رغمَ أنَّ غيمةً رماديةً أسدلتْ سِتارَها
إلا أنَّ السماءَ ما زالتْ زرقاءَ
تتلألأُ دمعةً في خدِّ نجمةٍ حزينةٍ
وقمراً ينسجُ البياضَ ببطءِ عاشقٍ مترددٍ
أدركَ مؤخراً أنهُ يرتجفُ
وليلاً مريبَ الخطى يطبقُ فمَهُ على رأسي..
تمتمات ملائكةٍ وشياطينَ
وموسيقى جنائزية تصدحُ
تشيعُ النومَ إلى مثواهُ الأخير…
مكتظةٌ ليلتي بالأشرطةِ السود
وخيطُ جنونٍ يشدني حينَ انفلاتِ القمر
لكنَّ السماءَ ما زالتْ زرقاءَ..
الساعةُ الآن
تجاوزتْ منتصفَ الجنون
والجنةُ قد أوصدتْ أبوابها
والعائدونَ من الجحيمِ
خطاهم مثقلةٌ
وجوههم مشوهةٌ
أرواحهم ساكنة
منزوعة القلوب
يجوبون الشوارعَ الكئيبةَ
المهجورةَ
فلا بيوتَ تأويهم في المدينةِ المرعوبةِ
سقطوا سهواً من نافذةِ النسيان
سقطوا سهواً من نافذةِ الجحيم…