تونس:علامات مضيئة في مجال التراث العالمي
بعد نجاحها في تسجيل جربة في السجلّ العالمي للتراث باليونسكو تمكّنت وزارة الشؤون الثقافية من حصولها على شهادة ترسيم الأرشيف الورقي الموسيقي للبارون ديرلونجي ضمن سجلّ ذاكرة العالم لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” وقد تسلّمت وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي هذه الجائزة مساء يوم 6 ديسمبر الجاري في حفل بهيج انتظم بمركز الموسيقى العربية والمتوسطية النجمة الزهراء.
وذلك بحضور وزير التربية الاستاذ محمد علي البوغديري بصفته رئيس اللجنة الوطنية التونسية للتربية والعلم والثقافة ومدير مكتب اليونسكو بالرباط الاستاذ إيريك فالت والاستاذ الهادي جلاب مدير عام الأرشيف الوطني وعدد من السفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية ببلادنا.
حيث تم خلال حفل التسلم تكريم الباحثين والأساتذة المساهمين في الجرد والرقمنة والتوصيف العلمي للأرشيف الورقي الى جانب تنظيم معرض لنسخ من مخطوطات ومدوّنات موسيقية من الأرشيف.
كما نجحت تونس أيضا هذا الاسبوع في تسجيل ملفّ “النّقش على المعادن: الفنون والمهارات والممارسات”على القائمة التمثيليّة للتراث الثقافي اللامادّي للإنسانيّة لدى اليونسكو ضمن اتفاقية 2003 وذلك بالاشتراك مع 9 دول عربية وهي العراق والجزائر ومصر وموريتانيا والمغرب وفلسطين والسعودية والسودان واليمن.
وجاء ذلك في اجتماع اللجنة الحكومية الدُولية لمنظمة اليونسكو يوم 5 ديسمبر الجاري في دورتها الثامنة عشرة التي تنعقد حاليًا في جمهورية بوتسوانا.
يذكر ان ملف المشاركة التونسية الذي تولّى المعهد الوطني للتراث اعداده تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافيّة بإشراف المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الالكسو” وبتنسيق جمهورية العراق تضمن تسليط الضوء على جملة المهارات والاساليب الفنية المرتبطة بالنقش على الذهب والفضة والنحاس عبر عدد من المدن التونسية التي عرفت بعراقتها في صناعة هذه المعادن واستخداماتها الاجتماعية باعتبارها محملا لجزء هام من هوية الشعب التونسي وذاكرته ذات الابعاد الحرفية والفنية والاقتصادية.
ويندرج تسجيل هذه المعادن ضمن تثمين جهود الدولة التونسية من خلال وزارة الشؤون الثقافية في المحافظة على هذه الحرف والمنتوجات التقليدية اعتبارا لمرزيتها كذاكرة حيّة عن تاريخ البلاد وهويتها.
كما يعتبر تسجيل الصناعات الحرفية المماثلة للدول العربية الاخرى اكبار للعمل الثقافي العربي المشترك في تعزيز مقومات الثقافة العربية وابراز لمكانتها ومساهمتها في الثقافي والتراث الانساني المشترك للبشرية.
وفي لقاء مع الدكتورة حياة قطاط القرمازي وزيرة الشؤون الثقافية اعتبرت ان تسجيل هذا الملفّ “يعكس رسالة تفاهم واحترام بين الشعوب العربية.
حيث يسلط الضّوء على جملة المهارات والأساليب الفنيّة المرتبطة بمعالجة الذّهب والفضّة والنّحاس والاستخدامات المعدنيّة ذات أبعاد فنيّة وحرفيّة واقتصاديّة، وهو ما تكشف عنه ممارسة النّقش اليوم بعدد من المدن والمراكز الحضريّة التقليديّة بتونس مثل مدينة تونس العتيقة والقيروان وصفاقس وجربة”.
كما أكّدت الوزيرة أن تسجيل الأرشيف الورقي الموسيقي للبارون ديرلونجي في سجل ذاكرة العالم “يعدّ مكسبا يَعكس حِرْص وزارة الشؤون الثقافية على صوْن تُراثنا الوطني وتثْمينه وتنْزيله المكانة اللّائقةِ به ضمن التراث العالمي والإنساني في بُعْديه المادي وغير المادي ويمثل اعْترافا بأهميّتهِ البالغة وبِقِيمتِه الكوْنيّة والمعرفيّة لفائدة الباحثين في عُلوم الموسيقى التونسيّة والعربية وتاريخها ومقاماتها خصوصا ان تسجيل هذا الموروث هو الأول من نوعه في المنطقة العربية وأن ما تركه البارون ديرلونجي من وثائق بالغةِ الأهميّة تُمثّل شاهدًا على عنايته بالموسيقى العربيّة واهْتمامه الكبير بها، وهو إرْث يضُمُّ آلاف الوثائق، مُخْتلفة الشّكْل والمَضْمون، اسْتغرق جَرْدُها وتوْصيفُها العلمي ورَقْمنتها ستّ سنوات من البحث والعمل بإشراف عدد من الخبراء والباحثين في اختصاصاتٍ مُختلفة تتوزّع بين علوم التوثيق والأرشيف والرّقمنة والعلوم الموسيقيّة باعتبار ان إرث ديرلونجي الفني يتضمن تنوعا موسيقيا فريدا من نوعه”
واذ تسعى منظمة اليونسكو من خلال برنامج سجلّ ذاكرة العالم إلى حماية التراث من التدهور والضياع وصونه للأجيال القادمة فان بلادنا عملت ولسنوات على تسجيل موروثها اللامادي حيث بلغ عدد العناصر التونسية المسجلة على قائمة التراث الثقافي اللامادي للإنسانية لدى اليونسكو 7 عناصر وهي فخار سجنان المسجّل سنة 2018 والنخلة التي تم تسجيلها سنة 2019والكسكسي وطرق الصيد بالشرفية الذين تم تسجيلهما سنة 2020 و فنون الخط العربي التي تم تسجيلها سنة 2021والهريسة التي تم تسجيلها سنة 2022