تركيا و السعودية ولغز”توسيع” القاعدة العسكرية التركية في “الخليج “
إياد القيسي
اللغط المثار وتحديدا في بعض منابر الاعلام المصري والمعارضة التركية بخصوص سيناريو اغلاق القاعدة العسكرية التركية في دولة قطر له ما يبرره في سياق فوضى التكهنات التي برزت مباشرة بعد قمة الخليج الاخيرة في مدينة العلا السعودية والمصالحة الخليجية الداخلية وما يتبعها بطبيعة الحال من سيناريوهات وتوقعات .
حفلت المنابر والمنصات التركية المعارضة تحديدا طوال الاسبوع الماضي بتلك القراءات التي تتوقع او تتحدث عن مشروع جديد على الطاولة قوامه اغلاق القاعدة العسكرية التركية في دولة قطر .
وهي تسريبات حاول مقربون من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الرد عليها بطريقة بدت عشوائية بالمقابل وتحت عنوان العمل باتجاه بناء قاعدة عسكرية تركية جديدة في دولة قطر .
ويبدو ان ما صدر عن الصحافة المصرية بخصوص محاولة تسعى الى لفت النظر مجددا الى ان القاعدة العسكرية التركية والتي افتتحت في قطر من حيث اغلاقها اصبح عدم وجودها او الغائها واغلاقها استجابة من القطريين لاحد الشروط الاساسية في اطار المصالحة مع السعودية حيث كانت تلك القاعدة من القضايا المثيرة للجدل في تبرير الحصار الذي فرض عام 2017 على القطريين .
ويبدو ان قرار بعض وسائل الاعلام المصرية تسليط الضوء على هذا الموضوع جذب بعض اوساط المعارضة في البرلمان التركي والتي قررت بدورها المشاغبة على العلاقات مع دولة قطر عبر نشر تقارير ومقالات تقول بان القاعدة العسكرية انشأت اصلا لردع اي اعتداء سعودي على دولة قطر .
وبما ان المصالحة حصلت وانتهت فصولها فلا يوجد مبرر لبقاء تلك القاعدة العسكرية والتي تشمل محطة انذار مبكر وقاعدة دفاع جوي ومستشارون عسكريون وبعض الاليات التركية من سلاح الدروع ورادارات متطورة مع اطقم تركية تديرها .
ويشار الى ان حجم القوة العسكرية التركية التي تدير القاعدة مع الجيش القطري لا يزيد عن 3000 الاف عنصرا بشريا وهو رقم يؤشر على ان القاعدة غير معنية بالردع الاستراتيجي الواسع .
ومبررات وجودها المهنية الفنية دفاعية بامتياز وتجهيزاتها البشرية والفنية لا تحدث فارقا كبيرا وبالتالي تؤكد مصادر مطلعة بان الحوار القطري التركي حول انشاء القاعدة العسكرية يعود في جذوره لعام 1914 وضمن برنامج دفاعي مع الجيش التركي يتضمن استشارات عسكرية وتدريب منذ ذلك العام .
لكن الاهم ان مسالة الوجود العسكري التركي في دولة قطر اصبحت مثارا لجذب الاضواء مؤخرا وبعد اجتماع قمة مدينة العلا السعودية وفي ظل تزايد الحديث عن خلافات في الموقع والموقف من المصالحة الخليجية حتى بين دول الحصار .
ويبدو ان رسائل مرنة وناعمة الى حد ما تم تبادلها بين انقرة والرياض بعد القمة الخليجية حيث صدرت من الحكومة التركية تصريحات تدعم المصالحة الخليجية .
واقترحت الدوحة على الارجح برنامج عمل لتقريب وجهات النظر بين تركيا والسعودية ، الامر الذي يقول الدبلوماسيون انه لم يعجب كل من مصر ودولة الامارات فيما يعتقد بان السعودية لها رغبة باستثمار اجواء المصالحة والتقارب بين السعودية وقطر لصالح تخفيف الاندفاع التركي في قضية الشهيد جمال خاشقجي بالتزامن مع مخاوف سعودية من التصريحات الصادرة بخصوص ملف خاشقجي تحديدا عن قيادات بارزة في طاقم الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن .
ويقدر دبلوماسيون على اطلاع عميق بان ملف القاعدة العسكرية التركية في دولة قطر تصاعد ضمن هذه التناقضات وتقاطع الاجندات بعد المصالحة .
الا ان الاهم لفت النظر الى ان فكرة انشاء قاعدة عسكرية تركية جديدة في قطر ليست واردة لا بل لم تبحث اصلا خلافا لان المطروح حتى اللحظة وحسب تقرير امريكي عميق هو بقاء وتوسيع وتعزيز القاعدة العسكرية التركية الموجودة اصلا وليست ترحيلها او تفكيكها او حتى استبدالها.
يبدو ان وزارة الدفاع الامريكية بالصورة ولا تمانع لا بل تشارك في بعض التفاصيل .
ويبدو ان السعودية نفسها وفي ظل حرصها على تفعيل الاتصال مع تركيا قليلا لم تعد تنظر بعداء لوجود القاعدة العسكرية التركية والتي بدأت تتطور وتحديدا في البنتاغون نظرة خاصة لها باعتبارها جزء من منظومة دفاعية اشمل لا تعارضها الادارة الامريكية في منطقة الخليج العربي عموما .
مما يساعد في تبرير دعوة قطر المثيرة والعلنية مؤخرا لإطلاق حوار خليجي ايراني رحبت به طهران والكويت ولم يصدر عن السعودية ما يعارضه وتحفظت عليه الامارات بالمقابل .