دأبا على توجّهها السنوي الخاص بالمباحث الروائية والإحتفاء بأعلامها تنظم الرابطة العربية للفنون والابداع وبدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بولاية منوية وولاية منوبة وبلدية وادي الليل وكلية الآداب و الفنون والمؤسسات بجامعة منوبة وبالاشتراك مع مخبر السّرديات والدراسات البيْنيّة ومجلة “الحياة الثقافية” التي تصدر عن وزارة الشؤون الثقافية وبرئاسة تحريرها للروائي يونس السلطاني الدورة الثانية لندوتها الروائية الوطنية.
حيث تتناول هذه النسخة موضوع” الرواية زمن الأزمات”وذلك يومي 3 و4 نوفمبر القادم وبمقرّ قاعة حسن حسني عبد الوهاب بكلية الآداب و الفنون والانسانيات بجامعة منوبة.
كما ستكرّم هذه الندوة الاديبة التونسية حياة الرايس وذلك من خلال برنامج متنوّع حيث تفتتح فعاليات هذه الندوة بمعرض حول الرواية التونسية من انتاج جمعية” أقلام ” وبإشراف محمد بليغ التركي ونورا الورتاني.
ثم الكلمات الافتتاحية الرسمية لكل من رئيسة الرّابطة المنظّمة المبدعة الروائية والشاعرة فتحية الهاشمي فكلمة عميد كلية الآداب والفنون والإنسانيات ثم كلمة والي منوبة فكلمة الاستاذ مراد عمارة المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بمنوبة ثم كلمة رئيس بلدية منوبة فكلمة الآستاذ نورالدين بنخود رئيس مخبر السّرديات والدراسات البيْنيّة
إثر هذه الكلمات الافتتاحية تنطلق أشغال الجلسة العلميّة الأولى برئاسة الأستاذ العادل خضر حيث يقدّم الأستاذ محمد القاضي محاضرة بعنوان “أزمة الجنس الأدبي وأزمة الهويّة في – بغداد وقد انتصف الليل فيها- لـحياة الرايس”.
تليها محاضرة الأستاذ أحمد القاسمي بعنوان” الطريق إلى محتشد رجيم معتوق :الاسترخاء على سرير الكتابة ” فمحاضرة الأستاذة جليلة طريطر بعنوان” شهرزاد الرايس في بغداد وقد انتصف الليل فيها” أو المحكيّ السّفر المعرفيّ” فمحاضرة الأستاذ سمير بن علي مسعودي بعنوان “أزمة الكتابة وكتابة الأزمة من خلال: ” الرّجل الذي نهشته الكلاب ” و”سيرة شبه محرّمة” و” سنوات البروستاتا”.
وبعد نقاش هذه المحاضرات تنتظم أشغال الجلسة العلميّة الثانيّة برئاسة الأستاذ رضا بن صالح ومن خلال محاضرة الأستاذ محمد الخبو بعنوان ” بلاغة سرد المسخ في رواية – ريح الصبّار – لمسعودة بن بوبكر” ومحاضرة الأستاذة دليلة شقرون بعنوان “الكائنات المشوّهة في الرّواية التونسية: مسعودة بوبكر أنموذجا” ومحاضرة الأستاذ عبد المجيد البحري بعنوان “رواية الأزمة/ أزمة الرّواية، قراءة في- محن تونسيّة – لحسونة المصباحي” ثم محاضرة الأستاذ فتحي بن معمر بعنوان “كتابة الأزمة في الرّواية التّونسية : الخصائص والتّجليات”
وخلال أشغال اليوم الثاني من هذه الندوة تنتظم الجلسة العلميّة الثالثة برئاسة الأستاذ محمد الجابليّ ويقدّم خلالها الأستاذ محمد صالح مجيّد محاضرة بعنوان “شارع مارسيليا “: أزمة تسريد الأزمة” تليها محاضرة الأستاذة نجاح عز الدين بعنوان “أزمة الخطاب السّرديّ وأزمة الذات في -بغداد وقد انتصف الليل فيها- لحياة الرايس”.
ثم يقدّم الأستاذ رضا بن صالح محاضرة بعنوان”كتابة الأزمة وأزمة الكتابة في رواية -إنّنا لا نسبح في النّهر مرتين – لحسونة المصباحي ” ليقدّم إثر ذلك الأستاذ توفيق العلوي محاضرة بعنوان” تسريد الأزمة في ” بغداد وقد انتصف الليل فيها”تعقبها محاضرة الأستاذ نور الدين أحمد بنخود بعنوان ” تجربة الذّات وكتابة المذكِّرات : قراءة في ثلاثة نصوص تونسيّة”.
وبعد نقاش هذه المحاضرات يفتح المجال لفسحة موسيقية من خلال وصلات يؤمّنها مدير أقلام الطرب الطاهر بشير ويصاحبه العازف الشّاب يونس الورتاني.
لتنتظم إثر ذلك الجلسة العلميّة الرابعة برئاسة الأستاذ البشير الجلجلي ومن خلال تقديم مجموعة من المبدعين من أعلام الكتابة السردية في تونس وهم جلول عزونة ، أحمد ممّو، خالد الأسود و فتحية الهاشمي لشهادات حيّة حول المحتفى بها المبدعة حياة الرايس التي ستقدّم بدورها وباعتبارها ضيفة الشرف للدورة الثانية لهذه الندوة كلمتها بالمناسبة لتختتم الندوة بتكريمها وتقديم شهائد التقدير لكل المشاركات والمشاركين والداعمين والمساهمين في فعالياتها.
جدير بالذكر ان هذه الندوة أعدّت برنامجها العلمي لجنة تتكوّن من الاساتذة المختصّين في النقد الادبي والروائي وهم محمد القاضي و محمد بن محمد الخبو و نور الدين أحمد بنخود و رضا بن صالح و فتحي بن معمر و البشير الجلجلي كما أشرفت على تنظيمها لجنة تكوّنت من الاساتذة نور الدين بنخود ،فتحيّة الهاشمي ،البشير الجلجلي، محمد نجيب المسعودي ، يونس السلطاني ،فتحي بن معمر وتم تشريك عدد من المبدعين في اعدادها وخاصة القّاصّ عمر السعيدي و القاصّة نورا الورتاني والروائية رفيعة بوذينة والشاعرة سليمى السرايري .
ويشار الى ان المحتفى بها الاديبة حياة الرايس هي كاتبة روائية تونسية تعدّ واحدة من أهم الكاتبات على مستوى المشهد الإبداعي العربي المعاصر سيما وأن إنتاجها الأدبي متنوع وغزير فقد كتبت القصة القصيرة والرواية والمسرح وأدب السيرة في لغة شفيفة تتماس مع تخوم الشعر وبناء قصصي رصين ومحكم وأسلوب سلس إعتمادًا على رؤية تستلهم الماضي وتشتبك مع الحاضر وتستشرف آفاق المستقبل ومن خلال مجموعة من الأعمال الروائية التي احتفت بالمكان العربي وخاصة المدن التي أحببتها رغم قلّة عدد زياراتها للمدن ومنها مدينة جربة التي كتبت عنها في مخطوطها «مرايا المدن» الذي لم يصدر بعد، وضمن ما يعرف بـ” أدب الرحلات”.
كما كتبت عن تونس العتيقة، وعن موطنها الأصلي مدينة نابل وبلدة دار شعبان الفهري تحديدًا، وضاحية باردو بالعاصمة التي نشأت بها وكتبت عن باريس كثيرًا و عن صنعاء، عن القاهرة كثيرًا أيضًا اذ كتبت عن بغداد رواية كاملة بعنوان “بغداد وقد انتصف الليل فيها” وهي سيرة مكان كما اعتبرها بعض النقاد.
وقد بدأت مسيرتها قاصّة مع باكورة أعمالها “ليت هندا” ثم كتابها “جسد المرأة من سلطة الإنس إلى سلطة الجن”وهو بحث فلسفي في مقاربة سيكولوجية أنثروبولوجية عن النساء المسكونات بالجان ثم كتبت مسرحية “سيدة الأسرار عشتار” وهى مسرحية ميثولوجية استحضرتها من حضارات الشرق القديم حيث أقامت ودرست وتخرجت من معهد الحضارات وبعدها أصدرت مجموعتين قصصيتين وهما”أنا وفرنسوا.. وجسدي المبعثر على العتبة” و”طقوس سريّة.. وجحيم”و تخلل هذه الإصدارات ديوانها الشعري “أنثى الريح” وبعض قصص الأطفال ضمن سلسلة “حكايات فاطمة”.