الفنون

المسرح الصّحراويّ بالشّارقة: قيم البداوة في ثوب مسرحيّ قشيب

 و قد انطلقت الدّورة الثّالثة من ليالي مهرجان الشّارقة للمسرح الصّحراوي في الرّابع عشر من ديسمبر 2017 و تواصلت على امتداد أربعة أيّام، تمّ خلالها تقديم عدّة عروض مسرحيّة تشارك فيها 4 دول عربيّة: الإمارات، المغرب، موريتانيا و سلطنة عمان، و قد اِحتضنتها منطقة الكهيف التّي جهّزت للغرض بوسائل تقنيّة (الصّوت/الأضواء) تتلاءم و طبيعة العروض المقدّمة ذات الصّبغة البدويّة ما يفسّر حضور الشّعر و الرّبابة في فضاء تؤثّثه الخيام و تعبق بين أرجائه رائحة شواء الذّبائح، و تُسمع بين الفينة و الأخرى قعقعة السّيوف، و يتعالى صهيل الخيول و رغاء الجمال.

و ذلك في إطار الأعمال المشاركة في هذه الدّورة التّي افتتحت بعرض إماراتي يحمل عنوان “صرخة ميثا” تأليف سلطان النيادي و إخراج محمد العامري، تلاه عرض من سلطنة عمان موسوم ب: “عشق في الصّحراء” من تأليف نعيم فتح نور و إخراج يوسف البلوتي ، أمّا اللّيلة الثّالثة فكانت مورتانيّة بعنوان: “حديث اللّيل” تأليف و إخراج التقي سعيد، فيما تشارك المغرب بمسر حيّة “حرب و حبّ” فكرة الغالي اكيميش و إخراج عزيز ابلاغ.

و هي تحكي قصّة شيبة ابن شيخ القبيلة الذّي تحدّى قبيلته و تمرّد على أعرافها و نواميسها بعشقه للموسيقى و عزفه على آلة “التيدينيت” فصار منبوذا من قبل أفراد عشيرته وهام على وجهه طويلا إلى أن وقع في حبّ فتاة من قبيلة أخرى و لمّا تقدّم لخطبتها كان شرط أهلها أن يقطع صلته بالفنّ، لكن يحدث أن تتعرّض قبيلته للغزو فيعود لنجدتها و تلعب الموسيقى دورا كبيرا في تشتيت العدوّ و القضاء عليه، ما يعني الانتصار لفكرة التحرّر و نبذ العصبيّة القبليّة لأنّ ما يراه الجماعة ليس بالضّرورة هو الصّواب.

و قد تمّ عقب كلّ عرض مسرحيّ تنظيم حلقات حواريّة و نقديّة بمشاركة نخبة من الباحثين المسرحيّين،تعضدها مسابقات متنوّعة تدور حول المعارف المسرحيّة العامّة، إضافة إلى عقد مسامرات فكريّة جاءت تحت عنوان: “مضامين المسرح الصّحراويّ و أساليبه: الكائن و الممكن”.

و لعلّ ميزة هذه التّظاهرة التّي مزجت الفنّي و الاجتماعيّ و الفلكلوريّ تكمن أساسا في تسليط الضّوء على ثراء مخزون الثّقافة الصّحراويّة الممتدّة طولا و عرضا في المشرق و المغرب من جغرافيّة الوطن العربيّ. “هذه الثّقافة الحيويّة التّي طالما ألهمت أسفار الرّحالة، و قصص الرّواة، و ألوان الرّسامين بفضائها الواسع، و اِمتداداتها اللاّمحدودة برمالها و كثبانها و وديانها و عمارتها و ناسها و عاداتهم”.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق