سيدي يوسف وباشراف الاستاذ مراد حسيني.
ليقدّم إثر ذلك المنتخب الجهوي للموسيقى بالوسط المدرسي بالكاف عرضا فنيا بعنوان”المدرسة تغنّي صليحة”فاختتام اليوم الاول بسهرة موسيقية كبرى تحت عنوان “لحن الوفاء”وبمشاركة أهم الموسيقيين والمطربين من ولاية الكاف ومنهم محمد العربي القلمامي ومليكة الهاشمي وسيرين الحمامي وريم الفهري ورمزي محمودي وجلال الورغي وعماد جاء بالله والهادي محفوظي وايمان جاء بالله وحسين الفضلاوي والحبيب السالمي ورمزي عياري ورياض عوادي وبقيادة الاستاذين معز التيساوي وعبد الرؤوف مبروك في لمسة وفاء للفنانة سعاد محاسن،حيث يتم تكريم هذه الفنانة بحضور عائلتها ومنهم الفنان لمين النهدي وأبنائها وباشراف من والي الكاف الاستاذ منور الورتاني نيابة عن وزير الشؤون الثقافية.
ويوم 9 ديسمبر الجاري تعرض مجموعة المعهد الخاص للموسيقى بالكاف وبفضاء المركّب الثقافي انتاجها الفني تحت عنوان “ولاّدة”وبالمركّب الثقافي “سيرتا”يقدّم عرض موسيقي لنادي المدينة في اشراف للفنان سليم هميلة ليحتضن المركز الثقافي الدولي”يوغرطة”عرضا فنيا لفرقة “أنغام”باشراف الفنان عادل مبروك ويقدّم بالمركب الثقافي بالكاف عرضا لفرقة “لوليا”وبدار الثقافة “صليحة”بنبر يقدّم عرضا موسيقيا بعنوان”حلمة تغني صليحة”لتكون السهرة مع عرض موسيقي كبير بفضاء المركّب الثقافي بالكف مع الفنانتين أسماء بن أحمد وآمنة فاخر.
ويشار الى انه خلال اليوم الثاني من برنامج هذه التظاهرة سيكرّم الفن التشكيلي الفنانة صليحة من خلال انجاز لوحة فنية للصورة الشخصية للمرحومة وذلك بالشراكة مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية و اتحاد الفنانين التشكيليين بالكاف لنصبها بمدخل دار الثقافة “صليحة”بنبر ومن جهتها تخصّص اذاعة الكاف يوم 9 ديسمبر الجاري ليوم اذاعي خاص بصليحة كما تنظّم المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية خلال احياء هذه الذكرى معرضا وثائقيا يتضمن صورا وتسجيلات نادرة اذاعية وتلفزية واشرطة وثائقية عن مسيرة الفنانة المحتفى بذكرى وفاتها.
وهكذا هي صليحة تتحكم في محبيها و تتسلط على أذواقهم و تقودهم راغبين إلى كؤوس الطلا و الوجد ولكل هذا يحتفي آهالي ومثقفي وفناني الكاف بصليحة ليتجمعوا حولها أبدا يتعطرون بعبيرها و يتعمدون بألحانها الخالــدة ليعيشوا هذه الدورة الجديدة من مهرجان صليحة الذي كم تخرج من فسحته من الاصوات و المبدعين ليطلقوا طموحهم حتى تكون الدورة القادمة مغاربية منفتحة على مواهب و مبدعي و أساطين الموسيقى في مختلف الأقطار المغاربية حتى يجعلوا من هذا المهرجان محجا و قبلة للمتيمين بالموسيقى العربية التقليدية و مريدى الفن الاصيل .
جدير بالذكر ان الفنانة الراحلة صليحة من مواليد سنة 1914 بدشرة نبّر من ولاية الكاف واسمها الحقيقي صلّوحة الحنّاشيّة وهي تعدّ سيّدة الغناء في تونس إذ اقترن اسمها بالإذاعة الوطنيّة والرشيديّة فأصبحت قدوة لكلّ مطربة هاوية تختار من تراث صليحة الذي استهوته الأسماع وتجاوبت معه القلوب ما تؤيّد به موهبتها الصوتيّة وتؤسّس عليه مسارها الفنّي وقد أدّت جلّ أغانيها على تنوّع نغماتها ومقاماتها وموضوعاتها في إطار مدرسة الرشيديّة الفنيّة وبعناية كبار المؤلّفين والملحّنين وخاصّة العربي الكبادي وأحمد خير الدّين وجلال الدّين النقّاش ومحمد المرزوقي وخميّس الترنان ومحمد التّريكي، وتوفيت الفنانة صليحة يوم 25 نوفمبر 1958.