تتواصل الى حدود يوم 30 مارس الجاري بمسرح الجهات بمدينة الثقافة “الشاذلي القليبي” بتونس العاصمة فعاليات الدورة الأولى لأيام مسرح المدينة المتوسطي والتي افتتحت يوم 24 مارس الجاري بعرض مسرحي بعنوان”جنة هنا” وهي من تأليف صفاء البيلي ويجسد أدوارها الفنانين وفاء الحكيم، هالة سرور ومحمد دياب.
كما كتب أشعارها مسعود شومان وفي سينوغرافيا لمي زهدي وإخراج لمحمد صابر وإنتاج مسرح الغد بقيادة الفنان سامح مجاهد وذلك عن البيت الفني للمسرح التابع لوزارة الثقافة المصرية
ويندرج تقديم هذا العرض في إطار الاحتفالات بسنة الثقافة التونسية المصرية 2021/2022 وفي حضور كل من المدير العام لمسرح الأوبرا محمد الهادي الجويني و رئيس البيت الفني للمسرح بوزارة الثقافة المصرية الفنان إسماعيل مختار ومدير مسرح الغد الأستاذ سامح مجاهد وذلك إلى جانب عدد من الوجوه المسرحية والإعلامية التونسية و المصرية.
ويتضمن برنامج هذه التظاهرة التي يشرف على تنظيمها قطب المسرح والفنون الركحية بمسرح الاوبرا بمدينة الثقافة والتي كرمت في يومها الافتتاحي المدير العام لمسرح الأوبرا محمد الهادي الجويني ومدير قطب المسرح والفنون الركحية سامي النصري من قبل رئيس البيت الفني للمسرح بوزارة الثقافة و بمعدل عرض واحد يوميا انطلاقا و بفضاء مسرح الجهات بمدينة الثقافة.
فبعد العرض الافتتاحي وعرض مسرحيات “روميو وجوليت” عن كوريغرافيا للوكا بروني نمن تونس و”لخرين” للمخرجة آنا سيرلينغا من إيطالياو”كابوس اينشتاين” للمخرج أنور الشعافي من تونس تعرض اليوم 28 مارس الجاري مسرحية “في مديح الموت” للمخرج التونسي علي اليحياوي لتعرض غدا 29 مارس الجاري مسرحية “آخر مرة” للمخرجة التونسية وفاء الطبوبي.
وتعرض يوم 30 مارس الجاري وفي اختتام هذه التظاهرة مسرحية ” أوركسترا دي مالاباريس ” للمخرج الاسباني بابلو ريبولييرو كما تنتظم بالمناسبة ندوة فكرية بعنوان”المسرح والمتوسط الغيرية والآخر ناظرا ومنظورا إليه”وذلك بادارة الدكتور عبد الحليم المسعودي
واذ تزامن تنظيم هذه التظاهرة مع الاحتفاء باليوم العالمي للمسرح الموافق لـ 27 مارس من كل سنة فان تأسيسها ظلّ كما افادنا الاستاذ محمد الهادي الجويني المدير العام لمسرح الأوبرا “مطمحا مشروعا للمسرح التونسي في علاقة بدوره ومكانته في جنوب المتوسط واذ تكتسي بعدها المتوسطي فان ذلك سيكون ضمانا للإشعاع الثقافي ومزيد تشبيك العلاقات المتميزة مع دول البحر المتوسط ذلك أن أحلامنا من خلال هذه التظاهرة كبيرة وطموحاتنا أكبر.
وقد حاول المكلّفون بالبرمجة اعتماد مقاييس الجودة والبحث والتجديد والتجريب كأساس لاختيار العروض في هذه التظاهرة الجديدة التي ترسخ لتقليد ثقافي وفكري يدرب على المواطنة ويسمو بالكائن التونسي”
وقد حرص قطب المسرح والفنون الركحية بمسرح أوبرا المنظّم لهذه التظاهرة الوليدة كما أضاف الاستاذ محمد الهادي الجويني ان تعكس في المشهد الثقافي المحلي والدولي ثراء وثبات التجربة المسرحية التونسية وريادتها في المنطقة العربية و الإفريقية والمتوسطية حيث جاءت فكرة بعثها كأفق لمسرح حوض المتوسط بخياراته و أفكاره وتوجهاته الثقافية الحداثية المبتكرة لتكون هذه الايام منصة لانفتاح التجارب المسرحية بين دول ضفتي المتوسط تجريبا، اختبارا ومقاومة حتى يبقى المسرح فنا يجمع، يوحد ويعّلم الشعوب.
يذكر ان هذه التظاهرة كما أفادتنا الفنانة جميلة الشيحي المكلفة بالتظاهرات المسرحية الكبرى في قطب المسرح “هي شكل جديد لأيام مسرح المدينة الذي نظم لأول مرة سنة 2018 وحظي بإقبال جماهيري غير أن جائحة كورونا قيدت نسبيا تطلعاتنا ومع عودة الروح للمسرح والمهرجانات بعد الكوفيد 19 فكرنا في إعادة بعث المهرجان في تصور جديد وفتح آفاق مغايرة وأكثر طموح”
يشار الى ان الجانب التوثيقي سيكون له مكانته في خيارات منظّمي هذه التظاهرة عبر كتيب يوثق للندوات الفكرية والعلمية للمهرجانات المنجزة في قطب المسرح والفنون الركحية منها “المسرح في مواجهة الأزمات” في السنة الماضية وندوة “المسرح والمتوسط الغيرية والآخر ناظرا ومنظورا إليه” في الدورة الأولى لأيام مسرح المدينة المتوسطي.
والذي ينظم كذلك تربصا مهما للمخرج الاسباني بابلو ريبولييرو بعنوان “الحركة تتكلم” وهو مزيج من الرقص، السيرك وفن المهرج
وعموما تعدّ تظاهرة أيام مسرح المدينة المتوسطي هي تجربة أولى من نوعها في بلدان المتوسط فهي حسب الدكتور سامي النصري مدير قطب المسرح والفنون الركحية هي”إثراء للتظاهرات المحلية والدولية وبعده المتوسطي ونحن من موقعنا ندعم هذا المولود المسرحي.
ونثني بالمناسبة على المجهود المبذول على مستوى التكوين من قبل قطب المسرح والفنون الركحية وخاصة الموجه للأطفال كما ننوّه بتعامل القطب مع المؤسسات الأكاديمية التونسية ليعدّ تأسيس هذه التظاهرة مطمحا مهما للمسرح التونسي في علاقة بدوره ومكانته في محيطه جنوب المتوسط والهاجس الأساسي للقطب المنظّم هوالرهان على أعمال تونسية ودولية ذات جودة والانفتاح على تجارب الجهات واستيعاب أعمالها وذلك الى جانب اهتمامه بمسألة هامة وهي التكوين انطلاقا من ورشات موجهة لليافعين والشباب ليظلّ هدفها بناء أرضية لجمهور مسرحي مدرك لقيمة الابداع الفنية والجمالية”.
وأضاف أنه “في قطب المسرح والفنون الركحية حلمنا دوما ببرمجة عروض مسرحية أجنبية مهمة على المستوى الفني تعكس فرادة عدد من التجارب العالمية على غرار المسرح الياباني أو الأميركي وغيرهما والحلم بدأ تدريجيا يتحقق من خلال تأسيس هذه التظاهرة التي لها خصوصية المدينة ونتطلع لأن تكون منارة للمسرح المتوسطي الغني فنيا جماليا”.
كما عقّب الدكتور عبد الحليم المسعودي مدير الندوة الفكرية للمهرجان على محور اهتماما معتبرا “كما تعلمون نحن ننتمي لجزيرة كبيرة هي البحر الأبيض المتوسط والمسرح ولد في المدينة في معناها العميق وليس في الجبال والصحراء وهذه التظاهرة الجديدة ترسخ لتقليد ثقافي وفكري يدرب على المواطنة ويسمو بالكائن التونسي…والمعركة الأساسية اليوم هي معركة شرق المتوسط وكل القضايا والأفكار والجدل حولها يحدث في المتوسط لذلك تتساءل هذه الندوة عن كيفية تفكيرنا في الاخر وعن نظرتنا للمسرح في الضفة الاخرى”.
يشار الى ان هذه التظاهرة كرّمت وبمناسبة اليوم العالمي للمسرح 27 مارس وفي يومها الافتتاحي كل من الكاتب والشاعر والرسام البشير القهواجي والمخرج والممثل المنصف الصايم والممثلة القديرة ناجية الورغي والمخرج الكبير أنورالشعافي.