الفكر

الأفلام السينمائية وتأطير صورة الشخص الإنتحاري

لذا فعندما نتاول شخصية الانتحاري في تخصص الإعلام نجد أن الامر يختلف تماما فهو فالإعلام ينقل رسائل اتصالية معينة من خلال منتجات اتصالية معينة تسهم في تحقيق تاثير في نفسية المتلقي ،ومن ابرز المنتجات الاتصالية التي تناولت شخصية (الارهابي الانتحاري) هي الافلام السينمائية بشكل عام والأفلام المصرية بشكل خاص ،فنجد انها تناولتها من اكثر من وجهة نظر تجعل الجمهور بين امرين ما بين التعاطف ومابين نقد الفعل المقدم من خلال سياق الفلم المعروض .

فنجد ان (شخصية الانتحاري) التي قدمت من خلال (اصحاب ولابيزنس،2001 ) وأداها الفنان المصري (عمرو واكد) ،حيث كسب تعاطف الجمهور باعتباره انه استشهد دفاعا عن بلده وحقق عملية استشهادية ضد اليهود المحتلين لبلده ،في حين نجد ان شخصية الانتحاري التي قدمت من خلال فيلم (السفارة في العمارة،2005)وأداها الفنان (عادل امام) ،وكيف نجحت احدى الجماعات الاسلامية في خطفه وتجنيده في ان ان يقوم بعمل انتحاري ،مما عرضه للنقد ،وكيف ممكن ان يؤدي هذه المهمة .

الى جانب امثلة كثيرة تناولتها افلام اخرى ربطت بين موضوع التشدد الديني وبين فكرة القيام بالعمل الانتحاري ،وهذا يعني ان السينما تقدم وقائع حقيقة موجودة في المجتمع ولكن تختلف من حيث طبيعة التفسير الذي سيقدمه جمهور النقاد والمتابعين لطبيعة الفكرة المطروحة ، ويجعلها مسؤولة عن تكوين انطباعات ذهنية ممكن ان تترسخ لتتحول الى صورة نمطية سائدة من كل شخصية انتحارية هي متشددة وتنتمي لجماعة اسلامية ،وهدفها اشاعة عمليات القتل،الى جانب اشياء اخرى تجعلها تخضع لتفسيرات المشاهد التي ممكن ان تتأثر بالأفكار والجماعات المرجعية التي يدين بالولاء لها ،مما يجعلنا ان تأطير الصورة عامل مهم وأساسي يضفي معاني على طبيعة المضمون المقدم على المنتج الاتصالي سواء كان نص مكتوب او مرئي .

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق