جمال قتالة
اجتمع السبت الماضي المئات من الشباب الجزائري في مشهد غير مألوف أمام جناح دار نشر “عبيكان” في معرض الجزائر الدولي للكتاب في نسخته السابعة والعشرين، منتظرين بلهفة توقيع كاتبهم المفضل، الروائي السعودي الشهير أسامة المسلم.
تسبب هذا الحضور الحاشد في تدخل الشرطة لتنظيم تدفق الحشود، بعد أن اجتمع العشرات من محبي الكاتب أمام جناح دار النشر، لدرجة دفعت البعض إلى تساؤل ساخر: “الشباب يقرأون؟ وأين الشرطة؟!”حشود شبابية تتوافد بتصميم وإصراراحتشدت المئات من المعجبين، معظمهم من الشباب دون الثلاثين، منذ ساعات الصباح المبكرة، منتظرين لقاء كاتبهم المحبوب والحصول على توقيعه.
توافد هذا الكم الكبير من الشباب لم يكن سوى تأكيد على شعبية أسامة المسلم المتزايدة، لا سيما في الجزائر، حيث يعتبر المسلم رمزًا جديدًا في عالم الأدب العربي.
رغم الانتظار الطويل والحواجز الأمنية وسعر الكتب المرتفع نسبيًا (حوالي 5000 دينار للنسخة)، أظهر الحاضرون شغفًا كبيرًا وتفانيًا للوصول إلى كاتبهم المفضل، حتى لقب البعض أسامة المسلم “بـجي كي رولينغ العربية.”إلغاء مفاجئ بعد ازدحام وإصابات طفيفةلم تخلُ الفعالية من أحداث غير متوقعة؛ فقد اضطر منظمو معرض الجزائر الدولي للكتاب إلى إلغاء توقيع الكتب بعد مرور ساعة فقط، بسبب تزايد عدد الحشود وصعوبة تنظيم الدخول إلى الجناح، مما أسفر عن بعض الإصابات الطفيفة جراء التدافع.
واعتذر أسامة المسلم لاحقًا عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، معبراً عن أسفه لما حدث ومؤكداً احترامه لقرار المعرض بإنهاء الحدث حرصًا على سلامة الجميع.
أسامة المسلم: نجاح يتجاوز الحدود العربيةأسامة المسلم، البالغ من العمر 47 عامًا، بدأ مشواره الأدبي عام 2015 برواية “خوف” التي نشرها بتمويل ذاتي بعد أن قوبلت بالرفض من قبل دور النشر المحلية.
ورغم البدايات الصعبة، أصبح اليوم من أكثر الكتّاب العرب مبيعًا، وتخطت شهرته حدود المملكة إلى مختلف أنحاء العالم العربي، حتى وصلت أعماله إلى الجزائر. سلسلة “حدائق عربستان” تعد من أبرز إنجازاته، إذ حققت مبيعات كبيرة وأصبحت نصوصها اليوم محط اهتمام لصناعة السينما والتلفزيون ودور وسائل التواصل في تعزيز شعبيتها إلى جانب نجاحاته الأدبية، يُعرف أسامة المسلم بحضوره المميز على وسائل التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وتيك توك، حيث يتابعه مئات الآلاف من المعجبين.
هذا الظهور القريب من جمهوره، إلى جانب أسلوبه السلس والجذاب في السرد، أسهم في تعزيز مكانته كرمز جديد في الأدب العربي الحديث، بعيدًا عن الطابع التقليدي للرواية العربية ذات التوجه الاجتماعي أو السياسي.يبدو أن ظاهرة أسامة المسلم تعكس تحولا في اهتمامات الشباب العربي الذين يجدون في رواياته مساحة جديدة من الخيال والمغامرة تتجاوز الواقع، وهو ما شهده معرض الجزائر الدولي للكتاب، ليؤكد أن الأدب العربي الحديث لا يزال قادرًا على جذب الأجيال الجديدة.