انطلقت أمس الخميس بفضاء النادي الثقافي الطاهر الحداد بالمدينة العتيقة لتونس فعاليات تظاهرة “مارس الشعر” في دورتها السابعة، التي ينظمها “بيت الشعر التونسي” لتشكل منذ تأسيسها سنة 2013 نافذة تختزل مختلف المشارب الشعرية عبر استضافة أصوات شعرية من تونس وبعض الدول العربية.
ومع افتتاح تظاهرة “مارس الشعر” بعد انقطاع لعامين بسبب جائحة كورونا، تنفتح أمام الشعراء التونسيين من المخضرمين والشباب على حد السواء قريحة إنشاد كلمات نابعة من الإحساس بالجمال والانتماء وحب الحياة، وأيضا من الوجع وأحزان الحاضر بكل تفاصيله وتمثلاته باعتماد الشعر الموزون تارة والمتحرر من كل الاوزان الخليلية تارة أخرى، حيث يعد “مارس الشعر” وفق مدير بيت الشعر التونسي أحمد شاكر بن ضية “ممارسة للكلام الحرعمودها الفقري الاحتفال بالجمال والربيع وبالمرأة كذلك”.
ويؤكد مدير بيت الشعر التونسي في هذا الصدد أن تظاهرة “مارس الشعر” التي تتواصل إلى غاية يوم 31 مارس الجاري “مناسبة للاحتفال باليوم العالمي للشعر من خلال برمجة مجموعة من الامسيات الشعرية مع شعراء من مختلف التوجهات الفكرية، والاحتفال باليوم العالمي للمرأة عبر فسح المجال أمام شاعرات تونسيات جعلن من الشعر وسيلة لنثر الجمال والمحبة في كل مكان، إلى جانب الاحتفال باليوم العالمي للمسرح عبر تنظيم منتدى بيت القصيد لفن الالقاء والحضور الركحي والاهتمام بصورة الشاعر الذي يلقي القصيدة بأسلوب مسرحي يصل حد الابهار أحيانا تتوج بجائزة منتدى بين القصيد لفن الالقاء”.
ويضيف مدير بيت الشعر التونسي في جانب آخر أن هذه التظاهرة الثقافية “غير منقطعة عن هموم الشعب العربي وقضاياه، حيث تحتفي مع الشعب الفلسطيني بيوم الأرض بفضاء دار الثقافة بحمام الشط نظرا لرمزية المكان الذي اختلطت فيه دماء التونسيين بدماء الفلسطينيين في القصف الغادر على المنطقة في ثمانينات القرن الماضي ” مشيرا إلى “تخصيص أمسية للشعر الملتزم بحضور الشاعر الفلسطيني محمود النجار”.
وكان افتتاح تظاهرة “مارس الشعر” مناسبة للاستماع إلى أصوات شعرية تونسية من مختلف الأجيال على غرار محمد الحبيب الزناد، ولطفي التياهي، وفهمي البلطي، وأمل خليف، وسماح اليوسفي، ومحمود الطارقي، مع مراوحة موسيقية للفنان منير المهدي الذي قدم وصلات موسيقية شرقية وتونسية.
وأما برنامج تظاهرة “مارس الشعر” على امتداد شهر مارس الجاري فيشمل محطات بعدد من الفضاءات على غرار فضاء بيت الشعر بالمدينة العتيقة ، وفضاء القصر السعيد بباردو، ودار الثقافة بحمام الشط (ولاية بن عروس)، حيث من المنتظر تنظيم أمسيات لشعراء مثل نورالدين بالطيب، وشمس الدين العوني، ومنير هلال، ومحمد الهادي الجزيري، ومنى الماجري، وعادل الجريدي، وخير الدين الشابي، وعائشة الخضراوي، وسوسن العجمي، وبسمة الحذيري وغيرهم، إلى جانب مداخلات فكرية حول تجربة الشاعرة سامية ساسي وأخرى حول الشاعر محمد البقلوطي .
كما تحتفي التظاهرة بالعديد من المؤلفات من ذلك تقديم كتاب “قصيدة النثر: المفهوم والمنجزمن خلال نماذج تونسية” للشاعر والباحث شفيق الطارقي، فضلا عن تقديم المجموعات الشعرية “جسد قديم” للشاعرة راضية الشهايبي، و”لغة الانتظار” للشاعر شاهين السافي، و”الربيع ليس صدفة” للشاعر السيد التوي.
ومن أبرز المداخلات الفكرية والنقدية المبرمجة مداخلات حول “شعرية الكتابة وسردية الموت في الرواية” للكاتب والروائي نعمان الحباسي، و”مقاربة الايقاع الشعري من منظور موسيقي” لحمدي مخلوف، و”كيف يصير النظم ايقاعا” لفتحي النصري، و”أولوية الشعر” للباحث مجدي بن حسين إلى جانب تكريم الشاعر الغنائي الحبيب المحنوش، وتلاوة بيان بيت الشعرالتونسي بمناسبة اليوم العالمي للشعر بإمضاء الشاعر المنصف الوهايبي .