آراء

المحامية الناشطة سعاد اللامي …….المجد تصنعه النساء

 

وفي مدينة الثورة كما سماها الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم , أو مدينة الصدر حالياً تلك المدينة الفقيرة ولكنها الغنية بعطائها الثر في العاصمة العراقية بغداد , ولدت المرآة الباسلة ,المكافحة ,المحامية سعاد اللامي ,تقول عن نشأتها في إحدى اللقاءات : إذن أنتِ تسألين عن والدتي… وهل كان لها تأثيراً على شخصيتي! لقد كانت والدتي غير متعلمة كما هو الحال بالنسبة لوالدي وبالرغم من ذلك كان لوالدتي نظرة ثاقبة حول ما تعنيه الأمية بالنسبة لها. كانت دوما وفي معرض حديثها معي تشبه الإنسان الأمي بـ “الأعمى”.. ورغم أن كلا والداي غير متعلمين لكنهما كانا مصممين على أن نستكمل تعليمنا أنا وأخواتي الثلاث.

وكلما تقدمت في السن، أدركت أنه على الرغم من أن والداي كانا “أعميان” بحسب وصفهما للأميين، لكنهما يملكان قيما قوية وثابتة فيما يخص أهمية التعليم.

 أدركت من خلال هذه القيم والأخلاقيات أهمية أن لا يكون الشخص “اعمي” بل أن تكون لديه الرؤية.

 تصميمهما ودعمهما لنا في “رؤية” كل شيء غرز فينا بعمق أهمية التعليم وساعدنا على تحديد مسارنا العلمي. ولم يكتفيا بهذا بل بلغ طموحهما نحونا أن يكون لنا دور اكبر من مجرد تلقي التعليم الأكاديمي.

وهذا ما كان له التأثير الكبير في تشكيل مسيرتي التعليمية والعملية.

وتضيف قائلة عن أهمية الدعم الأسري للقيادية ونجاح برامجها : ( جميع النساء القياديات اللواتي أتلقيتهن يؤيدونني الرأي بأنهن لم يصلن إلى القيادة الحقيقية إلا من خلال دعم أسرهن)وتقول اللامي عن مدى أهمية التعليم ودوره في إنقاذ المرأة وتقدمها وعدم تهميشها في نفس اللقاء: التعليم الإلزامي هو السبيل الوحيد بالنسبة للمرأة للخروج، أو بتعبير أدق “الهروب”، من منزلها.

 أنا أعيش في مدينة الصدر، إحدى ضواحي بغداد وهي واحدة من أفقر المناطق القبلية في العراق فمن المحرمات على المرأة أن تخرج من دارها لتعمل.

 لذلك فهي محاصرة بحلقة مفرغة من العنف المنزلي – لا يسمح لها بالخروج من بيتها… فإلى أين ستذهب؟ إنها أسيرة جدران بيتها الأربع لذا فهي في الواقع ليس لديها أي معرفة أو فهم لما يدور في العالم خارج هذه الجدران الأربع.

والمحامية اللامي ناشطة بارزة جدّا في بلد ذي مناخ سياسي يمكن أن تكون المجاهرة فيه بدعم حقوق النساء محفوفة بالأخطار كما يقال.

فمنذ تخرجها من كلية القانون/جامعة بغداد عام 1992م ,مارست مهنة العمل في المحاماة في المحاكم الشخصية لمدة 17 سنة ,ويعني هذا أن في جعبتها خبرة قانونية تجعلها قيادية فذة, و (القيادة لدى سعاد تعني كذلك إتاحة الفرصة للتطور) و (أن تعريف القاموس لكلمة “القائد” هو الذي يبعث الثقة في الآخرين ويقودهم إلى اتخاذ خطوات عملية)…. وهي واحدة من بين سيدتين في المجلس المحلي المؤلف من 40 عضوا في العاصمة، وقد ترأست مجلس النساء والأطفال التابع له منذ عام 2004.. وهي عضو مجلس محافظة سابق في بغداد وعضو سابق في المجلس البلدي في مدينة الصدر (2004-2009) ومؤلف للنظام الداخلي للمجالس البلدية والمحلية في بغداد في 2008.

 أسست منظمة (نساء من أجل التقدم )في مدينتها (مدينة الصدر تقول في لقاء لمجلة (نينا): عندما بدأت عملي في عام 2007 كان لدي فكرة واضحة ورغبة في العمل من أجل تحقيق مجتمع مدني قوي وذلك من خلال توفير المساعدة القانونية للنساء. ومع ذلك، عندما نبدأ بإزالة المعوقات التي تواجهنا تظهر لنا عشرات المعوقات الأخرى! وبالإضافة إلى تحقيق هدفي الأولي والرئيسي فأنني فخورة أيضا بأنني ساهمت في إعلاء صوت من لا صوت لهن وإيجاد وسيلة للتعبير عن أنفسهن. وبهذا استطعنا أن نكسر حاجز الصمت للمرأة، من اجل الحصول على حقوقهن وتحقيق العدالة مما أعطى هؤلاء النساء الثقة بالنفس.

 إن دعم ومساعدة هؤلاء النساء في إيجاد فرص عمل تعتبر البداية التي ستقودنا إلى حلقة متواصلة والى الهدف الأكبر على المدى البعيد وهو دعم العراق كأمة.

وعن اللامي، قال الكولونيل في الجيش الأميركي جورج فيلان الذي يعمل كمستشار في مجال سيادة القانون وكداعية لحقوق النساء في فرق إعادة الأعمار العاملة في المحافظات العراقية: (إنها داعية قوية ذات مصداقية تحتاجها النساء العراقيات لضمان أن المساواة لن تكون مجرد موضوع نقاش بل حقيقة تمارس على أرض الواقع) .

وذكر الكاتب (بي جمس) أن السيدة اللامي تحدثت في راديو اليونيسيف أيمي كوستيلو مع بوب بروتي في إطار الاحتفال بالذكرى العاشرة لإطلاق مبادرة الأمم المتحدة لتعليم البنات (UNGEI) في داكار –السنغال 2010م بقولها : (يمكن أن تلعب الثقافة والتقاليد “دوراً كبيراً” في منع الفتيات من الحصول على تعليم جيد. وأشارت إلى أنه في وطنها العراق، تمثل الثقافة واحدة من -أكبر- التحديات التي تواجه هؤلاء الفتيات اللاتي يردن مواصلة تعليمهن)). وأضافت السيدة اللامي : (إنها شهدت تغيرات كبيرة في مستويات التعليم في بلدها على مر الزمن. وأشارت إلى أنه في الماضي كانت النساء العراقيات متعلمات تعليماً عالياً مقارنة مع فتيات أخريات في المنطقة).

وصرحت بأنه في العراق المعاصر (الكثير من العائلات تمنع بناتها من الذهاب إلى المدارس والجامعات بسبب المخاوف على سلامتهن وبسبب الخطف والقتل).

واليوم، معدلات معرفة القراءة والكتابة منخفضة في جميع أنحاء العراق، لا سيما بين النساء والبنات.

إن العنف وسنوات من العقوبات الاقتصادية المرتبطة بالحروب السابقة جعلت الحصول على التعليم صعباً على الفتيات بشكل خاص). حول ظاهرة خطف الأطفال في العاصمة بغداد لتمويل القاعدة والإرهاب، لفتت المحامية والناشطة اللامي، إلى أن : بعض حالات الخطف تقوم بها عصابات الاتجار بالأعضاء البشرية’. ونقلت صحيفة (الحياة )عنها قولها إن : تلك العصابات تركز نشاطها في الأحياء الفقيرة والبعيدة من مركز العاصمة، وتقوم بخطف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و16 عاماً، لقتلهم وتهريب أعضائهم وبيعها خارج العراق)). وأضافت اللامي:((الشهر الماضي اكتشفت الشرطة مقبرة جماعية فيها أكثر من 25 طفلاً في منزل يقع في أحد الأحياء العشوائية شرقي بغداد، تديره عائلة مكونة من 7 أشخاص (4 رجال و3 نساء)، يمتهنون المتاجرة بالأعضاء البشرية)).. في بغداد عقدت ندوة برعاية من منظمة التنمية التابعة للأمم المتحدة “يو أن دي بي” وبالتعاون مع مديرية حماية الأسرة،يوم 25/6/2015م وبينت مديرة برنامج حماية المرأة سعاد اللامي لـ”راديو سوا” الأهداف الرئيسة للبرنامج والتي تتضمن تقديم الدعم للمرأة المعنفة وتعميق العلاقة مع مديرية حماية الأسرة بهدف تقديم الحماية للنساء.

من أهم مشاركاتها وانجازاتها وهي كثيرة : وقد شاركت في العديد من النشاطات مثل ورش العمل والمؤتمرات والبرامج على الصعيد الوطني, الإقليمي والدولي ومثلّت العراق في العديد من المناسبات والنشاطات خارج العراق.

 

كما كانت مدربة في عدد لايحصى من الدورات التدريبية في مجال حقوق المرأة والمعاهدات الدولية التي تعنى بالمرأة وحقوق الأنسان وكذلك في قضايا تتعلق بالعنف القائم على النوع الأجتماعي والعنف ضد المرأة وغيرها من القضايا ذات العلاقة.

أيضاً كانت متحدثة في العديد من الجامعات والمراكز البحثية مثل جامعة (هارفرد )(مدرسة كندي), جامعة (منسوتا- كلية القانون), جامعة (وليام متشل-كلية القانون), ومركز (ودرو ولسن )وغيرها.

وأشرافها على أنشاء خمس مراكز نسوية شاملة الخدمات في مختلف مناطق بغداد والأكثر خطورة, كما أنها نظمت أول ورشة للتعليم المستمر للمحاميات في العراق , في 2008 تم تسميتها كأفضل محامية في العراق من قبل منظمات المجتمع المدني (مؤسسة المرأة العراقية), وحينما علمت عن مدى ما زعم عن إساءات لحقوق الإنسان في سجن الكاظمية النسائي تجرأت اللامي بالقيام بتفتيش مباغت وبمعيتها طاقم من شبكة (سي إن إن )الإخبارية وبدون أن تأبه لأي رد عكسي محتمل.

وكان من نتيجة ذلك أن أغلق وزير حقوق الإنسان العراقي السجن بعد شهرين من زيارة اللامي التفقدية… وفي 2009 تم تكريمها بجائزة المرأة الشجاعة الدولية من قبل وزيرة الخارجية السابقة السيدة هيلاري كلنتون والسيدة الأولى ميشيل أوباما لتكون من بين أشجع 8 نساء في العالم عن دورها في تحقيق العدالة الأجتماعية والحماية القانونية وسيادة القانون للنساء في العراق. جائزة أشجع امرأة دولية (بالإنجليزية: International Women of Courage Award) هي جائزة أمريكية تقدم سنويا من قبل وزارة خارجية الولايات المتحدة للمرأة في جميع أنحاء العالم، الذين أظهروا القيادة والشجاعة والحيلة والاستعداد للتضحية من أجل الآخرين. تأسست هذه الجائزة في عام 2007 من قبل وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس في اليوم العالمي للمرأة، والذي يتم الاحتفال السنوي به في 8 مارس /اذار..وهي ثالث امرأة عراقية تحصل على الجائزة بعد حصول عراقيتان عليها عام 2007.

يعني هذا إن المرأة العراقية مازالت تتقدم المراتب عالمياً .

وتقول سعاد اللامي :أنا أطالب النساء بأن يكون لديهن الثقة في أنفسهن مهما كان قدرهن متواضعا من التعليم؛ حيث يمكنهن تغيير الواقع حولهن.

وأعربت سعاد التي تصف نفسها ب (المحاربة) عن سعادتها البالغة بهذا التكريم الذي جاء لدورها في الدفاع عن حقوق المرأة في العراق…وقد بثت قناة الحرة الفضائية مقطع استقبال وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلنتون وهي ترحب ب أللامي بقولها:(نكرمها لشجاعتها في تعزيز وتكريس الحقوق القانونية والصحية والرفاهية الاجتماعية والاقتصادية والتقدم السياسي للمرأة في العراق رغم كل التهديدات التي تعرضت لها سعاد شكراً جزيلاً سعاد) .

وكتبت (الفرات نيوز13/3/209م) إن كلينتون قالت لدى التكريم: (لدى بلادنا الكثير لتحققه ولكننا نأخذ الإلهام من أولئك الذين يناضلون بجدّ للحصول على الحقوق الأساسية التي نعتبرها من المسلمات)).وقالت ميتشيل أوباما إن الفائزات علّمن الجميع ثلاثة دروس مهمّة، ((الأول أننا بصفتنا نساء يجب أن ندافع عن أنفسنا، والثاني أن نساند بعضنا بعضاً، وأخيراً علينا أن ندافع عن العدل للجميع)).وأضافت أن ((النساء اللواتي نكرّمهن، خاطرن بحياتهن للنضال من أجل أنفسهنّ وأمهاتهنّ وبناتهنّ وأخواتهنّ وجداتهنّ وصديقاتهنّ، وبقيامهن بذلك، صنعن مجتمعاً أفضل ليس لهنّ فحسب بل لآبائهنّ وأولادهنّ وأشقائهنّ وأجدادهنّ وأزواجهنّ)). يقول الكاتب الصحفي جاسم المطير في مقاله(تحية إلى المرأة العراقية الشجاعة سعاد اللامي ..! ) بتاريخ 14/3/2009م عن مركز مساواة المرأة:(( أنا شخصيا لا أعرف السيدة سعاد اللامي ولا أعرف اتجاهاتها الفكرية أو السياسية ولا أعرف أي شيء عن انتمائها . كل ما اعرفه عنها أنها امرأة عراقية نشيطة ولديها مساهمة فعلية خلال السنوات القليلة الماضية في ميادين الدفاع عن حقوق المرأة العراقية ولها دورها في الكفاح من اجل وقف العنف المنزلي والأسري وفي إجبار الفتاة العراقية على الزواج القسري كما أن لها مواقفها لكشف حالات الاتجار بالمرأة والكفاح ضد الفساد الحكومي وهي من النساء اللواتي يكافحن من أجل تحقيق الشفافية الحكومية وفي سبيل العدالة وحكم القانون والمساواة في الحقوق . وقد نالت يوم 9 – 3 – 2009 ,جائزة – المرأة الشجاعة لعام 2009 – التي قدمتها وزيرة الخارجية الأميركي) واستطرد قائلا: ( من المؤكد أن نشاط سعاد اللامي يستحق أولا التكريم العراقي ، الشعبي والرسمي ، فهو نشاط معبر عن واقع وتاريخ المرأة العراقية بل هو تعبير عن القدرة الحقيقية الواسعة والعميقة لتجسيد مطامح وآمال شعبنا العراقي كله )). كما تم تكريمها في العام 2010 بجائزة الخدمة العامة من نقابة المحامين في ولاية ماساشوستس.

 وهي خريجة زمالة همفري (فولبرايت) من جامعة منسوتا – كلية القانون 2009-2010 ومن نفس الكلية نالت درجة الماجستير في القانون الدولي لحقوق الأنسان في العام 2011.عملت في العام 2011 كمستشار في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق في مجال حقوق الأنسان, سيادة القانون والوصول للعدالة مع التركيز بشكل أكثر على قضايا العنف الأسري والقائم على النوع الأجتماعي.

نشرت في العام 2012 كمؤلف مشارك مقالاً في مجلة النقابة الوطنية للمحاميات الأميركية حول (الولايات المتحدة الأميركية )وحقوق المرأة في العراق. كما شاركت المحامية اللامي، في جلسة مجلس الأمن الدولي حول القرار 1325 المتعلق بالمرأة والسلام والأمن، حيث ركزت على أهمية إشراك المرأة في صنع القرار وعمليات الانعاش في أعقاب الكوارث والصراعات.كما شاركت أيضا في ندوة خاصة حول ((دور المرأة في مكافحة التطرف العنيف))، أكدت فيها أهمية دور المرأة في مكافحة الإرهاب من خلال التربية الصالحة والعمل الاجتماعي والتوعية. كما أنشأت اللامي محطة راديو (اسأل امرأة) وكانت تخاطر بحياتها في مجتمع ذكوري تعمه الانقسامات.تحية تقدير واحترام ومحبة واعتزاز للمرأة العراقية الباسلة الناشطة سعاد اللامي ولكل نساء العراق .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق