آراء

العراق إختار الطريق إلى الفوضى والحروب المتواصلة …الجزء السادس

التي تتحدث بطريقة الشعوذة ومكافحة الإرهاب وتربط أوضاع الفوضى بوجود داعش ، قال لشقيقه من ساحة المعركة لقد حدد موقفه ” أما ان يموت شهيدا أو ينتصر “، لاحقا في المقابلات وصف مسئولون ستراتيجيون في الولايات المتحدة الامريكية الحرب الدائرة في الأنبار ، على أنهامعركة بين بغداد والقاعدة ، ولهذا تم إرسال صواريخ ” هيلفاير ” للمالكي لاستخدامها في المواجهة بغض النظر عن النتائج وبالرغم من عدم وجود هدف واضح المعالم ، وكما وثقت مع زملائي وكذلك وكالة ” رويترز ” ، في الأسابيع التي تلت ذلك تفاخر جنود القوات العراقية الخاصة من تنفيذ الإعدام ضد متشددين مشتبه بهم في الأنبار ، وقالوا أن ذلك بمثابة رد انتقامي ضد داعش ، في شبكة التواصل – الفيسبوك – نشر الجنود العراقيين تلك الصور التي تظهر عملية الإعدام .

 تلك كانت من مشاهد إقليمية ضد المتطرفين السنة التي تمتد من العراق إلى سوريا إلى لبنان ، بينما قوات داعش تتباهى بسيطرتها على مدن رئيسية إضافة إلى الموصل هناك الفلوجة والرمادي وأماكن أخرى ، وأن قوات داعش سيطرت على أهم سد للمياه وقد كسرت حاجز المياه وغمرت الأرض وكانت تلك وسيلة لجأت إليها لمنع الجيش من الإقتراب من معاقلها ، لكن العنف في العراق لم يعد يقتصر على متشددي داعش ، بل ظهرت تنظيمات شيعية أخرى متشددة شجعهاالصراع بين داعش وقوات الجيشوالأمن على ان تتدرب وتحمل السلاح وتكون قوة كبيرة ، هم أعادوا ترتيب صفوفهم وحصلوا على سلاح متطور واستعرضوا تشكيلاتهم في بغداد ومحافظات أخرى ، كمارفعوا في تلك التظاهرات صور لبعض رفاقهم من الذين قتلوا في سوريا عندما ذهبوا غليها للدفاع عن حماية ضريح شيعي مقدس لديهم كان مهددا بالتدمير من قبل المتشددين السنة ، ظهرت الميليشيات الشيعية كأداة تجنيد قوية للمجموعات المؤمنة بالفكر الطائفي وقد توسعت في العاصمة ومحافظات أخرى وجدتها الحكومة أفضل وسيلة لامتصاص البطالة في أوساط المناطق الفقيرة .

 وقد تم انتقادها واستهدافها في أحداث البصرة عام 2008 ولكنها الآن تبدو مقربة جدا من الحكومة وعكس الصورة السابقة تماما والتي ناهضتها برفع السلاح في وجهها ، هي وقفت مع حكومة المالكي ضد المليشيات السنية وردا على التطرف الجديد الذي يهدد باجتياح مناطق أخرى من العراق ، وبوجود أعداد غفيرة منها غير مدربة وغير متعلمة وغير منضبطة ساد مشهد الفوضى في ظل السلاح  ، وصارت لهاكلمة مسموعة ومؤثرة لدى حكومة ضعيفة ترتجف من زحف داعش نحو مواقعها .

 حصلت تلك الميليشيات من خلال الوضع الماثل على الكثير من الامتيازات وصارت إلى حد بعيد هي القوة الأولى الضاربة في البلاد ومن بعدها يأتي الجيش العراقي منها مثلا عصائب اهل الحق وكتائب حزب الله العراقي وقوات الصدر – يرأس العصائب ” قيس الخزعلي “، يقال أنه كان من أبرز المساعدين للشيعي المتشدد – مقتدى الصدر – الذي يعتقد الجيش الأمريكي أنه العقل المدبر لخطف وإعدام خمسة من جنود امريكا في يناير / كانون الثاني  من العام 2007 ،وقد سجن لفترة وجيزة وأطلق سراحه بعد عامين تحت ضغط من المالكي ، ولكن الخزعلي أعيد من جديد ليقود عصائب أهل الحق والتي يتهمها الشعب العراقي منذ ذلك الحين بأنها نفذت الابتزاز والخطف والإعدام، كما اشتبه بها ومعها ميليشيات أخرى بالضلوع في أحداث البصرة ، حيث حصلت عمليات القتل المروعة ، وكانت تلك الأيام هي الصفحات السوداء من الحرب الأهلية في العراق ، ومع أغتيال 17 رجلا على الأقل من السنة وفي الحقيقة التقارير قالت أكثر من 51 رجلا ، حصل ذلك بين سبتمبر وديسمبر ، على أثر ترك رسائل على أبواب منازل بعض السكان في البصرة موجهة لافراد عشيرة سنية رئيسية هي ” آل السعدون ” ، كان التحذير يقول ” أنتم من قتلة الحسين ؛ ندعوكم للمغادرة فورا أو القتل دون رحمة ” ، وتقول تقارير الأمم المتحدة أن أكثر من 59 عائلة من تلك العشيرة كانت تقيم في البصرة والناصرية المجاورة لها قد نزحت إلى مناطق أخرى ، في ديسمبر سافرت إلى البصرة حيث ألتقيت رئيس عشيرة السعدون – جمال السعدون – في ظل حراسة عدد من رجال الشرطة يقفون على باب الدار خوفا على حياته ، ورأيت قرب جدار الدار ملصقا لجماعة العصائب لجنود تابعين لهم قد قتلوا في سوريا ، الشيخ جمال قال ان عمليات القتل والتهديد هي حملة طائفية .

 وأقسم بالله أنه وجماعته لم يتورطوا أو يزعجوا عصائب أهل الحق أو كتائب حزب الله العراقي ، وهما القوتان المهمتان اللذان يسيطرات على الأوضاع في البصرة والناصرية ومناطق أخرى ، كما سخر من إدعاءات المالكي التي قال فيها ، ان القاعدة وزمرها هي المسئولة عن قتل أفراد عشيرته ،وأشار إلى أن الدولة أرسلت له رسالة بشكل واضح ” تدبر حالك ؛ لا أحد يستطيع ان يحميك ” ، جمال قال أيضا” ان تلك الميليشيات لا تخضع لسيطرة الحكومة ، كانت هي العامل الأول في إثارة القلق والمشاكل والابتزاز ،عائلة من عشيرة السعدون التقيت بها فيما بعد قالت ” الميليشيات والحكومة ؛ كلاهمايرتكب التجاوزات ولا تشعر بالأمان معهما ، أنت هنا لا تعرف من هو عدوك ، أبدا لا تدري من يقف مع الحكومة ومن الذي يقف مع الميليشيات ، أعداد العملاء والمخبرين بإزدياد ، والغموض يحيط بقوات الأمن النظامية وكذلك بتوجهات وعمل الميليشيات وارتباطاتها ” وتبرز إلى الذاكرة عدد من الذكريات من أحداث وقعت بين عامي 2005- 2006 عندما تضاعف عدد وحدات الشرطة من التي كانت توصف بفرق الموت الطائفية ، كما تضاعف أعداد المسلحين من العصائب التي تحمل ترخيص ودعم من مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي ، وتلك التصاريح تسمح لهم أن يمروا من خلال نقاط التفتيش دون أي سؤال للقيام بعمليات ضد أعدائهم ، وقال لي سياسي شيعي بارز ان العصائب أغتالت الكثير من رجال وقيادات السنة ، إلى جانب مجموعات كبيرة من الذين وصفوهم بالارهابيين في العراق ، أي شخص يراد التخلص منه يوصم بالإرهاب أنذاك تطمر قضية قتله ولا أحد يجرؤء على المطالبة بدمه ، وثمة سؤال ظل الناس يتداولونه بحذر وعلى مستوى واسع هو :  هل أن أعضاء العصائب وكتائب حزب الله العراقي وجماعة التيار الصدري ، كلهم ينفذون ضربات ضد خصوم المالكي وبتوجيه منه وبشكل مباشر …أم أنهم يمثلون وكلاء مخابرات وشركات للقتل على هيئة أحزاب وتكوينات وتجمعات سياسية ، هل يقومون بتلك الأدوار والمهام مقابل الأموال والسيطرة ..؟ ، دبلوماسي غربي عظيم الإطلاع على تلك الملفات قال لي ان تلك المسميات مرتبطة بالمالكي نفسه ، وهي تدافع عن النظام الشيعي وان جماعة عصائب أهل الحق اشترت الاعتراف بالدم والمال وبتنفيذ مهمات صعبة ، وهي تمكنت من رشوة المسئولين من الذين يحيطون بالمالكي، وهو يعرف ذلك ويفسح له المجال كي يتعاظم ، أن صورة وعمل تلك الميليشيات والمسميات المرتبطة بها هي جزء من تكوين الفساد والفوضى الذي يلف البلادويتبع تلك الميليشيات في حالة الفساد رجال الشرطة والمخابرات وضباط الامن بصورة عامة هم يقومون بإحتجاز الناس وفق تقارير كاذبة يكتبها المرتبطون بهم وبعد ذلك يطلبون من الشخص المعتقل مقابل إطلاق سراحه مبالغ ضخمة كفدية من الإعدام والمؤيد والضرب والتعذيب ، كما يأخذون رشاوي في نقاط التفتيش ، وكذلك ظهر في سجل الكثير من القادة العسكر انهم يسجلون أسماء وهمية لجنود وافراد ضمن مسئوليتهم ويستلمون رواتبهم ، وسمي ذلك بوجود العناصر الفضائية ، أما أؤامر المعركة والدفاع عن الناس والمدن فهي انسحاب وتقدم لمن يدفع أكثر ، كل شيء يباع في العراق في ظل حكومة المالكي – العبادي الفاسدتين ، ان الضعف يزداد والعراق يذهب نحو حرب لانهاية لها ولعل أصعب الحروب هي الحرب مع الفساد ، والفساد في العراق يضرب في كل مكان وصار موجودا داخل كل جسد ، المالكي والعبادي والنواب والوزراء والأحزاب والمرجعيات الدينية ، الجميع يجد فائدة كبيرة في استمرار الفوضى وتدهور تلك القيم المهمة ، المرجعيات الدينية تطالب بزيادة الظلم ونشر الفساد كي يظهر الأمام الثاني عشر ، العبادي الضعيف في كل شيء لا يحتكم على شيء غير الكلام الذي صار الناس يكتشفوا عدم الصدق فيه ، بعد الفترة التي ذهبت لم يتغير شيء عن فترة حكم المالكي بل هي مشابهة جدا ، لا أحد يبدو قادرا على حراسة المجتمع العراقي وضمان الحريات ونشر الديمقراطية وتحقيق العدل ، الصراع الطائفي هو وسيلة رخيصة للاستمرار في الحكم على حساب منظومة القيم والمباديء ، وتطور البلاد وتحولاتها المطلوبة لايصنع تحت عباءة الطوائف والاقليات، المعركة الوهمية في العراق ستتواصل كل جهة تقاتل الجهة الاخرى ولا أسباب حقيقية للقتال في رظل رفع شعارات تعود لقرون مضت ، السؤال الكبير الذي يدور في ذهني وأنا أغادر العراق ” إلى أي مدى سيصمد الناس في هذا الحريق الهائل الشيطاني غير العقلاني ، ثم مامعنى ان يتقاتل شيعي وسني وكلاهما في حاجة ماسة للحياة النظيفة ولتوفير الخدمات المطلوبة لإدامتها، لماذا تحرق ثروات البلد هباء …..؟ ” ويستمر الحريق والفوضى والقتال والعراق كله قد دخل مجرة حروب متواصلة والفوضى سلوك الجميع في ظل حكومة العبادي الضعيفة جدا …!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق