“وحيد حليلوزيتش: الجزائر البلد الوحيد الذي لم يطعنني في الظهر”
جمال قتالة
في تصريح أثار اهتمام عشاق كرة القدم والمتابعين الرياضيين، أكد المدرب البوسني وحيد حليلوزيتش خلال تكريمه في البوسنة، أنه على مدار مسيرته كمدرب لعدة منتخبات وطنية، تأهل إلى كأس العالم أربع مرات، ولكنه تعرض للإقالة في كل مرة قبل خوض غمار البطولة، باستثناء تجربته مع الجزائر.
رحلة معقدة مع المنتخبات الوطنية
حليلوزيتش، الذي يعتبر من أكثر المدربين خبرة في مجال التأهل لكأس العالم، قاد منتخبات ساحل العاج، اليابان، المغرب، والجزائر نحو البطولة العالمية. ورغم إنجازاته البارزة، فإن مصيره كان دائمًا محاطًا بالجدل، حيث تعرض للإقالة من المنتخبات الثلاثة الأخرى قبل بداية المونديال، ما ترك لديه شعورًا بالظلم والإحباط.
الجزائر: استثناء في مسيرة حافلة بالتحديات
لكن بالنسبة للجزائر، كانت القصة مختلفة تمامًا. قاد حليلوزيتش المنتخب الجزائري إلى مونديال 2014 في البرازيل، حيث قدم المنتخب أداءً مميزًا، ونجح في التأهل إلى الدور الثاني من البطولة للمرة الأولى في تاريخه، وهو إنجاز تاريخي سيظل محفورًا في ذاكرة كرة القدم الجزائرية.
في تصريحه المؤثر، قال حليلوزيتش: “فقط مع الجزائر لم أتعرض للخيانة”، مشيرًا إلى أن العلاقة التي بناها مع اللاعبين والجماهير كانت قوية وصادقة. وأعرب عن فخره الكبير بتلك التجربة، مؤكدًا أنها واحدة من أجمل اللحظات في مسيرته التدريبية. وأضاف: “لعبت كأس العالم في البرازيل، وكانت ذكرى لا تُنسى. أشعر بالفخر لأني عايشت شعبًا عظيمًا ومنتخبًا كبيرًا”.
علاقة خاصة مع الشعب الجزائري
المدرب البوسني لم يخفِ مدى تأثره بالحب والدعم الذي وجده من الجزائريين، سواء خلال فترة قيادته للمنتخب أو بعدها. وأكد أن الجزائريين يتمتعون بصفات الوفاء والولاء، وهي صفات نادرة وجدها في هذا الشعب، مما جعله يشعر بالامتنان الدائم تجاههم. “الجزائري لا يخون ولا يطعن في الظهر”، هكذا عبّر عن مشاعره تجاه الجزائر وشعبها.
تجربة لا تُنسى
من الواضح أن تجربة حليلوزيتش مع الجزائر كانت استثنائية، فهي ليست فقط تجربة تدريبية ناجحة، ولكنها أيضًا تجربة إنسانية عميقة. فقد وجد في الجزائر جمهورًا مخلصًا ومنتخبًا يتمتع بروح قتالية، وهو ما جعله يشعر بالفخر طوال تلك الفترة.
ختام مشوار حافل
اليوم، بعد سنوات من تلك التجربة، وأثناء تكريمه في بلده البوسنة، اختار حليلوزيتش أن يُعبّر عن مشاعره ويُبرز تجربته مع الجزائر، البلد الذي يُكن له تقديرًا خاصًا. وبينما قد تكون مسيرته مع المنتخبات الأخرى قد شهدت خيبات، إلا أن الجزائر ستبقى دائمًا الاستثناء الجميل في حياته.
تصريح حليلوزيتش سيظل “للتاريخ”، كشهادة من مدرب عالمي على العلاقة الفريدة التي جمعته بشعب الجزائر ومنتخبها، تلك العلاقة التي لم تشهد الخيانة، بل الاحترام والتقدير المتبادل.