بارباس الجزائر الصغيرة: رحلة في الهوية والانتماء
جمال قتالة
يبدو أن فيلم “بارباس، الجزائر الصغيرة” يقدم تجربة سينمائية غنية ومؤثرة تعكس التحديات التي يواجهها المغتربون في التوفيق بين حياتهم الجديدة وهويتهم الأصلية. قصة مالك، الذي يعود إلى حي بارباس في باريس ويصادف صديقًا قديمًا، تبدو وكأنها تسلط الضوء على الصراعات الداخلية المتعلقة بالهوية، الذاكرة، والفقدان.
الفيلم لا يعرض فقط تجربة فردية، بل يعكس واقعًا مشتركًا لكثير من الأشخاص الذين يعيشون في مجتمعات متعددة الثقافات. من خلال حي بارباس، الذي يُعرف بتنوعه الثقافي وكونه ملاذًا للجالية الجزائرية، يتناول الفيلم التحديات والآمال التي يعيشها هؤلاء المغتربون.
الإخراج من حسن قرّار، الذي يبدو أنه نجح في تجسيد روح هذا الحي المليء بالحياة والذكريات، يجعل الفيلم مميزًا في تقديمه لتجربة الهجرة والاندماج في المجتمعات الجديدة. التوقيت الذي تدور فيه أحداث الفيلم، المتزامن مع أزمة صحية كبيرة، قد يضيف طبقة إضافية من التوتر والدراما، مما يجعل تجربة المشاهدة أكثر عمقًا وتأثيرًا.
الأداء التمثيلي من صوفيان زيرماني، وخليل غربية، وباقي الفريق يبدو واعدًا ويشير إلى تقديم أداءات قوية تضيف للبعد الإنساني للفيلم.
مشاركة الفيلم في مهرجان أنغوليم السينمائي وحصوله على استحسان النقاد يعكس جودته وأهميته، مما يجعله من الأعمال المنتظرة لهذا العام. الفيلم من المتوقع أن يترك بصمة خاصة في عالم السينما من خلال تناوله لموضوعات الهوية، الانتماء، والمصالحة مع الماضي.