جمع بين السرد والتأريخ لحقبة هامة من تاريخ تونس القديم وقد استعرض المؤلف في هذه الرواية محطات من التاريخ القديم للجهة خاصة عندما إشتدّت قسوة الطغاة من قادة الجند والوجهاء على المزارعين المفقّرين لانتزاع آراضيهم واستغلالهم الفاحش في العمل بالمزارع والانتاج الفلاحي وسرد الراوي بأسلوب وصفي ما يتعرّض له كل متمرّد على قادة الجند وكبار القوم من تعذيب بشكل وحشي ظالم وكأن الرواية تخفي رسالة ضمنية مفادها مدى قساوة السلطة عبر التاريخ على المواطنين من ضعاف الحال واستغلالهم واستعبادهم لتنتهي بسرد دقيق استخدم فيه تقنيات جديدة ذات صلة بالصورة لثورة التمرّد على الظلم والاستبداد والتي يقودها قائد محليّ يدعى «ديكرج» .
والذي انطلق في مسالك الجبال وثنايا المزارع وضفاف الأنهار والأودية يشحذ الهمم من أجل توحيد الصفوف في مواجهة هذا المستعمر الغاصب الذي يقتات بأطاييب سهول مجردة ويرسل ثمرها وغلاتها وثرواتها إلى أسياد روما غير عابئ بأنين المطحونين بين أضراس مقاطع الرخام القاسية ولا بالجائعين يجرون عربات القمح والزيتون الى مخازن روما.
