الكاتبة الأردنية فرح بني سلامه
من المعلوم ان البيئة التي نعيش فيها في هيئة من التغير المتواصل الدائب ، وانه قد تعصف وتهب امور جمة قد تؤثر على سلوك الانسان ومسيرته في الحياة .
فلا شك ان ردود فعل الناس تختلف من شخص الى اخر باختلاف حالة التوازن النفسي لديهم ، فمنهم من يقف راسخاً مقاوماً امام هذه التغيرات محاولا التعايش والتأقلم معها ومنهم من يسقط عند تعرضه للمواقف الصعبة والتغيرات المفاجئة ويُلقى ضعيفاً متعثراً امامها ، فيعيش حياة قانطة ملؤها الخوف والقلق وانعدام الثقة بنفسه وبالأخرين مما يؤدي الى انعكاسات سلبية تحمله الى عالم الغربة النفسية والاضطرابات السلوكية .
لذلك نؤكد دائما ان التوازن النفسي من المتطلبات الهامة لكل فرد لما لها من اهميه كبيره في حياة الافراد على المستوى الشخصي او في تعاملاتهم الاجتماعية .
فالتوازن النفسي هو حالة من التناغم والانسجام ينبغي ان تسود بين الانسان ونفسه من جهة وبين الانسان والمحيط الخارجي من حوله من جهة اخرى حتى يتقبل نفسه ويتقبل الاخرين ، حتى يصل الى الراحة والاستقرار والشعور الرضا والتمتع بالمرونة للتعامل مع المواقف الغير محببة للنفس البشرية والاستفادة من رصيد الخبرات في التعامل مع الازمات على عكسها تماما الاختلال النفسي وهي المبالغة في ردود الفعل تجاه المواقف الغير محببه اما بالإسراف او اللامبالاة في الانفعالات.
فيتحقق ويتشكل التوازن النفسي بدايةً من خلال العيش في اسرة مستقرة قادرة على التربية والتنشئة الاجتماعية الصحيحة فينشا فرد مستقر متوازن نفسياً متفائل متسامح لديه مهارات تواصل عالية مع الاخرين ، وايضاً الاهتمام بالصحة البدنية والتغذية الصحيحة وممارسة الرياضة واخذ قسط كافي من الراحة والنوم والاستفادة من تجارب وخبرات الاخرين في التعامل مع الازمات والمواقف جميعها تحقق التوازن النفسي.
ولابد من الحديث عن ثُلاثية العلاقات التي تؤثر بشكل هام على التوازن النفسي وهي:
1. معرفة الذات : حيث يكون الشخص اكثر وعي بنفسه وبنقاط قوته وتعزيزها ونقاط ضعفه وتطويرها.
2. معرفة الافكار : حيث تكون افكار الشخص ايجابيه وواقعية وسقف التوقعات غير عالي ويحبذ ممارسة الافكار الايجابية يوميا حتى تصبح عادة.
3. معرفة الاشخاص : وهم مجموعة الاشخاص التي تحيط بالفرد فمن المهم ان يحيط الفرد نفسه بأشخاص لديهم افكار ومشاعر جيدة وايجابية.
فكلما زاد التوازن النفسي لدى الانسان كلما كان سلوكه يتجه نحو الانفتاح على الافكار الجديدة وتقبل كل احداث الحياة بخيرها وشرها وتقبل الاخرين على اختلافهم وقبول النقد البناء واعتباره فرصة للتحسن والتقدم نحو الافضل فيتجه سلوك الشخص المتزن نفسيا الى ان يصبح شخص قيادي ، متعاطف مع الاخرين ، قادر على المشاركة في محيطه ومتخذ قراره بنفسه والعكس صحيح تماماً.
