ماري ترامب: الغوص في جذور عائلة مختلة في السلطة
جمال قتالة
مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض كرئيس للولايات المتحدة للمرة الثانية، يُعاد إصدار كتاب ابنة أخيه، ماري ترامب، بعنوان كثير جدًا ولا يكفي أبدًا، بنسخة الجيب من دار النشر “بوين”. صدر هذا الكتاب للمرة الأولى في عام 2020، ويقدم تحليلاً نفسياً عميقاً لعائلة ترامب، كاشفاً كيف ساهمت عقود من الاضطرابات العائلية والتلاعبات في تشكيل قائد يفتقر إلى التعاطف والندم.
تروي ماري ترامب، الأخصائية النفسية وابنة فريدي ترامب الابن الأكبر والمهمش في العائلة، تأثير جدها فريد ترامب الذي تصفه برجل بارد ومتلاعب، بل ولا تتردد في نعته بالسيكوباتي. في هذه البيئة الأسرية السامة، حيث كان الضعف مستهزءًا به، يُقال إن دونالد ترامب تعلم منذ صغره أن الوحشية هي السبيل الوحيد للنجاح، متجاهلاً قيم التعاطف والصدق.
في كتابها، تصف ماري ترامب كيف أثر هذا النمط التربوي على كل من أبناء ترامب الخمسة، الذين وُسموا مدى الحياة بنمط من القيم المتمحورة حول الأنانية فريدي، والد الكاتبة، يُعتبر المثال الأكثر مأساوية: غير قادر على تلبية توقعات والده القاسية، انزلق في مشاكل الكحول التي أدت به إلى نهاية مبكرة. هذا المصير المأساوي يتناقض مع مصير دونالد، الذي، وفقاً لماري، استوعب دروس البرود والتلاعب من والده ليبني شخصية رجُل لا يتردد في استغلال الآخرين لتحقيق أهدافه.
من خلال هذا السرد العائلي المقلق، تسلط ماري ترامب الضوء على الجذور النفسية لرجل يهيمن على الساحة السياسية العالمية. ومع إعادة إصدار كتابها تزامناً مع بداية ولاية دونالد ترامب الثانية، تحذر من مخاطر رئيس دولة تربى في بيئة عائلية حيث تطيح الطموحات المفرطة بكل مفاهيم الرفق. هذا الكتاب يمزج بين المذكرات الشخصية والتحليل النفسي، كاشفاً عن أصول شخصية تستمر في تقسيم أمريكا والعالم.