جمال قتالة
نوال عواق، المعروفة بلقب “سيدة الجسور”، تُمثل أكثر من مجرد فنانة بارعة في الأداء التمثيلي؛ إنها رمزٌ للتواصل العميق بين القلوب والعقول عبر الفن.
في كل عمل تقدمه، سواء على خشبة المسرح أو أمام الكاميرا، تنجح نوال في بناء جسور غير مرئية تربط النصوص والشخصيات التي تجسدها بالجمهور.
تلك الجسور لا تنقل فقط الأحداث الدرامية، بل المشاعر الإنسانية العميقة التي يتفاعل معها المشاهدون، مما يجعل من كل دور تؤديه رحلة إلى عوالم جديدة مليئة بالتجارب الغنية.
اللقب الذي أطلق عليها، “سيدة الجسور”، يعبّر عن قدرتها الفريدة في التنقل بسلاسة بين مختلف الأدوار والأعمال الفنية، وخلق روابط بين ما هو واقعي وما هو خيالي، بين الفن التقليدي والمعاصر، وبين ماضي الثقافة الجزائرية ومستقبلها.
وبفضل هذه المهارة الفريدة، تظل نوال قادرة على التواصل مع أجيال متعددة من الجمهور، مانحةً إياهم فرصة للتفاعل مع إبداعها الفني الذي يجمع بين التقاليد والابتكار.
أدوار نوال تمثل جسوراً تربط المشاهدين بالعوالم الداخلية للشخصيات، سواء كانت في المسرحيات التاريخية أو في الأعمال التلفزيونية المعاصرة. من خلال أدوارها في مسرحيات مثل “ملحمة قسنطينة” وأعمالها التلفزيونية الشهيرة مثل “بن باديس”، تبرز كفنانة قادرة على تحويل النصوص إلى مشاعر حية، وخلق جسور تواصل تجمع بين الجمهور والقصة.
إلى جانب نجاحها الفني، تلعب نوال دوراً هاماً في دعم الفنانين الصاعدين، حيث تبني جسورًا حقيقية من التعاون مع المواهب الشابة، مقدمة لهم الفرصة للتعبير عن إبداعاتهم. ترى نوال أن الفن يجب أن يكون فضاءً مفتوحًا للجميع، وأن كل فنان يستحق مكانه تحت الأضواء.
نوال عواق، “سيدة الجسور”، ليست مجرد ممثلة تؤدي أدواراً، بل هي فنانة تحول الأداء إلى جسر يربط بين القلوب والمشاعر، وتجعل من الفن وسيلة لاستكشاف الجمال والإلهام في الحياة.