جمال قتالة
في العدد 180 من مجلة “ترانسفوج” بتاريخ 23 يوليو 2024، يعرب. فانسون جوري عن دعمه الكبير لرواية “الحوريات” لكمال داود، ويعتبر أن هذا العمل يستحق جائزة غونكور.
حيث يشير جوري إلى أن داود، الذي يكتب بجرأة في مجلة “لو بوان” ويواجه الانتقادات في بلده الجزائر وداخل المجتمع الإسلامي، يعود إلى الرواية بعد سنوات من الغياب بأعماله الأدبية.
رواية “الحوريات”، التي نشرتها دار غاليمار، تدور حول معاناة النساء في الجزائر.
العنوان يثير الفضول لأنه يشير إلى مفهوم “الحوريات” في الإسلام، وهو مفهوم يرمز إلى النساء الجميلات اللواتي يتم وعدهن للجنة. من خلال هذا العنوان، ينقل داود رسالة قوية تتعلق بالنساء في الجزائر في سياقات مختلفة: خلال الحرب الأهلية في التسعينيات، والجزائر اليوم، وسلط الضوء على العنف والاضطهاد الذي يتعرضن له.
تتبع الرواية قصة أوب، وهي فتاة جزائرية تم ذبحها على يد الإسلاميين في 31 ديسمبر 1999 عندما كانت في الخامسة من عمرها، لكنها نجت من الموت وهي الآن تعيش بقناة تنفس بدلاً من حنجرتها، مما جعلها صامتة.
تبدأ أوب رحلة داخلية طويلة، تشكل محور الرواية، حيث تتحدث إلى جنينها الذي لم يولد بعد وتفكر في إمكانية إجهاضه لحمايته من المعاناة التي عاشتها.
تعود أوب إلى مكان الجريمة، حيث قُتلت وأختها، وتقوم بجولة عبر الجزائر من وهران إلى هاد شكالة، تتناول تاريخ الجزائر منذ الاستقلال وحرب التسعينيات الأهلية التي كانت قد طُمست، بما في ذلك التهديدات والمآسي التي تعرضت لها النساء في ظل التطرف الديني.
يركز جوري على الأسلوب الأدبي لكمال داود الذي يدمج بين الثراء اللفظي والرمزية، مما يجعل الرواية عملاً أدبيًا قويًا ومؤثرًا. يصف الرواية بأنها سرد مشحون بالأسى والألم، لكن أيضاً يشيد بجمال وصفها للمناظر الطبيعية في وهران، معتبراً أن الرواية تسلط الضوء على الجزائر كدولة مليئة بالتناقضات والأزمات.
من خلال تحليل دقيق ومعمق، يرى جوري أن “الحوريات” ليست مجرد رواية أدبية رائعة اختزلت العديد من المعاني والمفاهيم، بل هي أيضاً عمل سياسي مهم يدعو الجزائر إلى مواجهة ماضيها المظلم واستعادة ذاكرتها التاريخية. بناءً على هذه الاعتبارات، يرى جور أن هذا العمل الأدبي يستحق جائزة غونكور تقديراً لجودته الأدبية وأهميته السياسية.