“قبلة الأحرار: ملحمة فنية تحتفي بالهوية الجزائرية”
جمال قتالة
يعتبر عرض “قبلة الأحرار” تجربة فنية متميزة وفريدة في المشهد الثقافي الجزائري. ما يجعله استثنائيًا هو التناغم المثالي بين الأداء التمثيلي والتقنيات الحديثة، حيث يمتزج الماضي بالحاضر عبر رؤية إبداعية تجمع بين التراث الجزائري والابتكار التكنولوجي.
استخدام تقنية الهولوغرام، على سبيل المثال، لم يكن مجرد إضافة جمالية بل أداة درامية زادت من عمق الرسائل التي يحملها النص، ما أضفى بعدًا جديدًا على السرد التاريخي والإنساني للعرض. تلك التقنية سمحت للجمهور بالتفاعل مع المشاهد بطريقة غير مسبوقة، مُسهمَة في إحياء لحظات تاريخية وإبراز الرمزية الثورية التي يتمتع بها الشعب الجزائري.
التركيز على المرأة الجزائرية ودورها في الثورة التحريرية كان من أبرز محاور العرض، حيث قُدِّمت لوحات تعبيرية تُظهر شجاعة المرأة الجزائرية وصمودها، مما عزز من الرسالة الإنسانية للعرض.
من الناحية الفنية، المزج بين الرقص والغناء والتشكيلات السينوغرافية المدعمة بالتقنيات البصرية الرقمية خلق تناغمًا بصريًا وموسيقيًا، يعكس ثراء الثقافة الجزائرية وتنوعها. مشاركة عدد كبير من الفنانين من مختلف الأجيال ساهم في تجسيد التنوع الثقافي والفني للجزائر عبر العصور، مما أضفى على العرض حيوية وتعددية في الأداء.
باختصار، “قبلة الأحرار” ليس مجرد عرض مسرحي بل هو ملحمة فنية تحتفي بروح الجزائر وثورتها، مُقدمًا تجربة غنية تُلامس عمق الانتماء الوطني وتُبرز الأبعاد الإنسانية والتاريخية للهوية الجزائرية.