جمال قتالة
يسلط هذا المقال الضوء على الترجمة الأخيرة لرواية “الغريب” لألبير كامو إلى اللغة الشاوية، وهي لهجة أمازيغية من منطقة الأوراس في الجزائر.
وقد قامت بهذا العمل بوشرة تازيري دواخة، وهي طالبة شابة في علم اللغة بجامعة باتنة. عنوان هذه الترجمة هو “إيمزدي”، وقد نُشرت من قبل دار أدليس.
كامو، الذي يُعتبر عادة كاتباً فرنسياً، يُنظر إليه أيضًا ككاتب جزائري بسبب أصوله. تُعتبر أعمال كامو، وخاصة “الغريب”، مشهورة بتمثيلها لعبثية الحالة الإنسانية، وشخصية ميرسو، بطل الرواية، تجسد هذا الاغتراب واللامبالاة تجاه الحياة. اختارت تازيري دواخة ترجمة هذا النص لإعجابها بكامو وتحليله الفلسفي للإنسان.
تأتي هذه الترجمة إلى الشاوية في إطار مسعى أوسع لتثمين اللغة الأمازيغية وإدماجها في التراث الأدبي العالمي. مستلهمة من تقاليد الترجمة في الحضارات الكبرى، مثل العرب الذين ترجموا الأعمال اليونانية، تسعى تازيري دواخة إلى إثراء المكتبة الأمازيغية بالكلاسيكيات الأدبية العالمية.
عملية الترجمة كانت طويلة ودقيقة، واحتاجت إلى مراجعة شاملة للحفاظ على روح العمل الأصلي مع تكييفه مع اللغة والثقافة الشاوية.
كما تُبرز المترجمة ارتباطها الأدبي بكاتب ياسين، الكاتب الجزائري المعروف، الذي ينحدر من نفس منطقتها. وتخطط لترجمة أعمال كاتب ياسين إلى اللغة الشاوية قريباً، مما يسهم في الحفاظ على الثقافة الأمازيغية ونشرها.