تونس تشارك في ملتقى عربي للطفولة بعمان
استضافت مؤخرا منصة زووم فعاليات ملتقى عبري الإلكتروني للطفولة والذي جاء افتراضيا متماشيا مع ضرورات المرحلة وانطلاقا من ولاية عبري التابعة لمحافظة الظاهرة بسلطنة عمان .
والتي كانت ذات يوم معبرا لقوافل التجارة لتصبح اليوم ملتقى لأصدقاء الحكايات والدمى ونافذة عبور نحو عوالم الطفولة من خلال هذا الملتقى الذي يشتغل على بناء علاقة تفاعلية مع الجمهور مؤسسا لملتقى انطلق بفكرة محلية ليكبر ويصبح الحلم عربيا.
وعن بدايات هذا الملتقى أفادنا الدكتور هاشل الغافري المدير العام لمؤسسة مملكة الطفل ان البداية كانت مع تنظيم ورشات صغيرة أطلقتها مؤسسة مملكة الطفل خدمة لشريحة الطفولة في المجتمع المحلي وإيمانا بدور المؤسسات التعليمية في بناء ثقافة الطفل بناء سليما بالاعتماد على متخصصين قادرين على ابتكار الخطط وتنفيذها
ومن جانبها صرّحت الأستاذة شيخة الغريبي المديرة المشرفة على مؤسسة مملكة الطفل أنه لطالما حلمت بمكان يقدم الفرح للأطفال في ولاية تفتقر لوجود منافذ ترفيهية لهم وكان الحل بالدفع نحو تبني برامج تمزج بين التعلم والترفيه لذلك استهدفنا عبر ورشاتنا مهارات بعينها كالكتابة والرسم والخط والتمثيل وغيرها من الورشات التي ساهمت في اكتشاف وتنمية مواهب العديد من الأطفال ليتابع الدكتور هاشل الغافري فيضيف” كانت البداية الأكثر اكتمالا ونضجا مع إطلاق ملتقى عبري للطفولة في صيف عام 2019 حيث قدمنا برنامجا متكاملا بإدارة الأديب السوري مهند العاقوص واستقطبنا ضيوفا عرب تعاونوا مع معنا هنا في سلطنة عمان فكان الملتقى بحجم الأماني ليتفاعل معه المجتمع المحلي وكأنه عرس ثقافي صنع الفرح في أيام ثلاثة زخرت بالفائدة والتشويق”.
أما دورة هذه السنة والتي انتظمت مؤخرا فكانت كما صرّح الأديب السوري مهند العاقوص” نحن نؤمن بالتحدي ونبحث عن حلول مبتكرة دائما، لقد هددت الأحداث المؤسفة في النصف الأول من2020 رحلة قطار ملتقانا نحو المعرفة،فوفاة جلالة السلطان قابوس المعظم طيب الله ثراه أجبرتنا على إلغاء ملتقى بذور عبري للطفولة والذي خططنا له ليكون أول ملتقى يقوده الأطفال .
ثم بعد ذلك جاء الوباء الكوروني فتحملنا المسؤولية كالعادة وعملنا كفريق للتخطيط لملتقى إلكتروني يعزز وجودنا في المجتمع معتمدين على خبراتنا المتراكمة في تنفيذ وإدارة البرامج المتعلقة بالطفولة”
وعن برنامج هذا الملتقى أفادتنا الاديبة بسمة الخاطري رئيسة لجنة تحكيم مسابقات الملتقى انه بعد تحديد هدف واضح لهذا الملتقى تم التركيز أساسا على فنون الحكي والعرائس اعتبارا لأهميتها وقدرتها على جذب الأطفال والكبار على حد سواء لينتظم كرنفال عربي استضاف الحكواتيين وصانعات عرائس ومسرحيين من ثمان دول مختلفة ضمن خطة متكاملة لعروض مختلفة ومتنوّعة المشارب والاهداف.
الى جانب تنظيم مسابقة المواهب للأطفال ومن خلال مشاركات من دول عربية مختلفة وفازت بعض المواهب من عمان والإمارات والبحرين حيث ضمت لجنة التحكيم الإعلامية مريم البداعي والإعلامي محمود الوهيبي
ومن جهتها أكّدت الأستاذة شمساء الغافري المديرة الإعلامية لهذا الملتقى ان التعامل مع التكنولوجيا كان تحد كبيروهو ما أضفى نكهة خاصة لبرنامج الملتقى حيث تمت في اليوم الأول منه استضافة الكاتبة والحكواتية المبدعة نيروز الطنبولي من مصر والتي قدّمت عرضا رائعا لحكاية من جورجيا ثم قدمت الحكواتية المغربية المتألقة آمال المزوري عرضا حكائيا شائقا ليشرف إثر ذلك المبدع المسرحي راشد الغافري على تنشيط وتقديم ورشة بديعة في فن تقليد الأصوات.
في اليوم الثاني منه تشرف الملتقى بزيارة خاصة من صاحبة السمو الدكتورة تغريد بنت تركي بن محمود آل سعيد حيث تم تقديم عرض من لبنان للحكواتية سحر شحادي ثم كان السفر مع الفقاعات في حكاية بديعة قدمتها الدكتور الفلسطينية فاديا الدعاس وبعد ذلك تم الاستمتاع بفقرتين بديعتين مع إيمان عمر من سوريا وفي اليوم الثالث كان الاختتام مع لقاء حواري مع المبدع أحمد الراشدي وورشة إبداعية مع المعلمة محاسن راضي من مصر وعرض عن الشخصية الكويتية (جوكري)
وسجّل الملتقى مشاركة المبدعة مديحة بن الأزرق وهي مديرة المكتبة العمومية بالقلعة الصغرى بحكاية برائحة التراب والوطن من تونس الخضراء.
وتم خلال هذا الملتقى تكريم عدد من المبدعين في مجال الطفولة ممن قدّموا الافادة لهذه الفئة العمرية وفي رسالة وكلمة طيبة من عمان إلى المحيط العربي كرّمت الكاتبة العمانية أمامة اللواتية والمخرج المسرحي أسعد السيابي، والكاتبة المتميزة في أدب الناشئة رقية البادية والإعلامي ومعد البرامج يوسف الدغيشي، والحكواتية ومنشطة برامج القراءة المتميزة بثينة الفورية والمبدع الكاتب والمخرج المسرحي محمد خلفان.
يشار الى ان المشرفين على هذا الملتقى اذ اهتموا بمحور الحكاية في هذه الدورة فلقناعتهم ان الحكاية لا تُفنى ولا تُخلق من العدم بل تتحول من شكل لآخر كأنها طاقة كونية كامنة وهو يشتغلون على تطوير ملتقاهم عبر المحافظة على نجاحه عربيا والعمل على تطويره ليصبح ملتقى دولي و يكون رافدا للحركة الثقافية ووجها أبيض لعمان التي كانت ولا تزال تقدم رسائل المحبة والسلام والثقافة والفكر إلى العالم بأسره