انطلقت يوم أمس الخميس فعاليات النسخة 58 من مهرجان قرطاج الدولي وتتزامن هذه الدورة مع الذكرى 60 على تأسيسه.
واعتلى الفنان القدير لطفي بو شناق ركح المهرجان في أجواء استثنائية ليحييى السهرة الافتتاحية يعرض ضخم المحتوى تعنون ب”عايش لغناياتي” وهو عمل غني من إخراج ابنه المخرج عبد الحمد بوشناق .
عرض أقل ما يقال عنه انه تتويج برحلة فم وابداع مدتها نصف قرن تقريبا قدم فيها لطفي بوشناق أعمالا موسيقة غزيرة ومتنوعة خاص من خلالها الى بحث موسيقي مختلف ومتفرد اختول فيه من روحه واحساسه الكثير من الرسائل الحياتية …في محاكاة الذاكرة الشعبية والطابع التونسي الأصيل.
وغنى بوشناق امام شبابيك مغلقة واقبل الجمهور قبل ساعات من العرض .
وكما كان متوقعا كان العرض مشوقا بإمتياز متكامل التفاصيل …مختلف الرؤيا الإبداعية ….جمع بين الموسيقى والغناء واللوحات الكوريغرافية والعناصر السينوغرافية …وهو ما أضاف رونقا جماليا على الصورة وزاد من التشويق والإبهار البصري خاصة بعد المقطع الموسيقى الإفتتاحي للأوركيستر السنفوني التونسي بقيادة المايسترو فادي بن عثمان تلاه بث شريط وثائقي قصير لخص بدايات الفنان لطفي بوشناق منذ نشاته سنة 1954 …زمن ولادة فنان له شان عظيم في الأغنية التونسية …ليتواصل منذ ذلك التاريخ البحث الموسيقي والامتاع بالكلمة والتواصل بالصورة الشعرية التي لخصت مواقفه الايديولوجية والسياسية والانسانية ….
عود بو شناق كان حاضرا معه كالعادة والذي حاكى وإياه اغنية “يا شاغلة بالي”للفنان المرحوم علي الرياحي التي أداها خلال ال70 نات.
ثم أطل باغنية “أحنا الجود أحنا الكرم” …وتخللت السهرة مفاجئة للجمهور الذي اطلت عليه الفنانة اللبنانية ميشلين خليفة التي شاركت بأداء اغنية “العين الي ما تشوفكشي ” وهي الأغنية التي لقت نجاحا فنيا باهرا خلال سنوات سابقة
وتواصلت رحلة بوشناق الفنية خلال سهرة الافتتاح بالاغنية الشهيرة” هاذي غناية ليهم ” رافقتها لوحات راقصة تحاكي القصة في العمق.
وتخللت السهرة أغنية “مي مي” ومجموعة من أغاني المسلسلات والأفلام الشهيرة والتي ريخت في الذاكرة مثل اغنية ” يا ليام كفاية” (جينيريك مسلسل وردة) هذا فضلا عن اغنية الفيلم الشهير(صيف حلق الوادي)
وارتاى بوشناق في ختام الحفل برفع مستوية الإيقاع الموسيقى باغنية “يا نوار اللوز”و”انزاد النبي”…..ووسط هاتف وتصفيق الجمهورحضرابطال مسلسل “عشاق الدنيا” الذين رقصو على جينيريك المسلسل في اعادة حية لاطوار الحبكة الدرامية التي خرجت من اسوار التلفزة لتعانق الركح وتلتحم بالجمهور مباشرة …جمهور ظل يتفاعل دون مال اوملل مرددين اهازيج الحياة و الذاكرة الشعبية مع صوت خالد مثل جزءا من تاريخهم وتاريخ وطنهم
ولم يفت بوشناق الغناء لفلسطين في انحياز تام القضية الفلسطينية ناهيك وانه خصث له 11 عملا فنيا خلال مسيرته الفنية
وعرج خلال كلمته للصحفيبن الحاضرين أنه اراد من خلال عرضه اثراء التنوع الموسيقي وتقديم الاضافة في الرؤيا الفنية وكان جمعه الأغاني القديمة والجديدة مراوحة بين انماط موسيقى مختلفة على غرار الفن الشعبي والابتهالات والتراث وغيرها…وهو ما سيوثق لا محالة عراقة الفن التونسي واستمرار اشعاعه عبر الزمن…..