الكاتبة والصحفية الفسطينية بيسان عدوان
يشكك الكاتب الإسرائيلي المعروف شلومي إلدار في قدرة جيش الاحتلال على إعادة احتلال غزة واجتياح القطاع برياً، حيث قال في مقال نشرته جريدة «هآرتس» العبرية: «من المؤلم أن نعترف بأننا كبرنا ونحن نتشرب أسطورة الجيش الإسرائيلي، وبأنه الجيش الأقوى من بين جيوش العالم أو على الأقل من بين جيوش الشرق الأوسط، لكن هذا الجيش الإسرائيلي تبين في أكتوبر 2023 أنه جيش ضعيف».
وتساءل إلدار: «هل الجيش الإسرائيلي اليوم قادر على احتلال غزة؟ وهل وحداته، التي تحولت إلى مجرد شرطة لحماية المستوطنين في الضفة الغربية منذ سنين حصلت على التدريب الكافي بحيث باتت مؤهلة لاقتحام غزة والدخول إلى أزقة: جباليا، والشاطئ، وخانيونس والشجاعية؟».
وأضاف إلدار الذي عمل لسنوات مراسلاً صحافياً في غزة: «هل إسرائيل النازفة والتي يعصف بها الألم جاهزة لتكبد المزيد من مئات القتلى أو أكثر؟ وما الثمن الذين سندفعه مقابل إعادة احتلال غزة؟ وما الذي سنحصل عليه في المقابل؟».
وتابع: «حماس تحوز على آلاف الجنود الذين يمتازون بدافعية أيديولوجية دينية ووطنية، التوق إلى الشهادة يضطرب في صدورهم. حماس ليست مجرد قيادة عسكرية وسياسية، بل أيضاً أيديولوجية وجوهر، ودين وعقيدة، فضلا عن مئات الآلاف من المؤيدين المستعدين للموت دفاعا عن غزة وفي سبيل الله» على حد تعبيره.
قول الجنرال ديفيد عبري، الذي سبق له أن شغل منصبي نائب رئيس أركان الجيش وقائد سلاح الطيران الإسرائيلي، إن شن عملية برية في قطاع غزة سيكون «فخاً استراتيجياً» لإسرائيل، محذراً من أن «إسرائيل ستفاجأ بعد اقتحام غزة بريا بانفجار مواجهات في الضفة الغربية ومع حزب الله».
ونقلت «هآرتس» عن عبري قوله إن قرار إسرائيل شن عملية برية يعني أنها تعمل «وفق الخطة الإيرانية» لافتا إلى أنه على الرغم من الخسائر التي تكبدتها إسرائيل في «طوفان الأقصى» فإن غزة «لا تمثل تهديدا وجوديا ويمكن معالجة التهديد الذي تمثله عبر الغارات الجوية ومن خلال ضغوط اقتصادية، لكن في حال اقتحمنا غزة فإننا سنقع في المصيدة وهذا سيفضي إلى تهديد وجودي».
وأضاف عبري: «تنفيذ عملية برية في غزة سيكون قراراً صائباً فقط في حال قررت إسرائيل البقاء في غزة، لكن لأن إسرائيل لا تنوي البقاء هناك فإن تأثير هذه العملية لن يتجاوز العقاب فقط وهو ما يمكن أن تحققه إسرائيل عبر الغارات الجوية». وأشار عبري إلى أن جيش الاحتلال سيتكبد خسائر فادحة خلال تنفيذ العملية البرية، فضلا عن أنه سيكون من الصعب على القيادة الإسرائيلية تحديد موعد إنهاء.