صدَر حَدِيثا عن شَرِكَة لوغوس للنشر والتوزيع في (عِلم نفس التربية) كتابا بعنوان “قضايا تربَويّة واجتماعيّة’ (عُلم التَرْبِيَّة- العُلوم العصبيّة التطبيقيّة- الأطفال المَوْهُوبُون أو ذَوُو القُدرات العالية- الصورة وذاكرة الماضي- خَدِيعة جائحة كورونا- ثَقافة الإرهاب) للدُكتور والباحث يُوسف المرواني.
وهو خَبِير في عِلم نفس التربيةومُتحصّل على الدكتُورا علم النفس التربويّ وشغلَ خُطّة مُتفقّد عامّ بِوزارة التربية التُونسيّة.
وصَدَر هذا العَمَل عن المطبعة المغاربيّة للطباعة والإشهار، بِغلاف أَنِيق جدّا مُتقن الصِناعة، وورق فاخر couché وعدد صَفحاته 103 صفحة ، تُباع النُسخة الواحدة بِثمن 15 دينارا/12 دولار أمريكيّ أو ما يُعادلها في الخارج.
ويتضمّن العَمَل المذكُور المحاور التالية:
تقديم العَمَل
عُلوم التربية وأهمّيّتها في تغيير المُجتَمَع وتطويرها
لمُقاربَة البيداغُوجيّة القائمة على التعاوُن
العُلوم العَصَبِيَّة التربويّة
ثقافة التطرّف أم ثقافة مُواجَهة التَطَرُّف؟
مِن وحي جائحة كورونا وسُقوط الأقنعة
رعاية المَوْهُوبِين (أو ذوي القُدرات العالية)
سُلطة الذكريات
وأوضح المفكر والروائي التونسي مصطفى الكيلاني التالي:
“ولهَذا العَمَل تَناوُلُه البَحْثِيُّ المُدَقِّقُ العَمِيقُ في مسائل تَرْبَوِيَّةٍ وَتَعْلِيمِيَّةٍ وتَعَلُّمِيَّة. فَهْوَ شَبِيهٌ بِتَمْهِيدٍ لِتَدْوِين شامل له تَفَاصِيلُ مواضيع مِن مُختَلِف مَسَالِك التفكير في عُلوم التَرْبِيَة ومَناهجها ومَرَاجعهَا النَفْسِيَّة والاجتِماعِيَّة والثَقَافِيَّة والتَثَاقُفِيَّة…
وهُو كِتابٌ مُمْتعٌ مُفِيدٌ حَقّا. وهو إلى ذَلِك شَبِيهٌ بِمُقَرَّرِ تجربةٍ عَامّ خَاضَهَا يُوسف المرواني على امْتِدَاد عُقود أَرْبَعَة أو أكثر مِن التَدْرِيس والبَحْث في بِيدَاغُوجِيَا التَعْلِيم والتَعَلُّم والتَرْبِيَة، عَامَّةً، وعِلْم نَفس الطِفل تخصِيصا، وفي المَوْهبَة والذَكَاء اشتِغالا على الوَاصِل غَيْر المُفارِق بَيْن الدِمَاغ والقَلب واليَد. ولَعَلَّ أَطرَفَ ما تَضَمّنه هذا الكِتاب النَتِيجَة الّتِي انْتَهَى إلَيْها المُؤَلِّف، ومَفَادُها أَنَّ القَلْب هُو الأَوْلَى بِالاهتِمَام مِن العَقل في العَمَلِيَّة التَعْلِيمِيَّة التَعَلُّمِيَّة التَرْبَوِيَّة، كَما لِلْقَلب “دِمَاغٌ” خَاصّ هُو مَحَلّ الرَغْبَة والمُحَفِّز على الارتِغاب وَالدَافع إلى التفكير بِالدِماغ عَقلا، وإلى العَمَل عندَ استخدام اليَد تَقنِيَةً ومَهَارَةً. فَإذَا اشتغَلَ القلب مَوْصُولا بِالدمَاغ واليَد أَبْدَع الفردُ وأنتجَ فعِلا وَتَفاعُلا تَشارُكِيّا عن طَرِيق الإسْمَاع والسَماع، التَعْلِيم والتَعَلُّم، الإفَادَة والاستِفَادَة، لِتثبت بِذَلِك صِفَة المُعَلِّم بِالمُتَعَلِّم، والمُتَعَلّم بِالمُعَلّم أَخْذا وعطاءً مُتبادَلَيْن…
هذه الأَفكار وغَيْرها تُشِير عَلَنا إلى ما يُفارق بَيْن تعلِيم وآخر، بَيْن تعليم جَدْبٍ سُكونِيّ وتعلِيم خصب دِينامِيكِيّ، بَيْن تعلِيمٍ عاجز عن تنشئَة فرد عارف عَالِم ماهر سَعِيد، وبَيْن تعلِيم مُجَدِّد مُتَجَدِّد يُحَقّق “التنمِيَة المُسْتَدَامَة” ويُغَيّر الوقائِع مِن حَالٍ إلى أُخرى، وفي اتِّجاهِ الأَفضل بِاستمرار، فلا يُبَاعِد كما أَسْلفنا، بَيْن “القلب” (المَحَبَّة، البهجَة، السَعَادَة، الإسْعَاد…) وبَيْن “الدِماغ” المَوْصُول بِالقلب، المُسْتَجِيب لِرغبته/ رَغَبَاته لِيسْعد به الفرد ويُسْعِد الآخر، فيعتدل ولا “يتطَرَّف” ولا يتشَدّد، ولا يعتدِي على الغَيْر.
إِنَّ التعليم مَوْصُولا بِالترْبِيَة في منظُور يُوسف المرواني، هُو مَجالٌ تنظِيرِيّ عَمَلِيّ لِتَنشئَة جِيل، بل أَجْيَال مُقتدِرَة على التفكير الحُرّ الشمُولِيّ العَمِيق المُتَعَدِّد الأَبْعاد، وعلى الفِعل تقنِيَةً ومَهارَةً، وعلى المَحَبَّة (ثَقافَة المَحَبَّة) الّتِي بها يُقاس مَدَى تَقَدُّم الشُعوب والأُمَم.
كَمْ نَحْن في حاجة، إذنْ، إلى هذا العَمَل وأمْثاله مَدْخلا إلى إصلاح التعليم في تُونس، وجَمِيع البُلْدَان العَرَبِيَّة! وَلَكَمْ دَعَوْنا إلى الإصلاح الجَوْهَرِيّ الشامل وأَرْجَأنَاه مِرَارا وتِكرَارا!
هُو، بِاختِصَار، كِتابٌ له ابتِدَاء، ولا انتِهاء بِبَسْط أَوَّلِيّ لِأَفكار ومَفَاهِيم أَوّلِيَّة مَرْجعيّة تنزع إلى استثمار المَوْهبة، والمُرَاهَنة على رأس المال الذكائِيّ بِدَلالَتَيْ التَجْمِيع (الوَاصل بَيْن كُلّ الأَفراد المُتَعَلِّمِين) والتفرِيد اهتِمَاما بِالأطفال والشُبَّان فَائِقِي الذَكاء والمَوْهبَة، وبِقَصْدِيَّة تنمية كَافَّة القُدُرَات في منظُومَة لا تُفارق بَيْن التعليم والتَرْبِيَة والتَثقِيف بِهَدَف تنمِيَة قُدُرَات المُعَلِّم والمُتَعَلِّم داخل مدرسَة ومَعهد وجَامعة أَصَابَها الهرم، فَأَضحت عاجزة عن مُواكَبَة العَصْر والإسْهَام في حَلّ مُشكلات مُجتمع
